استقرار في أسعار السلع في أسواق مدينة حلب .. والمشكلة الأكبر ضعف القوة الشرائية
خلافاً للمتوقع شهدت أسواق مدينة حلب في هذه الفترة استقراراً في أسعار السلع من دون لحظ (شطحات) مبالغة فيها كالعادة عند حصول طارئ على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فتأثيرات الأزمة الأوكرانية لم تلق بظلالها على أسواق العاصمة الاقتصادية، التي تشهد ركوداً وجموداً منذ سنوات بسبب الحصار الاقتصادي وعدم تقديم الدعم الكافي للصناعة في حلب وتقديم الخدمات الأساسية لزوم العمل التجاري والصناعي.
بالمقابل بدأت أسعار الخضار الشتوية التي حلقت أسعارها عالياً خلال الفترة الماضية بالانخفاض وخاصة بعد استقرار الظروف المناخية نسبياً كما رصدت (تشرين) في جولتها، في حين حافظت الأسعار الأخرى على أسعارها المرتفعة أساساً قياساً بالدخول الشهرية، فاللحوم البيضاء والحمراء بقيت على حالها بواقع 28 ألف ليرة لكيلو اللحم و 9500 للفروج، مع لحظ ارتفاع طفيف بأسعار الحبوب كالبرغل الذي تجاوز سعره الـ3500 ليرة منافساً الأرز في أسعاره، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وهو ما أشار إليه فادي الخطيب مدير صالة (السورية للتجارة) في منطقة الرازي، الذي أكد أن أسعار السلع محافظة على حالها، ولم تشهد أي ارتفاع يذكر، علماً أنه في الصالة تعرض سلع بأسعار أقل من السوق كونها مسعرة تسعيراً قديماً باعتبار أنها كانت مخزنة في المستودعات، على نحو يحدث نوع من التدخل الإيجابي في السوق، وفعلاً وجدنا بعض السلع تباع بأسعار منخفضة قياساً بالأسعار التي تباع بالأسواق، فمثلاً الملوخية تباع بـ3000 ليرة في حين تباع في الأسواق الأخرى بأكثر من 6000 ليرة، وهو ما أرجعه على أنها مسعرة على أساس تسعير قديم وليس حسب أسعارها وتكاليفها الحالية.
ضعف القوة الشرائية
وقد لاحظنا أثناء جولتنا على أسواق مدينة حلب أن الأسواق وصالات (السورية للتجارة) خالية من المواطنين، الأمر الذي أرجعه الخطيب إلى ضعف القوة الشرائية للمواطنين، فاليوم السلع معروضة بكثافة في الأسواق من دون وجود أي نقص لكن لا يوجد سيولة كافية بين الناس للشراء، مع العلم أن تجار المنظفات مثلاً رفعوا أسعارهم منذ فترة لكنهم سرعان ما عادوا لتخفيضها مع طرح عروض مختلفة بعد ما لمسوا ضعف الحركة الشرائية وانخفاض المبيعات.
مدير التسعير في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ممدوح ميسر أكد وجود استقرار في أسعار السلع الغذائية وخاصة المستوردة، حيث حافظت 90% على أسعارها مع حصول انخفاض بأسعار الخصار منذ أسبوعين تقريباً، لكن لا يخلو الأمر من استغلال بعض التجار للظروف الراهنة بما فيها الحرب الروسية- الأوكرانية، وهنا تقوم دوريات الرقابة التموينية بدورها في تنظيم الضبط التمويني اللازم بحق المخالفين.
وبين ميسر أن المشكلة الأكبر في الأسواق بحلب وعموم سورية، ضعف القوة الشرائية للمواطنين، فاليوم السلع متوافرة ولكن لا يوجد طلب على شرائها بسبب عدم قدرة النسبة العظمى من المواطنين على شراء احتياجاتهم، وهذا ما يفترض معالجته من أجل تحريك الأسواق الراكدة وتنشيط الوضع الاقتصادي.
ودون ذلك والكلام لمدير التسعير في مديرية التجارة الداخلية في حلب، فالسلع في أسواق مدينة حلب مستقرة، ولا نتائج تذكر بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، لكن يخشى من زيادة أسعار الغاز والحبوب، التي يوجد احتياط جيد منها ولا خوف من حصول أي اختناقات فيما يتعلق بصناعة الخبز تحديداً.
ت: صهيب عمراية