جامعة «تل أبيب الإسلامية».. وأهدافها التخريبية!

في عام 1959 أنشأ كيان الاحتلال الإسرائيلي ما يسمى بـ”الجامعة الإسلامية” كجهة تابعة للموساد تقوم بتخريج الكوادر في مجالات العلوم الإسلامية، وذلك وفق مؤامرة ممنهجة على الدين الإسلامي يديرها باحثون وتربويون وسياسيون ومؤرخون.
والهدف لا يخفى على أحد وهو تشويه الدين الإسلامي وتزييف تعاليمه، ونشر الكراهية ضده من الأديان الأخرى.. والهدف الأبعد من كل ذلك هو تزييف وعي الأجيال العربية والإسلامية المتعاقبة وبما يوهمهم أنهم بحاجة إلى “دين جديد” بتعاليم جديدة.
من المعروف أن هذه الجامعة كان لها دور كبير في توسيع نطاق مؤامرة الغرب الاستعماري ضد الدين الإسلامي والمسلمين ما بات يعرف في العقدين الماضيين بـ «الإسلام فوبيا» وهذا تزييف وتزوير وتشويه متعمد وممنهج من أجل كسب الدعم والتأييد العالمي لترسيخ الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين العربية وليكون الكيان المحتل المغتصب الذي يهيمن على المنطقة في خدمة تنفيذ الأطماع الغربية الاستعمارية ضد دول المنطقة.
يشرف على هذه الجامعة “الإسلامية” جهاز الموساد ويتولى مسؤولية كل شيء فيها، فهو -أي الموساد- يحدد المواد الدراسية ومنهاج كل مادة وأساتذة الجامعة وطلابها وفق خطة مدروسة بعناية بالغة لتحقيق أهدافهم منها.
طلاب الجامعة من اليهود فقط ويمنع أي شخص غير يهودي من الدراسة فيها. حيث يتم اختيار طلاب الجامعة اليهود بعناية بالغة من الموساد ولا بد أن يكون الطلاب مرتبطين به.
يدرس الطلاب اليهود فيها مختلف المواد الإسلامية من عقيدة وتفسير وحديث وفقه ولغة عربية من وجهة نظر يهودية، ووجهة النظر اليهودية عن الإسلام معروفة.
يأخذ طلاب الجامعة اليهود دورات خاصة يتدربون فيها على كيفية الحياة بين المسلمين والتعامل معهم والتحايل عليهم وخداعهم. وتأخذ هذه الدورات التدريبية وقتاً طويلاً من الدراسة الجامعية فيها. ويشرف على تدريبهم علماء نفس وخبراء اتصال وعلماء اجتماع وسياسة.
يتخرج الطالب من الجامعة وقد تثقف بثقافة إسلامية وشرعية وفقيهة وعلمية من وجهة النظر اليهودية للإسلام.
ويكون هذا الخريج مرتبطاً ارتباطاً عضوياً مع الموساد ومدرباً معه تدريباً استخباراتياً عالياً، حيث يصنع الموساد هذا الخريج صناعة ويعده إعداداً خاصاً.
يجعل الموساد هذا الخريج اليهودي شيخاً مسلماً! ويقدم على أنه عالم كبير، حيث يعطى هذا الشيخ اليهودي اسماً إسلامياً.
يجهز الموساد لهذا الشيخ الخاص مكان عمله الإسلامي بدقة استخباراتية متناهية! حيث يقوم هذا الشيخ خريج تلك الجامعة بعمله الإسلامي ويتواصل مع المسلمين ويعيش معهم ويتجسس عليهم ويقدم كل شيء عنهم للموساد أولاً بأول.
يقدم هذا الشيخ لمسلمي تلك المنطقة باسم مبهم كأن يقال هو أبو عمر الشامي أو أبو علي المغربي أو أبو بكر البغدادي وهكذا.
إذاً، الغرض من هذه الجامعة الإسرائيلية معروف وواضح، أو على الأقل لم يعد خافياً على أحد خصوصاً مع ما عصف بالمنطقة خلال العقود الثلاثة الماضية، منذ عقد التسعينيات وحتى الآن.
وكان للكوادر المشبوهة التي تخرجت من هذه الجامعة الإسرائيلية والتي تم زرعها داخل المجتمعات المستهدفة –العربية والإسلامية– (وكل المجتمعات التي توصف بالمعادية للصهيونية) بالتسلل والاحتيار وبالتآمر مع دول غربية.. وقد عملت هذه الكوادر على تشويه الحقائق التاريخية للرسالة الإسلامية وتزوير معالمها وغاياتها الإنسانية النبيلة، وحتى زرع الفتنة بين المسلمين وتأجيج عوامل الفرقة بينهم من جهة وبينهم وبين الرسالات السماوية الأخرى.
إن الكلام عن جامعة «تل أبيب الإسلامية» ينقلنا إلى الأساليب التي يعتمدها الموساد الإسرائيلي في التوغل بالمجتمعات العربية والإسلامية، ليس فقط في دول المنطقة العربية، بل هو يلاحق العرب والمسلمين في مختلف أنحاء العالم، وعليه لا بد وأن يتصدر سؤال أساسي حول دواعي تخصيص الكيان الإسرائيلي جامعة لتدريس الديانة الإسلامية في مجتمع يهودي؟.. علماً أن الجواب معروف سلفاً ما دام السؤال، والقضية برمتها، متعلقة بكيان محتل ومغتصب للأرض والحقوق، ويمارس «إرهاب الدولة» ضد الجميع، مع ذلك، ففي الاستزادة إفادة، كما يقول المثل.
إن الشرائح المستهدفة بصورة أساسية من وراء مخططات كيان الاحتلال كبيرة وهي الأجيال اليافعة والشابة فهي الشرائح المستهدفة بالأساس بهدف تزييف وعيها وزعزعة انتمائها وتشويه الثوابت والمبادئ الدينية والوطنية والإنسانية التي تربت عليها ما يسهل عملية سلخها عن مجتمعاتها وأوطانها وتحويلها إلى مجرد أدوات مُؤْتَمَرَة خاضعة خانعة، لا إرادة لها، ولا قرار.
من هنا فإن الحديث عن موقف جامع بات أمراً مفروغاً منه، وذلك في سبيل التصدي لهذه المخططات الشيطانية وتعرية مثل هكذا جامعات، في كيان الاحتلال وفي غيره، خصوصاً في الغرب والتي لا دور لها سوى محاولات التأثير وتشويه معالم الدين الإسلامي وجوهره الأصيل.
كاتب وأكاديمي من العراق

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار