مؤتمر رابطة الأطباء النفسيين يبدأ أعماله اليوم
تشرين – بادية الونوس:
في نهاية عام التسعينيات حدثت حالة وفاة في غرفة العمليات وحملت آنذاك المسؤولية القانونية لطبيب ممن شاركوا في العمل الجراحي، ومن ثم رفعت دعوى قضائية على القاضي الذي حكم على الطبيب بالعقوبة، وعلى خلفية هذه الحادثة أجريت دراسة عن واقع الأطباء الذين يعيشون حالة من الضغط (لأن القاضي الذي حكم على الطبيب لا يعلم بالحالة النفسية التي يعيشها )، والخلاصة تم تخفيض ساعات دوام المقيمين إلى ٤٨ساعة، هذه حالة رواها د.محمد إياد الشطي وزير الصحة الأسبق في محاضرته التي شارك فيها بعنوان: (الصحة النفسية واضطرابات النوم)، وذلك في مؤتمر رابطة الأطباء النفسيين الأول الذي عقد على مدرج جامعة دمشق بحضور المهتمين.
د.سلوطة : ٣٦٠ ألف خدمة نفسية مقدمة خلال النصف الأول من العام الجاري
وأكد د. الشطي وجود علاقة وثيقة ما بين حالات التوتر والضغط والقلق و بين جودة ساعات النوم، وهذا ما استعرضه من خلال دراسة أجريت على ٢٢ مستشفى عاماً في خمس مدن، وشملت الدراسة ٢٠٧١ طبيباً مقيماً عبر استبيانات أثبتت نجاعتها لاستخدام مقياس جودة النوم.
ووفق د. الشطي، خلصت الدراسة إلى أن اضطرابات النوم لدى الأطباء المقيمين تختلف ما بين المشافي التعليمية ومشافي وزارة الصحة التي تزداد فيها نسبة الاضطرابات والقلق، وكذلك تنخفض جودة النوم بنسبة ٩٥% للأطباء المقيمين في مشافي الصحة لتنخفض عند أطباء المشافي التعليمية بنسبة ٧٣%.
وخلصت الدراسة إلى أنه في كل المحافظات تظهر بنسبة أكبر أعراض الاكتئاب وتبرز الحاجة لدعم نفسي قوي
وختم د. الشطي محاضرته بضرورة إعادة هيكلة ساعات العمل وتنظيم فترات الراحة لتقليل تأثير الساعات الطويلة. هذه كانت أولى محاضرات مؤتمر رابطة الأطباء النفسيين الذي بدأ أعماله اليوم على مدرج جامعة دمشق بحضور المعنيين ومشاركة باحثين عرب.
٣٦٠ ألف خدمة نفسية
معاون وزير الصحة الدكتورة رزان سلوطة أكدت في كلمتها أهمية عقد هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه باحثون عرب، لأنه فرصة لتبادل الأفكار والخبرات، وأضافت :إن الوزارة تولي أهمية كبيرة للصحة النفسية التي تعد حالة العافية التي تحقق للفرد قدراته الذاتية ويكون فعالاً في المجتمع.
وأشارت إلى أنه تم تقديم ٣٦٠ ألف خدمة نفسية في المشافي العامة، وكذلك تقديم ١٣ مليون خدمة صحية خلال النصف الأول من العام الجاري رغم كل التحديات.
70 طبيباُ نفسياً
وكان رئيس رابطة الأطباء النفسيين الدكتور مازن خليل أكد في كلمته أهمية هذا المؤتمر، لأننا بأمس الحاجة لتسليط الضوء على الجانب الحيوي لصحة الإنسان، كما أنه من حق كل إنسان الحصول على الرعاية الصحية والدعم النفسي الذي يعد حقاً من حقوق الإنسان وضرورة ملحة لا تقل أهمية عن صحة الجسد، مشيراً إلى أهمية عقد هذا المؤتمر لأنه فرصة لتبادل الأفكار وعرض التجارب بما يحقق خدمات للإنسانية جمعاء.
د.خليل: الطبيب النفسي بحاجة لدعم مادي وضوابط قانونية
وأضاف في تصريح خاص لـ”تشرين” :إن عدد الأطباء النفسيين يصل لنحو ٧٠ طبيباً على مستوى سورية، مشيراً إلى حاجة الطبيب النفسي اليوم للدعم المادي وإلى ضوابط قانونية لتنظيم عمل كلّ حسب دوره.
الطب الشخصي
د يوسف لطيفة مشارك في المؤتمر، أكد في تصريحه أهمية عقد هذا المؤتمر، كونه فرصة لتبادل الأفكار، لافتاً إلى أنه لأول مرة يشارك فيه باحثون عرب.
وأشار إلى مشاركته بمحاضرة بعنوان الطب الشخصي أو الطب الدقيق الذي يركز على توظيف كيفية الاستشفاء من البيولوجيا الجزئية والمورثات وتصنيع أدوية خاصة بالاضطرابات النفسية، بمعنى التركيز على توظيف مكتشفات من أجل اختيار دواء لكل مريض من خلال إجراء المطلوب من متابعة وتحاليل.