دراسة جديدة: التغيّر المناخي يفاقم خطر الأوبئة
تشرين:
على مر التاريخ ربط الأطباء الأمراض بالطقس والتغيرات الحادثة فيه، وأكدت الدراسات أن تغير المناخ بأشكاله المختلفة يؤثر بشكل مباشر في انتشار الأمراض المنقولة عبر مسببات المرض إلى البشر، وأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين تزايد انتشار مسببات الأمراض وبين التغير المناخي، ما يزيد المخاوف من التأثيرات السيئة للتغير المناخي على صحة الإنسان.
في السياق خلصت دراسة جديدة إلى وجود أدلة متزايدة على أن الاضطرابات في النظم البيئية الطبيعية بسبب ظاهرة التغير المناخي تزيد من مخاطر انتشار الأمراض المعدية، مؤكدة أن الكائنات التي تنشر العدوى مثل البعوض والقراد تزدهر بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الكوكب، والناجمة أساساً عن الانبعاثات الكربونية من الوقود الأحفوري، وفق ما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.
وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة «نيتشر» العلمية:عندما يدفع التلوث أو الصيد أو التنمية، الكائنات النادرة إلى الانقراض، تتكاثر الطفيليات لأنها تطورت لاستهداف الأنواع الأكثر وفرة.
وأضافت الدراسة: إن الأضرار، التي تحدث عندما يقوم البشر بإدخال نباتات وحيوانات غير محلية أو مواد كيميائية مثل مبيدات الأعشاب ومبيدات الفطريات إلى النظم البيئية الهشة، تؤدي إلى تفاقم الخسائر في التنوع البيولوجي، ما يجعل السكان الباقين على قيد الحياة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وقال الباحثون: إن هذه الدراسة هي الأولى التي تبحث في الطرق التي يمكن فيها لمثل هذه المشكلات البيئية المتنوعة أن تؤدي إلى تفاقم مخاطر الأمراض والأوبئة.
وجمع البحث الجديد مئات الدراسات وآلاف الملاحظات على البشر والثدييات الأخرى والأسماك والزواحف والبرمائيات والديدان والمفصليات – وكل أنواع مسببات الأمراض، مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات، مؤكداً أن العالم الأكثر سخونة والنظم البيئية المدمرة مكان أكثر ملاءمة للعديد من الطفيليات، وأقل ملاءمة للبشر والحياة الأخرى.
من جانبه، قال جيسون رور، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة نوتردام، أحد مؤلفي الدراسة: إن هناك ارتباطاً ظهر مع كل أنواع العدوى، ما يشير إلى أنه مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب واستمرار البشر في تعطيل الطبيعة فإن الزيادات في انتشار المرض ستكون متسقة وواسعة النطاق.
وأضاف رور: إن الارتباط كان واضحاً مع البشر، كما هي الحال مع الحياة البرية والنباتات، وإذا أصبحت الأمراض أكثر انتشاراً في عالم الحيوان، فقد يعني ذلك احتمال وقوع أحداث “غير مباشرة” تعرض البشر إلى مسببات أمراض جديدة، كما الحال في وباء «كوفيد-19»، كما تقول الدراسة.
وأوصت الدراسة بـ«الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وإدارة صحة النظام البيئي، ومنع فقدان التنوع البيولوجي» التي من شأنها أن تساعد في تقليل عبء الأمراض النباتية والحيوانية والبشرية، خاصة عندما يقترن ذلك بتحسينات في المحددات الاجتماعية والاقتصادية للصحة.
بدورها، قالت فيليسيا كيسينغ، الأستاذة في كلية «بارد» التي لم تشارك في الدراسة ولكن أبحاثها تركز على التنوع البيولوجي ومخاطر الأمراض: إن هذا البحث يضاف إلى قائمة طويلة جداً من الأسباب التي تدفعنا إلى الابتعاد بسرعة عن الوقود الأحفوري ومحاولة التخفيف من آثار تغير المناخ.