انطلاق المؤتمر السوري الأول للزيوت والشحوم الصناعية.. منصة لتبادل الأفكار وابتكار حلول جديدة لتطوير هذه الصناعة
دمشق – ماجد مخيبر:
برعاية وزارة الصناعة بدأت اليوم فعاليات المؤتمر السوري الأول للشحوم الصناعية والزيوت المعدنية الذي تنظمه شركة “شميميس” للمؤتمرات والمعارض، تحت عنوان “أهمية زيوت الأساس وزيوت التشحيم في التنمية المستدامة ودورها في دعم الاقتصاد الوطني”، وذلك في فندق الشام،
ويشكل المؤتمر صلة وصل بين قطاع منتجي الزيوت والشحوم المعدنية والجهات الرسمية التي تُعنى بتطوير هذا القطاع كجهة رسمية ومستهلكة لهذه الزيوت .
معاون وزير الصناعة أيمن خوري أوضح أن الصناعات الكيميائية تعتبر من الصناعات الرائدة تاريخياً في سورية، كما يعتبر قطاع إنتاج زيوت الأساس وزيوت التشحيم من القطاعات المهمة والحيوية في هذه الصناعة، داعياً إلى تشجيع الاستثمارات والاستفادة من مخرجات البحث العلمي وتحديث المواصفات القياسية لتواكب التطورات العلمية العالمية في هذه الصناعة.
ابتكار حلول جديدة لكل ما يتعلق بهذا القطاع وتطويره والوصول إلى منافسة دول الجوار
وأشار خوري الى أن المؤتمر يمثل دليلاً واضحاً على صمود الصناعيين الوطنيين ورغبتهم الكبيرة في إعادة دوران عجلة الإنتاج، وإيمانهم بضرورة مضاعفة الجهود إلى جانب الفريق الحكومي لتوطين صناعات جديدة وتطوير الصناعات القائمة، بما يخدم الاقتصاد والتنمية المستدامة، منوهاً بتنوع الجهات والهيئات والشركات المشاركة في المؤتمر، ما يساعد على ابتكار حلول جديدة لكل ما يتعلق بقطاع صناعة الزيوت المعدنية والشحوم الصناعية وتطويرها والوصول إلى منافسة دول الجوار وتحقيق أرقام ملحوظة في الصادرات.
كما تمنى معاون وزير الصناعة أن يشكل هذا المؤتمر منصة لتبادل الأفكار وابتكار حلول جديدة لتطوير صناعة الزيوت والشحوم الصناعية، مشيراً إلى أن الوزراة تتطلع إلى مخرجات المؤتمر لتقديم توصيات ملموسة يتم رفعها إلى وزارة الصناعة لمناقشتها مع الفريق الحكومي واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها”
مدير شركة مصفاة دمشق للبتروكيماويات الدكتور سامر أبو عمار أوضح في تصريح لـ “تشرين” أن شركة مصفاة دمشق كانت من أول الشركات التي قامت بإنتاج زيوت الأساس والزيوت المعدنية في كلا القطاعين العام والخاص وتمكنا من تصدير منتجاتنا إلى دول عربية وأجنبية مثل لبنان والأردن وتركيا ونيجيريا ما بين عامي 2005 و 2008 وحققنا ريادة صناعية في توطين تكنولوجيا إعادة تدوير هذه المخلفات وأصبحت ريادتنا في هذا المجال ليست مسؤولية صناعية فحسب بل مسؤولية مجتمعية أيضاً، كما نتطلع الى إقامة مصنع لإنتاج الزيوت الأساس وبما يمكن أن يوفر من استعمال القطع الأجنبي ويساهم في إحلال بدائل للمستوردات وتحقيق نقلة نوعية على صعيد هذه الصناعة وخلق قيمة مضافة جديدة في هذه الصناعة على المدى الطويل.
وفيما يخص المشاركة بالمؤتمر أوضح أبو عمار أن المشاركة في المؤتمر كشريك إستراتيجي تأتي انطلاقاً من حرص الشركة على تنمية قطاع الزيوت المعدنية والشحوم الصناعية، وتوطين تكنولوجيا إنتاج زيوت الأساس بطريقة “الفيرجن” لما لها من أهمية في تحسين الجودة لدى القطاعين العام والخاص، داعياً إلى تأسيس اتحاد وطني لمنتجي الزيوت المعدنية وزيوت الأساس، بهدف الارتقاء بالمنتج الوطني.
