«ملف تشرين».. القطارات لاتزال تفرض نفسها عالمياً وإقليمياً بتقنيات وتكنولوجيا ذكية.. والسكك الحديدية السورية سجينة الأزمات ومجمدة «بانتظار غودو»

تشرين- يسرى المصري:

لايزالون يختبئون خلف أصابع الأزمات وكأنها القدر الذي يحتم الجمود والموت السريري لمئات السنوات..لقد مرت الأزمات بسورية وعصفت بها وتضررت السكك الحديدية وهنا توقف الزمن..بالمقابل عشر سنوات مرت ونيف لكن عالم السكك الحديدية ازداد توسعاً وتقنية وتكنولوجيا دول الخليج باشرت ببناء البنية التحتية لسك حديدية ذات شبكات واسعة تربط كل دول الخليج ..والعراق بات قاب قوسين أو أدنى للانتهاء من بناء السكك الحديدية التي تربط بغداد مع دول إقليمية ومجاورة ..
في دول المغرب العربي حققت الجزائر رهاناً مهماً حيث أصبح النقل بالسكك الحديدية إحدى الدعائم الأساسية للاقتصاد القومي، معتبرة أنه الوسيلة الوحيدة بين وسائل النقل المختلفة القادرة على حمل العبء الأكبر لالتزامات النقل سواء بالنسبة للبضائع أو الركاب بين المناطق كافة وبأقل التكاليف. وبحسب أرقام رسمية تتوافر الجزائر حالياً على شبكة من السكك الحديدية طولها 4200 كلم ومن المرتقب أن تصل إلى نحو 12500 كلم في آفاق 2030 بفضل ورشات ضخمة أطلقت لإنجاز خطوط جديدة وعصرنة أخرى، ولاسيما في الهضاب العليا والجنوب الكبير وهي مناطق غابت عنها مشاريع كهذه لفترة طويلة.

خط حديدي واحد على الأقل
تمتلك معظم دول العالم تقريباً خطاً حديديًا واحدًا على الأقل، وتمتد بعض خطوط السكك الحديدية لمسافات قصيرة فقط ومن المعروف أن أطول خط سكة حديدية في العالم موجود في الاتحاد السوفييتي (السابق)، حيث يبلغ طول 9010كم، وهو يربط موسكو وفلاديفوستوك في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد. وتقدر بعض الإحصاءات أطوال خطوط السكك الحديدية في العالم بعضها البعض، قد بلغ 1207000كم، أي ما يساوي ثلاثة أضعاف التي تقع بين الأرض والقمر. وربع المسافة بدأ تشغيل أول خطوط السكك في إنجلترا في العشرينيات والثلاثينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. وقد استخدمت هذه الخطوط محركات بخارية لسحب مركبات البضاعة المحملة بالشحنات أو العربات المحملة بالركاب.

ولقد نما النقل بالسكك نمواً سريعاً وأدى دورًا مهمًا وأساسيًا في التطور الصناعي لبريطانيا في خمسينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وبحلول منتصف القرن التاسع عشر وكانت هناك سكك حديدية لدول أخرى تعتمد على قاطرات بخارية. وفي أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي انتشرت آلاف القطارات البخارية وشقت طريقها في جميع أنحاء الدول حاملة شحنات البضائع والركاب المسافرين لمسافات طويلة. وقد اكتمل أول خط سكة حديدية في الجانب الغربي من أمريكا الشمالية عام 1869، وقد ساعد المستوطنين على فتح المنطقة الغربية من أمريكا. وقد لاقت السكك الحديدية منافسة شديدة من وسائط المواصلات الأخرى ولذلك فإن الحكومات المركزية في معظم دول العالم تقوم بإنشاء السكك الحديدية وتدعمها مالياً.

أطول السكك في العالم
تهتم الدول كثيرًا بوسائل النقل والمواصلات باعتبارها أساس ازدهار اقتصادها. ونظرًا لأهمية السكك الحديدية في ربط مدن الدولة ببعضها البعض وربطها بالدول الأخرى، تنفق الدول مبالغ ضخمة على تطوير شبكات السكك الحديدية بها.

ولا تقتصر أهمية السكك الحديدية على نقل الركاب فحسب، لكنها تنقل البضائع والمواد الخام التي يصعب نقل كميات كبيرة منها عبر الطرق البرية التقليدية، وفي هذا السياق يستعرض هذا التقرير قائمة البلدان التي تمتلك أطول شبكات سكك حديدية في العالم.
10- البرازيل
تأتي البرازيل في المركز العاشر بشبكة سكك حديدية يبلغ طولها أكثر من 28 ألف كيلومتر، وقد تم تأميم هذه الشبكة عام 1957، وتركز الشبكة بشكل أساسي على الشحن.
9- فرنسا
تمتلك فرنسا شبكة سكك حديدية يبلغ طولها أكثر من 29.27 ألف كيلومتر، وهي ثاني أكبر شبكة قطارات في أوروبا، وتخدم شبكتها الركاب في المقام الأول، وتعمل أكثر من 50% من خطوط الشبكة بالكهرباء.
8- أستراليا
جاءت أستراليا في المركز الثامن بشبكة سكك حديدية يبلغ طولها أكثر من 33.16 ألف كيلومتر، وتعد شركات “أوريزون” و”جينيسي” و”وايومنج أستراليا” و”باسيفيك ناشيونال” من أهم شركات الشحن في الدولة، وتمتلك الحكومة الأسترالية غالبية شبكة السكك الحديدية.

7- الأرجنتين
تمتلك الأرجنتين شبكة سكك حديدية يبلغ طولها أكثر من 36.91 ألف كيلومتر، وقد كانت الأرجنتين فيما سبق تمتلك شبكة يبلغ طولها أكثر من 47 ألف كيلومتر في نهاية الحرب العالمية الثانية، والتي كانت تعد من أكبر شبكات السكك الحديدية في العالم في ذلك الوقت، إلّا أن انخفاض الأرباح وزيادة بناء الطرق السريعة أدى إلى انخفاض طول شبكة السكك الحديدية الأرجنتينية.

6- ألمانيا
تمتلك ألمانيا أكبر شبكة سكك حديدية في أوروبا، والتي يبلغ طولها أكثر من 38.59 ألف كيلومتر، وتتحكم شركة “دويتشه بان” في غالبية شبكة السكك الحديدية في ألمانيا، والتي تتكون من 80% من إجمالي حركة الشحن، و99% من إجمالي حركة المسافرين لمسافات طويلة.
5- كندا
تأتي كندا في المركز الخامس بشبكة سكك حديدية يبلغ طولها أكثر من 49.45 ألف كيلومتر، وتعدّ سكك حديد المحيط الهادئ الكندية وسكك الحديد الكندية الوطنية شبكتي الشحن الرئيسيتين في الدولة، بينما تدير شركة “Via Rail” خط نقل الركاب بين المدن، والذي يبلغ طوله 12.5 ألف كيلومتر.
4- الهند

تمتلك الهند رابع أكبر شبكة سكك حديدية في العالم، والتي يبلغ طولها أكثر من 68.5 ألف كيلومتر، وهي شبكة مقسمة إلى 17 منطقة، ويتم تشغيل أكثر من 19 ألف قطار يوميًا بها، بما في ذلك 12 ألف قطار ركاب، و7 آلاف قطار شحن.
3- روسيا
جاءت روسيا في المركز الثالث بشبكة سكك حديدية يبلغ طولها 85.5  ألف كيلومتر، وتتضمن الشبكة 12 خطًا رئيسيًا، وتربط العديد من هذه الخطوط بين روسيا وعدة دول أوروبية وآسيوية بما في ذلك فنلندا وألمانيا وبولندا وفرنسا، بالإضافة إلى الصين ومنغوليا وكوريا الشمالية.
2- الصين
تأتي شبكة السكك الحديدية الصينية في المركز الثاني، حيث يبلغ طولها أكثر من 100 ألف كيلومتر، وتديرها شركة السكك الحديدية الصينية المملوكة للدولة، وقد نقلت هذه الشبكة أكثر من ملياري مسافر وشحنات تبلغ ثلاثة مليارات طن في 2013، وتخطط الصين لامتلاك شبكة سكك حديدية تمتد لأكثر من 270 ألف كيلومتر بحلول عام 2050.

