يقال مجازاً: «قوة التنين الصيني تتمثل في الاقتصاد وعندما تعطس الصين يُصاب العالم كله بالزكام». وفي وقتنا الحالي أصبح هذا المثل واقعاً.. يكاد لا يكون هناك حديث في المجالس والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والعالم ككل إلا وكانت «كورونا الصين» سطرها الأول أو الأخير، والكل يدلو بدلوه ويترقب التطورات وأدق التفاصيل، إلى درجة أن هناك سؤالاً ثابتاً يتردد «معقول في كورونا»؟! لايقصد الناس السؤال لذاته، وإنما يعبرون بطرحه عن رعبهم وقلقهم وترقبهم، لكون إجابته معروفة ومعلنة والمتتبع للواقع يجد أن الجهات المعنية قد أجادت بقراراتها وخطواتها الاستباقية، سواء بوضع قيود على السفر أو تعليق الدوام للطلاب وغيرها من الاجراءات، التي تضييق الخناق على «الفيروس» وهنا يمكننا القول إنها تعاملت مع المشكلة بأعلى درجات المسؤولية، لما فيه المصلحة العامة للمجتمع والوطن فالوقاية خير من العلاج.. ولعل الجانب السلبي لهذه الأزمة هو استغلال بعض التجار المتنفذين ورفع أسعار الكمامات والمعقمات والكحول ومستلزمات الوقاية واحتكارها، على خلفية زيادة الطلب عليها في الفترة الحالية، وهناك تجار يحاولون إبرام صفقات كبيرة من الكمامات ومواد التعقيم واستغلال حاجة الناس لها، لذلك لابد من تدخل عاجل من الجهات المختصة، وتكثيف الرقابة، وزيادة الحملات التفتيشية على منافذ البيع. والأدهى من ذلك الخلل الواضح في ثقافة الاستهلاك عند المواطن، ولعل ذلك يضعنا أمام حقيقة واضحة حيث تتسارع الخطا لمبدأ التخزين لمواد قد يمسها رفع الأسعار ما يزيد الطلب عليها. هذا الواقع بات يتطلب عملاً جاداً لوقف سلبياته وتوضيحاً من أصحاب القرار، وعدم القلق من نقص السلع الغذائية وغير الغذائية, كما يجب أن تكون هناك حملات رقابة مكثفة تشمل كل الأسواق، ومخالفة كل من يستغل المواطن، وأن يكون هناك ضبط أكثر حزماً للتجّار، إضافة للتركيز على تغير ثقافة الاستهلاك لجهة الإيجابية وعدم المبالغة بردات الفعل تجاه الشائعات أو أي ظروف استثنائية تمر. قد يكون غلاء الأسعار ورفعها على بعض السلع شراً لا بد منه، لكن هذا الوقت يجب أن نكون عوناً لبعضنا, وأن تكون هناك حملة لتخفيض الأسعار وليس العكس، لأن رفع سعر أي سلعة بات يشكل حجة لبعض التجار لرفع المئات غيرها من دون أي مبررات.. وتالياً علينا ألا نحمل أنفسنا ما لا نحتمل, وأن نعتمد أساسيات الوقاية المنطقية من دون هلع أو خوف, على مبدأ: «اعقلها وتوكل».
Hanaghanem@hotmail.com