بالتوازي مع تصريحات «القلق الأمريكي» من العواقب الإنسانية لاجتياح رفح، تستمر «إسرائيل» بتنفيذ هجمات متتابعة عليها، مع تهجير مئات الآلاف من أهلها، وبينما تتوغل «إسرائيل» في رفح، تجدد عدوانها على وسط غزة في جباليا والنصيرات والزيتون، وتعلن أن من المحتمل وجود قادة المقاومة في خانيونس، ربما تمهيداً لمعاودة مهاجمتها، مع كل هذا التمادي العدواني الصهيوني، يردد الإعلام العالمي أن هناك جهوداً لمعاودة التفاوض غير المباشر بين «إسرائيل» والمقاومة في الدوحة.. فماذا يعني كل ذلك وإلى أين تتجه الحرب العدوانية المجنونة على غزة؟ وكيف تتعامل واشنطن معها؟
أحد أبرز وسطاء التفاوض أوضح بالأمس، أن «إسرائيل» في كل جولات التفاوض تمتنع عن الإجابة عن سؤال نهاية هذه الحرب، وهذا ما يذكرنا بتصريحات عديدة لقادة العدوان المجنون أكدوا فيها، أن هذه الحرب ستستمر لسنوات عديدة لضمان القضاء على المقاومة، وما معاودة جيش العدو مهاجمة شمال القطاع، ووسط غزة، مع الهجوم على رفح، إلا برهان على المدى الذي تعمل عليه «إسرائيل» في العدوان ومعاودة العدوان، وهذا ما يفضح بشكل فجائعي مدى الجنون الصهيوني، وكم الإجرام الهمجي، والحقد والعنصرية لدى «إسرائيل»، التي لا تكتفي بالتدمير والقتل والتهجير، حيث نراها وسط غزة عادت لتجرف البنية التحتية للمدينة بعد تدميرها لضمان منع عودة الحياة إليها، والمفارقة أن واشنطن لم تقلق تجاه أي من هذه الجرائم الهمجية حتى الآن.
بموازاة ذلك, تعلن الإدارة الأمريكية أنها مستعدة لتقديم «بدائل لاجتياح رفح» تضمن تحقيق أهداف «إسرائيل» بالقضاء على المقاومة، ولكنها لم تقل لنا ما هي البدائل، ولم نعرف إذا كانت «إسرائيل» قد بدأت بالحصول عليها وهي تهاجم رفح وتعاود العدوان على كامل القطاع، إضافة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أعلن أنه مع شركاء وحلفاء لواشنطن اقتربوا من وضع خطة لشكل وطبيعة قطاع غزة بعد الحرب، أي إن واشنطن وحلفاءها يحضرون لما بعد الحرب، بالتوازي مع دعم «إسرائيل» في الحرب لإتمام عدوانها وتعميق جريمتها بحق الفلسطينيين وحقوقهم، القضية لم تعد إبادة جماعية فقط بل تطاولت إلى ما هو أفظع وأشنع.
وتجاه الإجرام الصهيوني الأمريكي، فإن المقاومة رغم كل ما أصابها ما زالت قادرة على إيلام العدو ومواجهته في كل مكان من القطاع، وهذا ما يجهض كل مخططاتهم، وما يعيد التأكيد انه لا حل ولا استقرار ولا أمن لـ«إسرائيل»، إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية, بإقامة دولة كاملة السيادة ضمن حدود 67, وعاصمتها القدس، وبدون ذلك لن تستطيع التخلص من قضية الشعب المصمم على نيل حقوقه، وستستمر الحرب وستستمر المقاومة لأن جنون «إسرائيل» العنصري بالحرب, لن ينقذها من مقاومة أصحاب البلد, ولن ينجيها من حساب وعقاب ما فعلت و ارتكبت..
د. فؤاد شربجي
130 المشاركات