1- الولايات المتحدة الأمريكية
تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أطول شبكة سكك حديدية في العالم، والتي يبلغ طولها أكثر من 250 ألف كيلومتر، ويشكل مسار خطوط الشحن 80% من إجمالي الشبكة، بينما يمتد خط نقل الركاب لمسافة تبلغ نحو 35 ألف كيلومتر من إجمالي الشبكة، وتتكون شبكة الشحن من 538 خط سكة حديد، وتديرها مؤسسات خاصة.

كلُّ حمولة قطار تعادل 300 شاحنة على الطريق..سكك الخليج شبه جاهزة ومحدثة.. الدراسات والجدوى والنيات متوفرة والتمويل يحتاج إلى قرار

تعد السكك الحديدية في مقدمة وسائط النقل التي تعتمد عليها الدول اعتماداً كبيراً في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية ، ولذلك تقوم العديد من الدول بإنشاء السكك الحديد وتحديثها بالوحدات المتحركة الحديثة والمنشآت الثابتة من الخطوط الحديدية على أساس مراعاة خصائص الاستثمار في قطاع سكك الحديد التي يتمثل أهمها في ضخامة الاستثمارات المطلوبة، ولأن سكك الحديد صناعة كثيفة بحاجة إلى رأس المال وتكامل الاستثمارات بمعنى أنه في حالة شراء قاطرات ذات سرعات عالية فلابد من تجديد الخطوط الحديدية لتتحمل هذه السرعات العالية.

وتبرز أهمية النقل بالسكك الحديدية في كونها تُعدُّ عاملاً من عوامل التوطن الصناعي، اذ تبرز أهميته في مرحلتي الإنتاج والتوزيع حيث تتوفر فرص نقل للمواد الأولية وعنصر العمل والسلع الوسيطة وكذلك نقل الإنتاج إلى مناطق التخزين والاستهلاك. بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على نقل الحمولات الثقيلة ولمسافات بعيدة وبسرعة واضحة تفوق الكثير من الوسائط الأخرى حيث بلغت سرعة بعض القطارات 310كم/ساعة. كما تبرز أهمية السكك من خلال تأثيرها المباشر في توزيع السكان وإيجاد التجمعات الحضرية الكبيرة جراء مرور شبكات السكك فيها، كما نلحظ ذلك في العديد من المدن الأوروبية الصناعية التي نمت وازدهرت جراء وجود السكك الحديد فيها. أدت الأزمات المتفاقمة في السنوات القليلة الماضية إلى قلب قطاع النقل رأساً على عقب. ومن شأن تعزيز قدرة نظام النقل العالمي للتصدي للصدمات أن يمكّن البلدان النامية من التكيف مع الظروف العالمية المتغيرة والتحديات الآخذة في الظهور.
ولا ينطبق هذا على حركة الركاب فحسب، بل ينطبق أيضًا على خدمات الشحن واللوجستيات: فمن خلال الاعتماد على الدروس المستفادة من أزمة سلسلة الإمداد الأخيرة، سيكون لتعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية العالمية وبناء قدرتها على الصمود دور أساسي في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتحسين الأمن الغذائي.
وتسهم السكك الحديدية  في تخفيض الازدحام على الطرق البرية، ويوفر فرص عمل جديدة مع تقليص مصاريف شحن البضائع، وفق خبراء ومتخصصين.
وتسهم القطارات في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع النقل البري في الدول بـ 21% بحلول عام 2050، إضافة إلى خفض 8 أطنان مترية من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2050 وتعادل كلّ حمولة قطار 300 شاحنة على الطريق.

. تعد القاطرات ذات السعة العالية، والمسارات المخصصة، وعربات السكك الحديدية المصممة للنقل المتطلب والفعال من السمات الشائعة لأنظمة السكك الحديدية الثقيلة.

يشتمل هذا السوق على عدد من العناصر المختلفة، مثل أنظمة الإشارات، وإنتاج المعدات الدارجة، وخدمات الصيانة، وتطوير البنية التحتية. تعد المنظمات الحكومية ومشغلو السكك الحديدية وسلطات النقل وشركات التصنيع من بين الكيانات العامة والخاصة المعنية.

