ارتفاع أسعار الدخان العربي «الفرط» ليصل إلى 600 ألف ليرة للكيلو في طرطوس.. والسعر يحدده الفلاح ويقبله المدخن لضمان الجودة والنوعية
طرطوس ـ وداد محفوض:
ارتفعت أسعار الدخان في أسواق طرطوس كما في سورية عموماً بشكل كبير ومتزايد، وللتحايل على أسعار السجائر الكاوية، ظهرت في الأسواق أصناف جديدة غير معروفة منخفضة الجودة، ما جعل المدخنين عموماً والشباب خصوصاً يعودون إلى إحياء دخان الأجداد “العربي”.
“تشرين” التقت عدداً من الشباب المدخنين “دخان عربي”، ومنهم المهندس أحمد، وهو موظف، إذ أكد أنه لم يعد باستطاعته شراء علبة السجائر من النوع الذي اعتاده لغلاء سعرها، فهو يحتاج إلى 30 علبة شهرياً، بسعر 11500 ليرة للعلبة الواحدة، أي يحتاج بالشهر إلى 345 ألف ليرة شهرياً وراتبه لا يغطي احتياجاته اليومية، فكيف مع ثمن دخانه؟.
ولفت إلى أنه لجأ إلى الدخان العربي الذي يصفه “بالآمن” من بين الأنواع المنتشرة غير المعروفة، لكن كان يخجل في البداية من إخراج محفظة التبغ العربي وأوراق اللف أمام زملائه، لأن هذه الظاهرة لم تكن موجودة بين فئة الشباب، بل منتشرة في القرى والأرياف ولكبار السن، لكن اليوم أصبح الجميع يتباهى بأنواع الدخان العربي ومدى نظافته.
ويبيّن الشاب وسام أنه يشتري التبغ «الفرط» منذ أكثر من 3 سنوات من ريف مدينة طرطوس، نظراً للثقة بجودة المصدر، فالأماكن التي تبيع التبغ في المدينة قليلة وغير موثوقة، وقد يكون التبغ فيها مغشوشاً بشعر الذرة أو ورق النباتات المصبوغ. وبين أن علاقاته الواسعة تمكّنه من الحصول على النوع الجيد من التبغ في أي وقت يريده، وبسعر مقبول.
وعن أنواع الدخان العربي، بيّن الشاب محسن أن الدخان العربي له عدة أنواع في السوق المحلية، تختلف من حيث الجودة، ويبلغ سعر أفضلها حوالي الـ600 ألف ليرة للكيلو غرام الواحد، وهذا ما يسمى بـ”الخفيف النظيف” وأرخصها 250 ألف ليرة للكيلو غرام ذي النوع غير الجيد.
أحد تجار بيع الدخان المحلي والمستورد، أوضح لـ”تشرين” أن الفكرة المتداولة بأن التبغ «الفرط» أنظف من المعلّب مرفوضة وخاطئة، موضحاً أنه في كثير من الأحيان يُباع الفرط مخلوطاً مع الأعشاب والحشائش، وبالتالي قد يكون ضاراً بالصحة أكثر من النوعيات الجديدة التي يتخوف منها البعض.
ويرى أنّ أسعار الدخان مازالت مقبولة بالنسبة للوطني، فالمنتج المحلي يتراوح سعره ما بين 6500 إلى 8000 ليرة، أما الأجنبي من المستوى المتوسط، فهو ما بين 7000 إلى 15 ألف ليرة، ويرتفع السعر مع النوعيات الأجنبية الجيدة.
ويرى التاجر أن حركة البيع بعد الأزمة لم تتراجع بسبب ظهور الأنواع الجديدة الرخيصة، بل زادت، لكن كل مدخن يشتري ما يناسبه تبعاً لوضعه المادي، مؤكداً أن التدخين زاد للنساء وفئة الشباب الصغار كثيراً لأسباب كثيرة، أما مصدر هذه الأصناف فيؤكد أن أغلبيتها تأتي من دول مجاورة، ويجري استيرادها عن طريق شركات خاصة، لا عن طريق المؤسسة العامة للتبغ التي كانت مسؤولة عن الاستيراد قبل فرض العقوبات على سورية، أما الآن فيأتي أغلبها تهريباً، والدخان “الفرط” يُباع في أماكن محددة على البسطات أو في “الكولبات”.
على صعيد آخر، وجد بعض المدخنين، وخاصةً شريحة الشباب طريقة للتخلص من نفقات الدخان وتحولوا إلى استخدام النرجيلة، حيث يتراوح سعر باكيت المعسل بين 17 إلى 35 ألفاً تبعاً للنوع إن كان سورياً أو مستورداً، بينما سعر كيلو الفحم الواحد بين 20 إلى 30 ألفاً ونوع فحم جوز الهند 40 ألف ليرة ويعتبر هذا عبئاً ومصروفاً كبيراً.
من جهته، أكد مدير الزراعة والبحث العلمي في المؤسسة العامة للتبغ المهندس أيمن قره فلاح لـ”تشرين”، أن المؤسسة ليس من شأنها تسعير الأنواع الموجودة في السوق بشكلها “الفرط” وغير مسؤولين عنها، ولا يعلمون مصدرها، ولديهم فقط نوع الحموي الكيلو المغلف والتنباك أيضاً، ونوه بأن المؤسسة تتسوق التبغ من الفلاحين بأسعار تتراوح بين 23 إلى 35 ألفاً للكيلو الواحد من الأوراق، حسب الجودة وتقوم بمعالجته وفرمه وتعبئته، ليصبح علباً من السجائر المنوعة حسب الأسماء المعتمدة لدى المؤسسة.
بدوره، أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك نديم علوش أنهم كمديرية لا يستطيعون تسعير التبغ “الفرط” لأنه حسب العرض من الفلاح والطلب من المستهلك, لكنهم جاهزون فور تلقي أي شكوى لتنظيم الضبط اللازم من عدم حيازة فواتير أو سعر مرتفع للكيلو الفرط الذي يتم تقييمه من قبل الدورية لإزالة الغبن عن المواطن المشتكي في حال حصوله.