تصفح الوسم

نهلة سوسو

معرض فني!

كان باب القاعة موارباً على عتبة داخلية مستديرة والزقاق معتماً قليلاً، حين تلبث كأنه يستوضح صوتاً خفيضاً في الداخل يقول شيئاً ما على غير عجل! أطل بحذر فرأى ثلاثة رجال تحولت نظراتهم من فضول إلى ترحيب! هذا المكان، حتى دون اللوحات التي عُلقت…

سيرة فنان

في البيئة الفقيرة التي عاش فيها مع إخوة أربعة، كان الأقلّ حضوراً في فوضى الزوار الذين لا يحفلون بالمواعيد ولا بتقاليد الزيارات، إذ سرعان ما يختفي في مكان منعزل، رغم معرفته أنه سيكون منسياً من وجبة طعام قلما كانت تكفي الأسرة حتى الشبع، فكيف…

عودة الوعي

بعد أن كتب «عودة الروح» بسنوات، عاد «الوعي» إليه فنسف كلَّ ما كتبه هناك، من باب المراجعات المسموح بها للكاتب، باعتباره من نخبة مبجّلة لها منطوقها شبه المقدّس، فكتب «عودة الوعي» الذي لم يكن إلا في خدمة مرحلة سياسية هدمت كلّ ما قبلها، وكان…

فجوة أم صدع؟

حين كنتُ أقف على عتبة مكتبة، سائلةً عن رواية جديدة، ويشير عاملُ البيع إلى أحد الأجنحة في عمق المكتبة، أبادره تلقائياً: الروايات المترجمة من فضلك! كانت القراءة قد تحولت عندي إلى «مهنة» بسبب البرنامج الإذاعي الأسبوعي «شخصيات روائية» الذي لم…

ارتقاء

يكدُّ في البحث عن دورة متقدّمة في مهارات الكمبيوتر كأنه طالبٌ في الثّانوية حريصٌ على التفوق الباهر!, ليس من شروط العمل الوظيفيّ أن ينال شهادةً في هذه الدورات لأنه يمارس عمله التعليمي منذ سنوات، لكنه يعي أن الزمن تغير وأنه سيكون في مواجهة…

يُدَّخَر!

كان يومَ ثلاثاء! طالت وقفتُها بين المتجمِّعين على باب المدرسة بغرض الحصول على بطاقتها «الذكيّة»، قبل أن تكتشف عبثيّة الانتظار، حيث كانت البوابة الحديدية موصدة، وإذا فُتحت، بقيت موارِبة وخرج منها رجلٌ أو امرأة بحراسة رجلٍ لا طاقة لديه للردّ…

ندبٌ أم تأبين؟

تتبّعت العرب الحالاتِ الشعوريّة تتبُّعاً دقيقاً، تتبُّعَها للماء سائلاً ومتجمِّداً وغائماً وهاطلاً ومغيثاً ومدمّراً، فقالت إنّ في حزن الموت، ندباً وتأبيناً وعزاءً، وهي درجات تتصاعد أو تنحدر برغم ترابطها العاطفي، كأنها النار تشبُّ وتعلو ثم…

أحاديث الانتظار

أحاديث الانتظار مكتب المختار مكتظٌّ بالمراجعين، لكلّ معاملة ثلاثة مشترِكين على الأقل: مؤجّر ومستأجرٌ مع مرافق! وكثير من الثبوتيّات وأكداسٌ من صور «الفوتوكوبي» وأسئلة لا تتغير: سند الملكية، الهوية الشخصية، فواتير مدفوعة... ووحده ذلك الفتى…

رتْق

في الشارع المكتظّ الذي يليق به وصف زقاق، لضيق فُسحة الحركة فيه للآليات والمشاة والدراجات المتعاكسة، وقفتُ ريثما يُصلح الفتى عجلة السيارة التي فرغت من هوائها في وقت جدُّ سيئ، وهو كذلك دائماً! كان لظى الشمس غير محتمل، واللّظى الأشدّ هو الفضول…

بقيَتْ سوراً

تبدّل السكّان! كان في البيت عائلة أقامت خمسة عشر عاماً تحت سقفه وبين جدرانه، ولكَم يغدو الحجَر شبيهاً بمن يتنفّس بقربه ويتحدّث ويضحك ويبكي ويلتقي ويفارق وهو بجواره. إن الحجر ليحيا بأنفاس أهله، قلت لنفسي هذا حين دخلت البيت بمحض المصادفة يوم…
آخر الأخبار