بين ثقافة العيب وواقع الحاجة.. لماذا يخجل الذكور من زيارة الطبيب النفسي؟

دمشق- دينا عبد:

يتردد البعض وخاصة الشباب في زيارة الطبيب النفسي بسبب الخوف والقلق وربما نظرة المجتمع النمطية عنه، ولكن مع انتشار الوعي حول أهمية الاستشارة النفسية صار الأشخاص على يقين بزيارة العيادة النفسية وتلقي العلاج حتى لو كان علاجاً كلامياً.
«تشرين» استطلعت آراء عدد من الشباب حول زيادة الوعي لدى الناس من الذهاب إلى الطبيب النفسي.

حيث بيّن (ماجد) موظف، أن الغالبية العظمى من الناس أصبحت لا تتردد في طلب المساعدة من الطبيب النفسي في وقتنا الحاضر وذلك بسبب انتشار الوعي في المجتمع من مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الطرق التوعوية، سواء كانت من خلال المشاهير الذين تتأثر بهم شريحة كبيرة من المجتمع أو من خلال الجلسات التوعوية وكذلك الحسابات التي تعرض منشورات ونصائح وتناقش القضايا والمشاكل النفسية والمجتمعية من خلال المختصين، الأمر الذي أصبح من السهل ومن دون إحراج تفاعل عدد كبير من الناس مع هذه المواضيع.

بينما يحكي (معروف) طالب جامعي أن ما يشجع الشخص على زيارة الطبيب النفسي هو لجوء البعض ممن مروا بظروف وتجارب نفسية جعلتهم يتجهون للمرشدين والأطباء النفسيين دون إحراج أو تردد ينشرون ما يقومون به عبر صفحاتهم الشخصية ويحكون التجارب الناجحة التي مروا بها ومن ثم نجاح العلاج، هذا يشجع البعض على زيارة الطبيب دون تردد.

أما السيدات فيتجنب البعض منهن زيارة الطبيب النفسي أو العيادة النفسية بحسب لبنى (موظفة) والتي تؤكد أن ذلك نتيجة المخاوف الاجتماعية من النظرة الدونية، إضافة إلى الخوف من تهمة الجنون لكن واقع الأمر، أن زيارة الطبيب النفسي ليس فيها حرج ولا عيب، فالصحة النفسية تعزز لدى الفرد صحته العامة وترفع لديه المناعة التي تحميه من كثير من الأمراض، وبنظرها أن الطبقة المثقفة في مجتمعنا تقبل كل ما هو علمي ومنطقي إلا عندما يتعلق الأمر بطبيب نفسي يضطربون ويتراجعون.

اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي بيّنت أن ثقافة العيادة النفسية بدأت تصبح أكثر تقبلاً بين الأسر وبين الأوساط التي تعيش فيها.

نجاتي: نسبة ضعيفة من الرجال تفصح عن زيارة العيادة النفسية

فيما يخص الزائرين الذكور، بيّنت نجاتي أن الزيارات قد تكون سرية من دون صحبة زوجاتهم أو أخواتهم؛ فالذكور يرتادون العيادة النفسية ولكن بتعتيم على الحالة وهذا مرتبط بالأنا الأعلى الذكوري، أي إن الرجل يحب أن يظهر للآخرين أنه هو من يحل مشاكله دون مساعدة الآخرين؛ مع العلم أن هناك نسبة من الرجال يزورون العيادة النفسية وتعترف بأنها تعالج عند اختصاصي نفسي ولكن هؤلاء نسبتهم ضعيفة أما النسبة العظمى فتزور العيادة بالسر.

وختمت د.نجاتي حديثها بالتأكيد على أن العلاج النفسي يساعد مئات الأشخاص في التغلب على الحالات التي يعانون منها مثل مشاعر الألم من ماضيهم وتطوير استراتيجيات التأقلم مع المستقبل، توضح لهم مَن هم؟ وماذا يريدون من الحياة؟ كما تتيح الصحة النفسية استكشاف الحالات المزاجية وسلوكيات الاشخاص ويقدم الاختصاصيون النفسيون منظوراً جديداً لقضية تهمهم، وفهماً أفضل لمشاعرهم، ما يعزز احترامهم الذاتي وعلاقاتهم ونظرتهم إلى الحياة؛ وذكرت نجاتي أن العلاج النفسي يحتاج إلى إرادة وقرار، ويوفر الراحة من الأعراض وتعلم كيف يعود الأشخاص إلى طبيعتهم مرة أخرى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
وزير الموارد المائية يبحث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر االتعاون القائم بين الجانبين، والآفاق المستقبلية لتطويره المكتب السياسي والإعلامي برئاسة الجمهورية: المستشارة لونا الشبل تتعرض لحادث سير وتدخل العناية المشددة الإدارة الضريبية تذكّر المكلفين بتواريخ تقديم بياناتهم خلال الشهر الجاري وزير التربية يفتتح مشروع المدارس الخضراء.. المارديني لـ«تشرين»: المشتل المدرسي يجب أن يكون موجوداً في ثقافة كل تلميذ سورية تدين توسيع الاحتلال الاستيطان في الضفة الغربية وتطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها ليس هناك أي طرح لرفع الدعم .. مجلس الوزراء يناقش ملف إعادة هيكلة الدعم وإيصاله إلى مستحقيه انطلاق امتحانات الكليات والمعاهد الجامعية في الحسكة «وورلد سوشاليست».. مذابح غزة تتم بـ«هندسة» أميركية كيف نعيد ضفتي العاصي إلى ماضيها الجميل؟.. حملات نظافة يومية وإطلاق المياه في مجرى النهر تقرير أممي يحذِّر من مخدرات اصطناعية أقوى من المورفين 500 مرة