لهيب مشكلات الإطفاء.. من يخمده؟
حان موسم الحصاد، حيث غدت معظم حقول محصولي الشعير والقمح يابسة، ما يعني أن قابليتها لاشتعال النيران فيها عالية جداً، واحتمالات سرعة امتداد وتوسع تلك النيران ضمنها كبيرة، وخاصةً في حال كانت الرياح شديدة.
هذا الواقع لا شك يستدعي اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر وتوفير كل عوامل الحدّ منها، وتوظيف جميع الإمكانات المتاحة للتدخل السريع في إخمادها ومحاصرتها ومنع توسعها، في سبيل الحفاظ على محاصيلنا، وخاصة محصول القمح الإستراتيجي الذي يمثّل لقمة عيشنا الأساسية، لكن السؤال هنا: هل الإمكانات التي بين أيدي الجهات ذات العلاقة كافية وملائمة؟
بالنظر إلى فوج إطفاء درعا يلاحظ أنه يجهد ليكون بجهوزية عالية، لكن الإمكانات المتاحة لدية محدودة جدا،ً إن لجهة الكادر البشري أو الآليات، حيث إنّ عدد عناصره قليل جداً، وأحياناً مع تعدد المهام قد لا تجد مع سيارة الإطفاء في موقع الحريق إلّا السائق ورجلاً آخر أو السائق وحده ينفذ المهمة، أما الآليات على قلّتها، فمعظمها قديم وكثير الأعطال، ما يجعل أداءها أثناء إخماد الحرائق بمستويات متدنية.
ومن جراء ذلك يترتب على الفوج أعباء كبيرة لا قدرة له على احتمالها، نتيجة كثرة مهمات إخماد الحرائق المطلوبة منه في الموسم، والتي وصلت منذ مدة قصيرة إلى ٢١ مهمة في يوم واحد، وبعضها كان بتوقيت واحد وفي أكثر من مكان على مستوى المحافظة.
ما زاد في الارتباك هو اشتعال الحرائق في الجانب الأردني، ولمسافات ليست بقصيرة على طول الشريط الحدودي خلال يومين متفرقين مؤخراً، الأمر الذي اقتضى استنفار مختلف جهات المحافظة المشكّلة بغرفة عمليات مختصة بمكافحة الحرائق وتواجدها بالقرب من الحدود لساعات طويلة، امتدت حتى الفجر تحسّباً لاحتمال امتداد تلك النيران إلى الأراضي السورية المزروع أغلبها بالقمح والشعير، ولاسيما آليات فوج الإطفاء وصهاريج مديرية الزراعة ومؤسسة المياه وآليات مديرية الخدمات الفنية (تركسات)، بالإضافة إلى مساندة كبيرة من المجتمع المحلي الذي قدّم كل ما لديه من صهاريج وتركسات وجرارات، حيث جرى التدخل الفوري حين الحاجة حتى مرت الأمور بسلام.
إنّ الخسائر التي قد تلحق بالاقتصاد الوطني وبأرزاق الفلاحين نتيجة حرائق المحاصيل، وعلى رأسها القمح، لن تكون قليلة أبداً وخاصة في حال كانت الحرائق شديدة وواسعة ولم يتم التمكن من السيطرة عليها بسرعة ومحاصرتها بأضيق المساحات، الأمر الذي يحتم ضرورة تعزيز إمكانات أفواج الإطفاء ومفارزها على صعيد الكوادر والآليات، وأيّاً كانت التكلفة، لأنها مهما بلغت، ستبقى منخفضة بمقابل القيمة الكبيرة للمحاصيل التي ستسهم في الحفاظ عليها.