مكب قمامة الرّقمة في الشيخ بدر كارثة بيئيّة تهدّد الإنسان والنّبات
طرطوس – نورما الشّيباني:
يطالب سكان قرية الرّقمة الواقعة شمالي شرقي مدينة الشيخ بدر بضرورة نقل أو تأهيل مكب النفايات، الذي كان وما زال مطلباً أساسياً لأهالي المنطقة منذ سنوات لما يشكله من خطر بيئي يصل إلى مرتبة كارثة.
وفي شكوى أهالي القرية لـ”تشرين” أكدوا أن المكب المذكور يبعد عن المناطق السّكنية ٥٠٠ متر، وعن الأراضي الزّراعية ١٠ أمتار ، وقد تسبب بعدة حرائق، وذلك بفعل الحرارة الشّديدة في فصل الصّيف وتفاعلات المواد في القمامة، حيث اشتعلت النّيران أكثر من مرة ونقلها الهواء إلى الأراضي الزّراعية ناهيك بالدّخان الذي يستمر لقرابة عشرة أيام.
وقد خسر المزارعون في هذه الحرائق أشجار زيتون يعود تاريخ زراعتها لعام ١٩٨٨، وتراجع المحصول بشكل كبير بسبب تلك الحرائق من جهة والتلوث الذي انتشر من جهة أخرى.
وأوضح المتضررون البالغ عددهم أكثر من ٢٢ شخصاً، أن أحدهم خسر من جرّاء الحريق ٧٠ شجرة وآخر ١٣٠ شجرة وهناك من خسر كل أشجاره من الزيتون.
وتابع الأهالي موضحين أنهم قدّموا العديد من الشّكاوى التي تطالب بنقل المكب وإزالته خارج الأراضي الزّراعية بعيداً عن القرية، لأن بقاءه قرب الأراضي الزراعية والمناطق السكنية يشكل خطراً حقيقياً على الصحة والبيئة.
من جانبه رئيس بلديّة الرّقمة براء حسن أكد أن موضوع المكبات العشوائية بشكل عام يحظى باهتمام المحافظة، والبلدية تحصل على إعانتين من قبل المحافظة كل عام لتعزيل وتسوية المكب ويتم حالياً وضع دراسة ورفعها للحصول على إعانة مالية من المحافظة بغية بناء سور حول المكب للتخفيف من الأضرار وحصرها في مكان محدد درءاً للحرائق.
ولفت حسن إلى أن الحل الجذري لهذه المشكلة هو إغلاق كل المكبات العشوائية لتلافي أخطارها، ولا يتم ذلك إلا بتوسيع معمل وادي الهدة لمعالجة النفايات وزيادة الطاقة الاستيعابية له.
مشيراً إلى أن المعمل كان له الدور الإيجابي في التخفيف من المكبات العشوائية المنتشرة في أنحاء المحافظة، وبقي عدد منها، ومكب الرقمة واحد منها، لعدم امتلاك المعمل للقدرة الاستيعابية الكافية لكميات إضافية.
ونوه بأن مكب الرقمة يخدم قرى القطاع الخمس، إضافة إلى قرى بلدية حمام قنية.
بدوره مدير النّفايات الصّلبة في طرطوس المهندس وسام عيسى بيّن وجود خطة تسعى لإغلاق كل المكبات العشوائية وهو ضمن أولويات إدارة النفايات الصلبة.