15 مصنعاً لإنتاج الزيوت المعدنية في دمشق وريفها
رئيس لجنة الزيوت والشحوم المعدنية في غرفة صناعة دمشق وريفها ورئيس مجلس إدارة شركة تريبتون لصناعة الزيوت والشحوم عبد الرزاق الشحرور، أشار إلى أصالة صناعة الزيوت في سورية وفاعليتها خلال فترة ما قبل الحرب، وما كانت تتمتع به المنتجات السورية من سمعة حسنة وجودة عالية منافسة في الأسواق الخارجية، كما لفت الشحرور إلى وجود أكثر من خمسة عشر مصنعاً في دمشق وريفها مسجلاً أصولاً في مديريات الصناعة وفي غرفة الصناعة، تلعب هذه المصانع دوراً حيوياً في السوق السورية من حيث توفير معظم متطلبات السيارات والآليات والمصانع من زيوت وشحوم بجودة عالية.
الدكتور فراس حداد عضو مشارك (الأيزو الدولية– هيئة ميرمارين للتفتيش) ومقرر الجلسة الأولى قال في تصريح خاص لـ”تشرين”: إن صناعة الزيوت تعتبر من أهم الصناعات التحويلية في سورية وهي من صناعات الروافع لما لها من تشابكات مع القطاعات الصناعية الأخرى، فعندما تكون الزيوت المعدنية ذات نوعية جيدة سيكون لها أثر إيجابي وإذا كانت رديئة سيكون لها أثار سلبية طويلة الآجل بسبب التشابكية التي ذكرناها.
ضبط الجودة يخفض الأثر البيئي لهذه المنتجات ويحقق أهداف التنمية المستدامة
وبالتالي يجب ضبط الجودة ليس فقط من خلال جودة المنتج والمخابر على أهميتها وإنما بوجود أنظمة للجودة وأنظمة إدارية للعمل ضمن هذه الشركات المصنعة للزيوت المعدنية وهي أنظمة مواصفات يمكن للشركات ان تبادر بها من تلقاء نفسها ويمكن ان تكون مطابقة لمواصفات عالمية كالإيزو التي تتعامل معها سورية وذلك سيؤدي إلى تخفيض الأثر البيئي لهذه المنتجات وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.
وبخصوص التوصيات التي خرجت عن فعاليات المؤتمر قال حداد: إن أغلبها تتمحور حول ضرورة التشاركية بين القطاعين العام والخاص بهدف الخروج بحلول لضبط الجودة وإزالة المنتجات الرديئة من السوق وطردها كونها تؤثر على الاقتصاد الوطني بشكل طويل الأجل كما تؤثر على الصناعيين الذين ينتجون منتجات ذات جودة عالية.
إضاءة على أهم العوائق والتحديات التي تواجه صناعة الزيوت واقتراح الحلول لها
من جهته مدير الشركة المنظمة للمؤتمر بشار خضور، أكد أن المؤتمر جاء للإضاءة على أهم العوائق والتحديات التي تواجه صناعة الزيوت واقتراح الحلول لتذليلها والتركيز على جودة واستدامة هذه المنتجات ومنعكساتها الإيجابية الاقتصادية والبيئية، معرباً عن أمله في الخروج بتوصيات تشكل قيمة مضافة لهذا المنتج المهم في قطاعي النقل والصناعة.
وعقد المؤتمر بالتعاون والتنسيق مع وزارتي النفط والثروة المعدنية والتعليم العالي والبحث العلمي، ومركز الدراسات والبحوث العلمية، واتحاد غرف الصناعة، وغرفة صناعة دمشق وريفها، والجمعية الكيميائية السورية، والجمعية العلمية السورية للجودة، وشركة مصفاة دمشق للبيتروكيماويات.
شارك في المؤتمر عدد من المهتمين والمتخصصين والفعاليات المعنية ووكلاء شركات زيوت عالمية ومخابر تحليل وكليات الكيمياء والبترول في الجامعات العامة والخاصة، وكبار المستهلكين للزيوت، إضافة إلى لجنة علمية تضم نخبة من المختصين من قطاع التعليم والبحث العلمي ومن القطاع الصناعي.