الرياضة بنكهة دبلوماسية
نوافذ رياضية جديدة تفتح في دمشق وملعب الجلاء مسرحها تمثلت بانطلاقة الدورة العربية الدبلوماسية الأولى لكرة القدم والتي تقام بالتعاون مع عدد من البعثات الدبلوماسية العربية في سورية ووزارة الخارجية والمغتربين والاتحاد الرياضي العام ، قد تبدو هذه التجربة الرياضية من القراءة الأولى غريبة بعض الشيء باعتبار أن المنافسات الرياضية التي ستقام للفرق الثمانية المشاركة فيها وهي السورية والتونسية والعراقية والليبية والجزائرية والإماراتية والبحرينية والسودانية ستكون عناوينها ضمن الإطار الدبلوماسي، ولكنها عميقة في مدلولاتها العربية والقومية وتعبّر عن مدى تبلور وتطور إستراتيجية التفكير العربي من حيث الاستفادة من أى فرصة أو محطة أو مبادرة يمكن أن تساعد في تعزيز التعاون العربي وتقويته على أسس حضارية وإنسانية، ومنها الجانب الرياضي للعاملين في البعثات الدبلوماسية، وهنا يحضر بعض التساؤل عن أهمية هذه المبادرة الرياضية الدبلوماسية التي استهدفت شريحة محددة من الرياضيين…وهل نتائجها الإيجابية المتوقعة ستشكل بداية موفقة لاعتماد هذا النوع من النشاطات الرياضية مستقبلاً ويكون تنفيذه دورياً من قبل الدول العربية ويحجز له مكاناً وتاريخاً بالخطط الرياضية العربية بالتعاون مع الاتحادات الرياضية فيها، نأمل ذلك لأن النجاح والتميز بمختلف أشكاله، ومنها المبادرات الرياضية الخاصة كهذه البطولة الدبلوماسية يتأتى أولاً من الثقة بما نملك من إمكانات وخبرات، وما لدينا من تجارب ونجاحات سابقة تدعم هذا التوجه وتعززه، وكذلك بما يتوفر من أرضية ومناخ مناسب لاستقطاب واستحضار الفرق الرياضية حتى الدبلوماسية منها للتنافس وإجراء البطولات والفعاليات المنوعة وما مدى قدرتنا على تقديم كل أنواع الاحتياجات من خدمات تنظيمية وإدارية بإطار حضاري وعلمي يخدم طبيعة الفعالية الرياضية المقامة.
نتمنى النجاح للفرق الرياضية الدبلوماسية المشاركة من الدول العربية، وأن تكون هذه المشاركات نابعة من الشعور بأن الشعب العربي يملك الكثير من عوامل التقارب الإنسانية والحضارية الإيجابية المشتركة التي يجب أن ينمِّيها ويستثمرها مع المجتمعات، وخاصة العربية منها، وأن يبحث دائماً عن المبادرات الخلاقة والفعّالة بكل أنواعها ومنها الرياضية ويجعلها منهاج عمل وخططاً مستقبلية تخدم تطلعاته إلى التكامل مع الدول العربية، وأملنا أن تكون هذه البطولة الرياضية الدبلوماسية تمهيداً لبطولات دولية وعالمية قادمة.