مهنة التجميل في المنازل خطوة نحو الاكتفاء الاقتصادي والمشروعات الصغيرة
تشرين- إلهام عثمان:
في قلب كل منزل سوري، تكمن حكاية مهمة وملهمة، تطفو بصيغة جديدة على الساحة الحدث والمجتمع السوري، نساء أردن تخطي أزماتهن بالشكل اللائق، ومن هنا نجد أن ظاهرة جديدة تلوح في الأفق، حيث توجهت بعضهن لفتح متاجر إلكترونية خاصة يعرضن من خلاله خدماتهن في المنازل في مجال تخصصهن في مهنة التجميل ماكياج- أو المنكير والبدكور أو تصفيف الشعر، فيعرضن في متاجرهن الخاصة، بعض من الفيديوهات وصور لأعمالهن، لأبراز مهارتهن والترويج لها، لتكون نقطة جذب للنساء الأخريات.
حديثة الولادة
أكدت أم سامر من خلال حديثها لـ”تشرين” أن هذه الفكرة لم تكن حديثة الولادة بالنسبة لها، فقد امتهنتها منذ ٣ أو أربع سنوات مع صديقتها رؤى، مضيفة: إن الحاجة أم الاختراع، فتقول: في بداية مشروعي كنت عاجزة وليس بمقدوري فتح صالون تجميل ودفع إيجاره، وفي ذات الوقت أمتلك موهبة في التجميل بالإضافة لاحتفاظي بالقليل من الأدوات التي أمتلكتها عند اتباعي لإحدى دورات الحلاقة والتجميل، من هنا كان لابد من إيجاد حل.. وفجأة قررت افتتاح متجري الإلكتروني الخاصة، وتقول: بداية كنت أتقاضى القليل من المال وكان عملي يقتصر على الأقارب والجيران في الحي، إلا أنه عندما أصبح لمتجري متابعون من النساء ومن شرائح مختلفة إزداد العمل والمردود المادي.
أسعار
أما عن الأسعار فقد أوضحت أم سامر أن الأسعار تختلف من زبونة لأخرى آخذين بعين الاعتبار (الوضع المادي لكل منهن)، لتفيدنا أن الأسعار الوسطية بالنسبة لماكياج السهرة ٣٥٠ ألف، أما ماكياج العروس ما بين ٥٠٠ عادي، أما البروفشينال مع نحت الوجه ٦٠٠-٧٠٠ ألف، وما فوق وحسب مواد التجميل المستخدمة تكن التسعيرة، أما بالنسبة لتصفيف الشعر، فالتسريحة العادية ٢٥٠ ألف أما الشانيون ٤٠٠ ألف، وتسريحة العروس فقط من ٧٠٠-٩٠٠ ألف وما فوق.
أما صديقتها رؤى، متخصصة في البدكير والمنكير، فقد أوضحت أن هناك أنواعاً كثيرة لهذه المهنة من (الهارد جيل وفيك نيلز والرسومات بروفيشنال، ترتمينت، جل اكستنشن، طبقة حماية مع لون أو من دون، إضافة ألماس وغيره).
وعن الأسعار، فقد أشارت رؤى، إلى أن الأسعار تتراوح مابين ١٥٠-٧٠٠ ألف وما فوق، وحسب ما تطلبه وترغب فيه الزبونة مشيرة إلى أن العمل والطلبات تزداد قبيل الأعياد وفي المناسبات الخاصة مثل زواج خطوبة عيد ميلاد وغيره.
منبر ابتكار
من جهتها بينت الخبيرة الاجتماعية مها صالح في حديثها لـ”تشرين”، أن منبر الابتكار والتميز يبرز من الحاجة أحياناً، حيث تقدم النساء العاملات في مجال التجميل خدمات تجميلية شاملة ومبتكرة، ومن خلال هذا الروايات الفنية، نرى أن المرأة السورية تبرز القدرة على تخطي العوز، بالبحث والعمل الدؤوب عن الفرصة المناسبة لتحقيق الذات، ما يسهم في توسيع قاعدة العمل وتعزيز الدخل بشكل مستدام ومن دون حاجة للغير.
منظور اجتماعي واقتصادي
من منظور اجتماعي ووفق رؤية صالح، تعزز مهنة التجميل في المنازل التواصل والعلاقات الاجتماعية، حيث يتم بناء جسور تواصل فعالة بين النساء العاملات وعميلاتهن.
أما فيما يخص الجانب الاقتصادي، تؤكد صالح أن مهنة التجميل في المنازل تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوسيع نطاق العمل للنساء، حيث يمكن للعاملات في هذا المجال، إقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة تعزز النشاط الاقتصادي وتوفر فرص عمل لفئات أوسع في المجتمع. حيث يمكن أن يعملن كفريق واحد ضمن تخصصهن
باختصار.. ومن منظور صالح، تعد مهنة التجميل في المنازل عاملاً داعماً للتطور الاجتماعي والاقتصادي في سورية، وتمثل خطوة مهمة نحو تعزيز دور المرأة في سوق العمل، وبناء اقتصاد قوي ومستدام والخروج من البوتقة التقليدية في ساحة العمل لتكون أوسع وأشمل في مجال العمل في هذا القطاع، حيث يعزز الاستقلال المالي للنساء ويحقق التوازن بين الحياة العملية والشخصية، مؤكدة على قدرتهن على الابتكار والتميز كل في مجال أختياره وتخصصه في مهنة التجميل.