«منتج بيتي» حسب المواصفات القياسية السورية مع الحفاظ على الأصالة والعراقة.. «التنمية الريفية» نحو تعزيز دور المرأة وزيادة دخل الأسرة

تشرين- باسمة إسماعيل:

تسعى دائرة التنمية الريفية الزراعية والأسرية في مديرية زراعة اللاذقية عبر الدورات التي تقيمها، إلى تمكين المرأة من العمل في مجالات عدة كصناعة الزيوت العطرية – الكريمات – الصابون – صناعة الدبس بأنواعه- المخللات بأنواعها- صناعة الفطر وغيرها، ومن ثم دعم المنتج الريفي بالتسويق له وتبنيه ودعمه مالياً، بهدف زجها بالعمل والإنتاج لتأمين مصدر دخل لها.

“تشرين” التقت المهندسة رباب وردة رئيسة دائرة التنمية الريفية الزراعية والأسرية في مديرية زراعة اللاذقية للحديث عن آلية العمل في دعم النساء الريفيات ودعم المنتج الريفي، إذ كشفت أن مديرية الزراعة وبالتعاون بين دائرة التنمية الريفية والزراعية ودائرة التعليم الزراعي، افتتحت مؤخراً دورة عن دليل إدارة وحدات التصنيع الزراعي والغذائي الريفية، ‎وتهدف هذه الدورة إلى تحسين أثر الجهود المبذولة لآلية عمل هذه الوحدات وإدارتها، بهدف تمكين جميع العاملين في قطاع التنمية الريفية من الحصول على دليل استرشادي لإنشاء وإدارة وحدات التصنيع الريفي وتقييمها.

وأضافت: ‎يقدم الدليل حزمة من الإجراءات الإدارية والمالية، التي تحسن دخل الأسر الريفية وتطوير المنتجات الريفية، وتحسين سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية والمساهمة في التنمية الريفية، مشيرة إلى أن التنمية الريفية أول اهتمامات وزارة الزراعة، وكانت أحد أهم المحاور الرئيسة في ملتقى تطوير القطاع الزراعي، الذي أقيم عام 2021، وانبثق منه خمسة برامج رئيسة، تتركز حول تحديث البيئة التنظيمية للتنمية الريفية “بناء النموذج التنموي”، وإحداث المرصد الوطني للتنمية الريفية وقياس التحضر، وصندوق دعم وتمويل التنمية الريفية، وتطوير سلاسل القيمة المضافة للمنتجات الريفية، وبناء استراتيجية تنمية المرأة الريفية، التي تفرعت عنها مشروعات تمت ترجمتها إلى إجراءات تنفيذية على أرض الواقع خلال الفترة الماضية.

وبينت وردة أن أولى خطوات تطبيق البرامج التنفيذية بما يخص التنمية الريفية، كانت انطلاقة القرى التنموية تحت مسمى مبادرة “معاً نبني حلماً” التي تهدف إلى إحداث قرى تنموية نموذجية ذات اقتصاد زراعي متطور يقوم على الاستخدام الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية والبشرية، وكان النموذج الأول في قرية قطرة الريحان في الغاب في نيسان عام 2022، ويليها إطلاق نموذج بكل محافظة من المحافظات، وقد تم تعميم برنامج القرى التنموية على كل المحافظات، وفي محافظة اللاذقية تم اعتماد قريتي كسب وعين التينة للعمل فيهما خلال عام 2024، كما اعتمدت الوزارة برنامج تأسيس وحدات إنتاجية متعددة الأغراض للتصنيع الغذائي في القريتين، بحيث تتولى الوزارة تأمين المكان والمستلزمات والمعدات والآلات ورأس المال التشغيلي وغيرها، لتكون بمنزلة حاضنة لمشروع جماعي يستفيد منه كل أسر القرية، ويرافق ذلك تدريب فني ومالي عالي المستوى للأسر الريفية، للإنتاج حسب المواصفات القياسية السورية وجودة وسلامة الغذاء، مع الحفاظ على تقليدية وعراقة المنتج “منتج بيتي”، بحيث تعمل الوحدة على مدار العام حسب توالي المواسم الزراعية في القرية.

ولفتت وردة إلى أنه تم اعتماد ماركة “ريفية” لمنتجات الأسر الريفية وتسجيلها أصولاً لتكون ماركة تجارية لها، بحيث إن أي منتج ريفي طبيعي يحقق شروط المواصفة القياسية السورية وسلامة وجودة الغذاء، يحصل على هذه الماركة، وقد تم اعتماد المربيات والمخللات والألبان والأجبان، والحلويات والعصائر والجزرية ودبس الرمان ومربى البندورة، ودبس التمر ودبس العنب والخشافات والخل والزيتون، والمكدوس والمعجنات والمجففات تحت هذه الماركة.
وأوضحت أنه تم توثيق الصناعات الريفية “المؤونة المنزلية” مع مؤسسة وثيقة وطن / منتج الشنكليش / بهدف تثبيت أصالة المنتج الغذائي السوري في سورية والعالم، إضافة إلى توثيق كل المراحل العملية في صناعة المنتج، إضافة إلى برنامج إقراض الأسر الريفية من المصارف لمساعدتها على تمويل مشروعاتها المتناهية الصغر، بهدف توليد دخل إضافي لهذه الأسر، مع مراعاة أن يكون الإقراض بأيسر الشروط والسبل، إضافة إلى السجل الوطني لمشروعات النساء الريفيات المنزلية الصغيرة والمتناهية الصغر، وذلك من خلال بناء قاعدة بيانات تتضمن أعداد وأنواع وتوزع هذه المشروعات في الريف السوري ومعلومات عن المستفيدات، بحيث تتمكن المرأة التي تقوم بتسجيل مشروعها من الاستفادة من المزايا التفضيلية، التي تقدمها الوزارة وأهمها برامج التدريب والقروض والمنح والمعارض، والعرض في منافذ بيع منتجات النساء الريفيات حسب الإمكانيات المتاحة.

وأوضحت وردة أن الدورات التي تقيمها دائرة التنمية الريفية والأسرية الهدف الأساسي منها تعزيز وتمكين دور المرأة الريفية في زيادة دخل الأسرة، وبالتالي سينعكس إيجاباً في تحسين سبل العيش والتعافي الاقتصادي للأسرة الريفية، ومؤخراً قامت الدائرة دورة بالتعاون مع دائرة التعليم الزراعي ودائرة زراعة القرداحة في إرشادية بستان البركة بعنوان (التصنيع الغذائي من الدبس بأنواعه – المربيات – الخل) حيث استهدفت 14 من المزارعات ضمن نطاق عمل الإرشادية، ونفذت أيضاً دائرة التنمية الريفية الزراعية بالتعاون مع مديرية الزراعة عدة بيانات عملية في الوحدات الإرشادية بكل من برج إسلام، قرية الحراجية في زغرين، بلورة، فديو، سيانو.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار