الجريمة مستمرة والعالم مازال يتفرج، الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة مستمرة ومتصاعدة منذ أكثر من300 يوم، ومجلس الأمن يجتمع أمس «الثلاثاء» على وقع المذبحة التي ارتكبتها «إسرائيل» فجر السبت بقصف مدرسة التابعين، بينما كان اللاجئون إليها يصلون صلاة الصبح ما أسفر عن ارتقاء 100 شهيد من المدنيين، ولم تتوانَ المندوبة الأمريكية عن إعلانها سعي بلادها إلى «خفض التصعيد»، مع تأكيدها عزم إدارتها على «الوقوف مع إسرائيل» تجاه كل من يقاومها، وهكذا فالجريمة الصهيونية والإبادة الجماعية التي ترتكبها، مدعومة بجريمة تزويدها بالسلاح والذخائر، والدفاع عنها من قبل الإدارة الأمريكية التي أصبحت بذلك دولة راعية للإبادة الجماعية.
في الأسبوع الماضي، وبعد تقديم ثلاث مليارات ونصف كمساعدة عسكرية لـ«إسرائيل»، أصدر الكونغرس الأميركي بالأمس قراراً يتضمن موافقته على تقديم صفقة أسلحة إلى «إسرائيل» قيمتها عشرين مليار دولار، تتضمن طائرات إف 15 المتطورة، وقذائف وذخائر، وكل هذه الأسلحة والذخائر، ما هي إلا وسائل ارتكاب الجريمة، وأدوات الإبادة الجماعية التي تمارسها «إسرائيل» في غزة منذ أكثر من 300 يوم، ثم يحدثونك عن عدم توسيع الحرب أو خفض التصعيد !!
الإدارة الأمريكية الممثلة للقوة العظمى في العالم، ومصدر السلاح والدعم لـ«إسرائيل»، قادرة بما تملكه على إجبار تل أبيب على وقف حربها على غزة، هذا إن أرادت إنهاء الحرب فعلاً، لكنها تريد عدم توسيع الحرب فقط، بمعنى أنها موافقة على حرب تسمح لـ«إسرائيل» بإستمرار إبادتها لأهل غزة، ولا تريد أن تتوسع هذه الحرب، خوفاً من أن تضر «إسرائيل»، أوتمنعها عن استكمال إبادتها في غزة، ونكرر، لو أرادت أمريكا فعلاً أن توقف الحرب لأوقفتها، لأنها قادرة وتملك كل مقومات وقفها وإنهاء هذه المحرقة.
من يمنع الحرب أو يوقفها يكون صانع استقرار وسلام، أما الدول التي تسلح الإبادة الجماعية وتدعمها فهي دول راعية للإبادة وللحرب المستدامة والمدمرة.
د. فؤاد شربجي
130 المشاركات