تصفح الوسم

جواد ديوب

وطنٌ صغير..!

أقف وسط غرفة أمّي كمَن مسَّهُ الحبُّ فذاب، تغمرني موجاتٌ من الدهشة المفرحة بسبب عاداتها وطقوسها العتيقة التي تشبه بيوت الجدات الطينية وخباياها وحكايات الأّلفة والبساطة والمحبة، وأشعر أن غرفتها وطنٌ مُصغّر. في زاوية منها؛ هناك قطعةٌ من سوق…

النحّات فؤاد أبو عسّاف: النحتُ لا يُطلقُ ناراً لكنه يصنعُ محبّةً وهذا هو خطُّ دفاعي الأخير

تنبجسُ المنحوتةُ مِن بين يديه كما لو أنها ماءٌ ينبعُ من صخرة، بل ينبعُ المعنى من قلب البازلت بهدوءِ الماء السائل على جسد المنحوتة، لا يشتغلُ منحوتاتِه بالصّرامة والدقّة اللامتناهية التي نحت بها مايكل أنجلو مثلاً أعماله، فليس الخلودُ أو…

سوادٌ في سوادِ ..!

تخيّلوا إنساناً ضارباً أخماسَ راتبه بأسداس مدّخراته، و"حائصاً/لائِصاً" من مكانٍ إلى آخر لتأمين أجرة منزله، ولقمة عياله وأقساط روضاتهم، وتكاليف طبابتهم وعلاج أسنانه وأسنانهم وأسنان زوجته، فمِنْ غير المعقول أو اللائق أنْ يحظى هو بـ"فّك…

“إجتْ المحروسة”..!

عبسنا في وجوه بعضنا، وتجهّمنا، واكفهرّت تقاسيمُنا مثل غيمٍ يُنذرُ بالعواصف التي بتنا نُدلّعها ونسمّيها بأسماءَ تحبّبٍ تخفيفاً لكوارثها ودرءاً لغضبها... ثم سحبَ كل واحدٍ منّا دفترَ ملاحظاته النقدية وبدأنا نعدُّ على بعض أخطاءنا وخطايانا، وكم…

تذوّق موسيقي!

صارحني صديقٌ صيدلانيٌّ بأنه "لا يطيق" سماع فيروز في أوقات الصباحات الصيفية أو الشتوية؛ هذه التي يتغنّى بها رومانسيو الإذاعات ويصدعون بها رؤوسنا كلما أمطرت السماء أو أبرقت أو "نفنفت" بالقليل من ثلوجها.. ضحكتُ وسألته: وهل عليهم أن يضعوا لك…

«الدَّين ممنوع» ..!

أكاد أجزم، مع كل القلّة والشُّح اللذين حولنا، بأن ما ينقصنا هو الحب! ترانا نعملُ، نسفحُ أعمارنا ونسابقُ الريح، نلهثُ مثل الملدوعين من بكورة الصباحات إلى أن يأفلَ الليل. نركض خلف أوهامنا، نتزاحم، نتخاصم، نكيدُ المكائد، نراقب جماليات الآخرين…

بمقياس الأمنيات ..!

بمقياس الكون؛ الأرضُ مجرّد نقطة صغيرة بحجم رأس الدبوس بين مجرّاتٍ لانهائية، وبمقياس الزمن نحنُ كائناتٌ فانية، مجرّد "لمعة فلاش" ومضتْ وانتهتْ ولم يبقَ منّا إلا مجموعة صورٍ للذكرى أو "نيغاتيف" يُظهِرُهُ الضوءُ إلى العالَم كما التُقِطت…
آخر الأخبار