سوق السكك الحديدية الثقيلة
من أجل معالجة المشكلات المتعلقة بالنقل، يعد سوق السكك الحديدية الثقيلة أمرًا ضروريًا. فهي توفر بديلاً صالحاً للنقل البري، وتسهل حركة المرور، وتخفض انبعاثات الكربون، وتعزز النمو الاقتصادي من خلال نقل الأشخاص والبضائع بكفاءة. من أجل تلبية الطلب المتزايد على وسائل النقل الصديقة للبيئة، يتغير السوق باستمرار ويعطي الأولوية للاستدامة البيئية والاعتمادية والسلامة في منتجاته.

السكك الحديدية العالمية

في الدول العربية
تطوير النقل بالسكك الحديدية في الجزائر… رهان اقتصادي هام …يُعد النقل بالسكك الحديدية إحدى الدعائم الأساسية للاقتصاد القومي، فهو الوسيلة الوحيدة بين وسائل النقل المختلفة القادرة على حمل العبء الأكبر لالتزامات النقل سواء بالنسبة للبضائع أو الركاب بين المناطق كافة وبأقل التكاليف. وبحسب أرقام رسمية تتوافر الجزائر حالياً على شبكة من السكك الحديدية طولها 4200 كلم ومن المرتقب أن تصل إلى نحو 12500 كلم في آفاق 2030 بفضل ورشات ضخمة أطلقت لإنجاز خطوط جديدة وعصرنة أخرى، ولا يما في الهضاب العليا والجنوب الكبير وهي مناطق غابت عنها مشاريع كهذه لفترة طويلة.

وتُعد السكك الحديدية أكثر وسائط النقل البري ملاءمة للحجوم الكبيرة وللمسافات الطويلة ومن أهم عوامل دعم التكامل الاقتصادي والتجاري بين الدول، حيث تعمل على تهيئة البيئة المناسبة لمشروعات التنمية، وتقليل تكاليف نقل السلع والخدمات والخامات.
قطار الخليج
يعدّ قطار الخليج نقلة كبيرة في مجال التعاون الخليجي
الذي سيشكل ممراً جديداً للتنمية بين الدول الست.
وتعد السكة الحديدية الخليجية مشروعاً إقليمياً متكاملاً يلبي احتياجات النقل في دول المجلس، وستربط الشبكة جميع دول الخليج، وستكون خياراً إضافياً للمسافرين ونقل البضائع إلى جانب التنقل جواً وبحراً.
ويقدر الطول الإجمالي للمسار بنحو 2117 كيلومتراً، يربط مدينة الكويت مرورًا بكافة دول المجلس وصولاً إلى العاصمة العُمانية مسقط.
وتصل سرعة قطارات نقل الركاب إلى ما يقرب من 220 كيلومتراً بالساعة، وسرعة قطارات نقل البضائع إلى ما يقرب من 120 كيلومتراً في الساعة، وتقدر تكلفته الإجمالية بنحو 15.4 مليار دولار.
وتقدر تقارير دولية أنّ السكة الحديدية الخليجية ستؤدي إلى تحسين الاتصال الإقليمي عن طريق تقليل أوقات النقل وتكاليفه بين المدن والموانئ الرئيسة الخليجية، وتحسين التدفقات التجارية وجذب الاستثمار.
يمثل النقل البري البيني في دول الخليج 80% من النقل التجاري في المنطقة، ولذا من شأن مشروع الربط بشبكة القطارات أن يسهم في تقليل تكلفة النقل البري، وتحسين كفاءة النقل، وتعزيز السلامة على الطرق”.
من الخليج للعراق
أعلنت بغداد مؤخراً عن مشروع خط للسكك الحديد يصل الخليج بالحدود التركية، حيث يطمح العراق عبره إلى التحول لأن يكون خطاً أساسياً لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا.
ولا يزال المشروع -الذي حدّدت الحكومة العراقية تكلفته بنحو 17 مليار دولار وبطول 1200 كيلومتر داخل العراق- في مراحله الأولى وتطمح  بغداد إلى تنفيذ هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم “طريق التنمية” بالتعاون مع دول في المنطقة
يعد هذا المشروع المستدام ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة وإسهاماً في جلب جهود التكامل الاقتصادي” مشيراً إلى أنه “من المؤمل أن ينجز المشروع ويكتمل خلال 3- 5 سنوات”.

أقرأ أيضاً:

«ملف تشرين».. قطاراتنا وسككها السياسية ماضياً وحاضراً.. كيف نهزم الجغرافيا ونغير مجرى التاريخ؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار