من إعلام العدو.. محللون إسرائيليون: احتلال رفح لن يحقق صورة نصر.. ونتنياهو يريد إفشال صفقة الأسرى
ترجمة وتحرير ـ غسان محمد:
رأى محللون إسرائيليون إن إعلان فصائل المقاومة الفلسطينية، قبولها مقترح صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، فاجأ “إسرائيل” وحشرها في زاوية ضيقة، ما دفع على ما يبدو، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى اختلاق الذرائع لمحاولة إفشال الصفقة مرة أخرى، لأنه ليس لديه استراتيجية واضحة للخروج من الحرب، وهذا ما يقوم به من خلال الهجوم على رفح.
وبحسب المحلل السياسي في صحيفة “معاريف”، بن كسبيت، فإنه حتى لو احتلت “إسرائيل” رفح، وقتلت 500 مقاتل فلسطيني، فإن هذا لن يكون انتصاراً إسرائيلياً، لأن الانتصار، إن تحقق، سيحتاج لجهود كبير ومتواصلة قد تستغرق عدة سنوات.
وأشار بن كسبيت، إلى أن عملية “السور الواقي” العسكرية التي اجتاح خلالها الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية، في العام 2002، لم تحقق شيئاً، وبالتالي، فإن ما حدث في الضفة قد يتكرر في غزة، لكن بشكل أصعب وأخطر، لأن المقاومة الفلسطينية في العام 2024 أكثر قوة مما كانت عليه في بداية الألفية، وأوضح بن كسبيت، أن إنهاء الحرب بالنسبة لـ نتنياهو، يعني تشكيل لجنة تحقيق، واتساع رقعة الاحتجاجات وأسئلة صعبة في “إسرائيل”.
من جانبه، قال المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع: إنه مثلما أدركنا في جميع الحروب، وبشكل أكبر في الحرب الحالية على غزة، فإن ما يخطط له الجيش الإسرائيلي وما يحدث على أرض الواقع هما قصتان متناقضتان، لسببين رئيسيين: قوة المقاومة الفلسطينية، وغرق الجيش الإسرائيلي في غزة.
وأضاف برنياع: إن ضباطاً سابقين وحاليين، وخبراء عسكريين، حذّروا منذ الأسبوع الأول للحرب، من أنه ليس لدى نتنياهو استراتيجية للخروج من الحرب، خصوصاً للجهة التي ستملأ الفراغ الذي سينشأ في غزة.
وأشار برنياع إلى أن البيت الأبيض أوضح لـ نتنياهو أنه إذا أعطى الأوامر بشن عملية عسكرية واسعة في رفح، فإن الولايات المتحد ستفرض حظر إمداد شحنات أسلحة إلى “إسرائيل”، كما تعهد بايدن في بداية الحرب بالوقوف إلى جانب “إسرائيل” لكن بعد سبعة أشهر، يتضح أن “إسرائيل” عالقة في غزة، وفي لبنان أيضاً، وهذه ليست “إسرائيل” التي سعى بايدن إلى مساعدتها.
بدوره، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن موافقة فصائل المقاومة الفلسطينية على مقترح صفقة تبادل الأسرى، حاصر نتنياهو وحكومته، فقرر بدء العملية العسكرية في رفح، حيث زعمت جهات في المستوى السياسي الإسرائيلي أنه من الجائز الاعتقاد أن المصريين والأميركيين توصلوا إلى تفاهمات مع المقاومة من وراء ظهر “إسرائيل”.
ورأى هرئيل أن إعلان مكتب نتنياهو عن إيفاد فريق عمل تقني، إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات في موازاة بدء عملية عسكرية في رفح، هو على ما يبدو تلميح أولي من جانب نتنياهو بشأن عزمه رفض مقترح الصفقة، بعد رد المقاومة الإيجابي عليها.
وأضاف هرئيل: نه من الجائز القول إن المقاومة الفلسطينية دقت بردها الإيجابي، إسفيناً بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، في وقت تواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين مطالبتها نتنياهو، باستغلال التطور الجديد والموافقة على المقترح المصري، وتوقيع اتفاق نهائي لاستعادة الأسرى.