من إعلام العدو.. هآرتس»: إهمال نتنياهو لموضوع الأسرى الإسرائيليين هدفه خدمة الهدف الحقيقي لحربه.. احتلال غزة
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
في الوقت الذي يكرر فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، رفضه وقف الحرب على قطاع غزة، بذريعة تحقيق أهداف الحرب، وبينها القضاء على المقاومة، واستعادة الأسرى الإسرائيليين، كشف المحلل في صحيفة «هآرتس» ألوف بن، عن نوايا نتنياهو الحقيقية، واتهمه بالتخلي عن الأسرى، لاعتبارات سياسية شخصية، قائلاً إن الهدف الذي يسعى نتنياهو لتحقيقه، هو الضم الزاحف والاحتلال الدائم للقطاع، من خلال السيطرة الإسرائيلية على معبر فيلادلفيا «صلاح الدين» ومحور نيتساريم، وسط قطاع غزة، وهو ما ستخسره «إسرائيل» إذا وافقت على الصفقة المطروحة على الطاولة.
وتابع المحلل، إنه بالرغم من أنّ موضوع الأسرى يعدّ قضية مركزية في الخطاب الإسرائيلي، إلّا أنّ نتنياهو يرى فيهم مصدر أذى إعلامي، وأداة مناكفة بأيدي خصومه السياسيين وصرف الأنظار عن الغاية الحقيقية، وهي احتلال دائم لقطاع غزة، أو مثلما أعلن مراراً منذ بداية الحرب، سيطرة أمنية إسرائيلية، على اعتبار أن السيطرة على محور فيلادلفيا وعلى طول حدود القطاع مع مصر، تسمح لـ«إسرائيل» بتطويق قطاع غزة من جهاته البرية الثلاث وعزله عن مصر، في حين تؤدي السيطرة على محور «نيتساريم» إلى فصل شمال القطاع عن جنوبه المكتظ باللاجئين.
وأشار المحلل بن، إلى أنّ الجنرال الاحتياط غيورا آيلاند، مُنظّر الحرب، سبق أن اقترح تجويع الفلسطينيين حتى الموت، أو طردهم إلى الخارج، كرافعة ضغط على المقاومة الفلسطينية، فيما يطمع اليمين الإسرائيلي المتطرف بهذه المنطقة من أجل الاستيطان اليهودي، وهذا يعني زيادة معاناة سكانه الذين يفتقرون لكل شيء، ويعيشون داخل سجن محكم وحصار إسرائيلي، في ظل توقعات إسرائيلية بأن المجتمع الدولي سيفقد بمرور الوقت اهتمامه بهذه القصة وينتقل إلى أزمات أخرى في العالم.
قال المحلل، إنّ نتنياهو يعتقد أنه بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، سيتلاشى تأثير المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين على السياسية الأميركية، حتى لو فازت كامالا هاريس، وإذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن نتنياهو يتوقع أن يمنحه يدًا حرة، وفي كلا السيناريوهين، يعتقد نتنياهو أن الولايات المتحدة مع وجود حاملات الطائرات في المنطقة، ستردع إيران من الدخول في حرب ضد «إسرائيل».
وخلص المحلل إلى القول: الاحتلال هو الغاية التي يحارب نتنياهو من أجلها، حتى بثمن موت الأسرى، وحتى مقابل مخاطر حرب إقليمية، والدعامات التي تساند حكمه، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ستبقى مكانها طالما أنه يسعى بالأقوال والأفعال إلى احتلال دائم وضم زاحف لقطاع غزة، فهو يتحدث عن مفاوضات وليس تقديم تنازلات، وهذا يعني أنّ منطقة محتلة لا تُعاد، ولا حتى بضغوط دولية، ولا حتى مقابل توسلات الأسرى وعائلاتهم، وهذا هو بالضبط هدف حربه الحالية على غزة.