تصفح الوسم

نهلة سوسو

أحاديثها

الجلسة التي ختمت النهار كانت للاسترخاء ليس إلا، والزّمن الذي باعد بينهما، جليسان لا ثالث معهما، كان أطول مما يتذكر! انقطعت الكهرباء في موعدها وبات الضوء شحيحاً ووهَنت الأصوات الوافدة من الخارج، لكنه كان يراها بحواسّه، متّكئةً على وسادة،…

لكلّ زمان

أنزل ثلاث درجات تهوي مباشرة من حافة الرّصيف، فأصبح في "مشغل" خياطة، ليس أكثر من حجرة فيها سيدة غارقة، بكل ما تعني كلمة غرق، بأكوام من الأقمشة الملوّنة غير المرتّبة وحولها قصاصات انهالت من مقصٍّ، أزاحتها قدمان عاريتان مستقرتان على دعّاسة آلة…

قلمٌ محراث

على طاولته أكوام ورقٍ ضاع بياضُها في فوضى حروفٍ زرقاء، حمراء، سوداء، قال إن اختلاف ألوانها يقوده بسهولة إلى الفكرة التي تخدم بحثَه الجامعي الذي طال زمنُ إنجازه أكثر بكثير مما خطّط له، هو الذي تحايل على دفق المعلومات والنسيان باستخدام…

قارّة ضوء

مصادفة جعلتني أتوقف هناك وأنا على سفر! البيت ريفيٌّ أتعبه الزمن.. أبوابه الخشبية فقدت الزيت الذي لمّعها ذات يوم، ومناخل النوافذ تمزقت حين عصفت بها ريح شتاءات قاسية، وعاجلتها يدٌ بالترقيع كأنها ثوبٌ استعاد صلاحيته للارتداء، والأحواض الخارجية…

رَجْعُ صدى

في الصباح الباكر، تستيقظ من دون نومٍ كافٍ بسبب الحرّ الشديد الذي يواصل ثِقْلَه النهاريّ غيرَ عابئٍ بتوقف المراوح والمكيّفات ونشاط البعوض الشّره، بعد أن فقدت فرح لقاء الفجر بفنجان القهوة الساخن لأن الزمن تغير أسرع من قدرتها على التغيُّر بما…

ديمومة

كانت كتلة الصخر الخام هائلة، صماء، خاملة، شاحبة، لا تفصح إلا عن وزنٍ ثقيل لا تزحزحه غيرُ رافعة جبارة عمياء هي الأخرى، حتى حين تفتح كلاباتها الحديدية لتحيط بجسد الكتلة وتنقلها من المقلع إلى حيث يروزها النحّات ويبدأ بإخراجها من عالمٍ إلى آخر…

«ضِغْثٌ على إبّالة »

أنت صحفي؟ إذاً عليك أن تنهض منذ الصباح، مشرعَ الحواس، كما ينهض المؤمن إلى صلاة الفجر، لا تفوته حاضراً متوضّئاً، وعليك أن تُمضي الضّحى مع جموع الناس وهم يختلفون إلى أعمالهم ومشاغلهم وقوت يومهم، وإذا حلّ المساء لن تستطيع التواري في ركنٍ خافت…

الروائي والوعي

اشتريت كتاباً، اعتماداً على اسم المؤلف الشهير، الذي احتفى به النقاد ولاقى رواجاً منقطع النظير، باعتباره "أمير" القصة العربية وفي تعريف آخر "تشيخوف العرب"، ومُجِّد لأنه طبيب وقاص ومسرحي وصحفي ومفكّر وصاحب جوائز رفيعة بسبب أعماله التي تجاوزت…

مزاج

بعد أقل من دقيقة، بدّلت المحطة وهي تعبّر عن امتعاضها من المشهد: طويلٌ، مملٌّ، سقيم! وفي الواقع كان المشهد حواراً بين زوجين دخل بينهما ظلُّ عشيقة، ومثل هذه اللحظات اشتغل عليها الفنُّ الروائيّ والقصصي والسينمائي، وتبارى مبدعوه في استحضار علم…

صناعة «ثقيلة»

فردَتْ اللوحة القماشية المنسوخة من لوحة عالميّة بألوانها الباهتة، وأزاحت بيمناها، جانباً، لفائف الخيطان الملونة، لتأخذ غِمْدَ الإبر تتفحصها، وتقيس بعينيها ما يناسبها من حبّات الخرز الملون المسكوب في أوانٍ زجاجية صغيرة، لأنها تستعدّ لشكّ…
آخر الأخبار