منصات.. دكتوراه بالسعادة!
أن تسعد الآخرين بقدر ما تحب أن تسعد نفسك وتشعر بهم قبل أن ينال السؤال من كرامتهم ! سينظر إليك من حولك وكأنك قادم من عصور الصحراء القاحلة وبيدك شربة ماء تسقي بها شخصاً أصابه العطش حتى كاد يغلبه الموت فتعيد له الحياة بقطرات! هذا المقطع التمثيلي قد يصادف أن أحداً ما شاهده أو سمع عنه لكنه في أي حال لم تعد هناك ضرورة لإغاثة الملهوف، فالماء أصبح متوفراً و لم تعد إغاثة الملهوف قصة حياة أو موت !! هي على الأكثر قصة من التاريخ؟
مشاعر كثيرة تلونت قي قلبي كعاصفة من عطر وأنا أقرأ تلك الكلمات العذبة حول مد يد العون والمساعدة لمن يواجه قلقاً وصعوبة في الحياة حتى إنها أبكتني, لكن كان لابدّ من وقفة مع قيم لو تحدثنا عنها الآن لسخر منا الكثيرون، كأن نقول أين أنتم من إغاثة الملهوف، هل عشت في حياتك هذه السعادة؟!!
هكذا أصبحنا ننظر إلى القيم والأخلاق- التي كانت المنصة التي بنينا عليها الحضارة العربية- قصصاً من التاريخ البائد، ولأننا أصبحنا أكثر حذاقة وأكثر تطوراً تعلّمنا من ثقافات الأمم التي تعبد الدولار أن لكل خدمة ثمنها، وإغائة الملهوف لها تسعيرة حسب وضع الملهوف, وإذا كنا أكثر إنسانية فحسب وضعه المادي.
لكن هذا المجتمع الجميل لاينفك يفاجئنا بأخلاق وقيم لطفرة من أبنائه يسلكون دروب الخير، وما زالت في القلوب بذور الحق ولا شك أنّ من يسقيها بأسباب الرعاية واللطف سيجد زهورها في روحه وحياته.
إن الذين يتخلون عن القيم والأخلاق والمكارم هم ثلة محرمون من العواطف الإنسانية أصاب قلبهم داء الشح والغلاظة، والنفس التي تنهل من القيم والأخلاق تصبح كالمرآة الصافية تتطلع إلى الكمال وتعشقه وتصطبغ فيه فتنال منه بحسب إقبالها وحبها لهذه القيم وبهذه الحال تغدو فاضلة ذات سمو وخلق إنساني كريم.