بانتظار الأمطار القادمة .. بادية حماة تفقد مراعيها وتشغل ساكنيها
تتفاقم أزمة المياه وقلة الواردات المطرية في بادية حماة كغيرها من المناطق الصحراوية منذ سنوات بشكل متصاعد كمتوالية حسابية ، من جراء موجة الجفاف المتسارعة ، الأمر الذي أدى إلى فقدان المراعي الطبيعية وغياب الكلأ للقطعان والمواشي هناك كالاغنام والجمال والماعز .
حيث لم تشهد البادية شرق حماة الواسعة هذا العام ولا في الأعوام الماضية معدلات مطرية مقبولة تحافظ على النباتات الرعوية وتحميها من الانقراض ، فهذا العام شهدت مرة واحدة البادية الأمطار وبتنا اليوم بأمس الحاجة لمطرة أخرى خلال شهري شباط وآذار لعودة بعض الغطاء النباتي للمراعي الطبيعية هناك وفقاً لحديث الدكتور بيان العبد الله مدير مشروع تنمية البادية في محافظة حماة .
مشيراً إلى أن البادية الآن مازالت قاحلة تخلو من النباتات الرعوية في العديد من مواقعها الشاسعة والواسعة ، ومع ذلك مازال الأمل كبيراً بعودة الروح للبادية في حال أغاثنا الله بأمطار قادمة .
مشيراً إلى أن الواقع لايسر القطعان ولا الرعيان وساكني البادية من جراء موجة الجفاف الذي تضرب المنطقة منذ سنوات ، وبالتالي تركت بصمتها السلبية على كل شيء ، باعتبارها الأشد منذ سنوات .
من ناحيته، قال الخبير المائي الجيولوجي الدكتور سلمان دياب من حوض العاصي: بإن موجة الجفاف هذه أثرت على المياه السطحية نعم ، لكن يوم كان لدينا ٢٠ ألف بئر في مجال حوض العاصي كان يهبط مستوى الآبار من عشرة أمتار إلى ٢٠ متراً ، فاليوم في ظل الجفاف قد يختلف الوضع.
مؤكداً أهمية نظم الري الحديث وعدم العبث بالمياه .
وختم الدكتور بيان عبد الله مدير مشروع تنمية البادية قائلاً: بإن واقع المراعي الطبيعية في البادية صعب اليوم جداً ولذلك نرى المربون يبحثون دائماً عن مناطق أكثر استقراراً يتوافر فيها الكلأ لقطعانهم ومياه الشرب لهم .
وما زال الأمل قائماً بعودة الأمطار إلى المناطق الشرقية من البادية قبل انتهاء فصل الشتاء.
الخلاصة قد تففد البادية مقوماتها الرعوية وبخاصة تلك المستساغة منها جراء الرعي الجائر ما يشكل تدهوراً يقلل العائد الاقتصادي للمرعى والقطاعان وبالتالي يقلل من قدرة الغداء النباتي على حماية التربة هناك .