هل هذا دعم للثروة الحيوانية… سعر المادة العلفية لدى مؤسسة الأعلاف أغلى من أسعار التجار؟
حماة – محمد فرحة:
كيف يمكن للمؤسسة العامة للأعلاف أن تتحدث دائماً بأنها تدعم الثروة الحيوانية، وكلما انتهت فترة توزيع مقنن تفتتح مقنناً آخر، علماً أن أسعار المادة لديها أغلى من أسعار الباعة والتجار، ما يجعلنا نستنتج أنها تفتتح دورة علفية وراء أخرى لتصريف ما في مستودعاتها من المواد الراكدة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتحميل مادة مع أخرى، وإلا لا تتم عملية البيع، وفقاً لما ذكره بعض المربين في وقت سابق.
لكن بالمقابل ومن باب الإنصاف والموضوعية في الكتابة نشير هنا إلى أن مؤسسة الأعلاف عندما تسوقت الشعير كان أغلى من السوق عند التجار وهذه حقيقة، لكن ما يجري اليوم من عمليات البيع هو لافت للنظر وتحديداً ما يتعلق بمادتي الصويا والذرة، حيث يباع سعر الكيلو من الصويا بـ/ ١١٣٧٥/ ليرة وسعر كيلو الذرة /٥١٠٠/ ليرة في المؤسسة العامة للأعلاف، في حين يباع مثيلهما عند الباعة والتجار كيلو الصويا بـعشرة آلاف و٥٠٠ ليرة، وكيلو الذرة بـ ٤٥٠٠ ليرة.
وعن ذلك سألت «تشرين» رئيس الرقابة الداخلية في المؤسسة العامة للأعلاف أحمد أيبش فأوضح لنا الأسباب التالية: إن بعض المواد عندما تم استيرادها كانت غالية كالذرة والصويا مثالاً، في حين مادة الشعير عند تسويقها من المزارعين كانت أسعارها تختلف عن السوق الأمر الذي شجع المزارعين على تسليمها لنا ” يقصد مؤسسة الأعلاف “.
وعن وجود بعض رؤساء المراكز على رأس مهامهم وأمناء المستودعات رغم قرار الجهاز المركزي للرقابة المالية الذي أعفاهم من ذلك، علل رئيس الرقابة الداخلية ذلك بأنه لضرورة العمل ونظراً لوجود دورة علفية الآن، وهم يقومون بتوزيعها على المربين. (انتهى كلام أحمد أيبش).
بالمختصر المفيد: نعتقد أن افتتاح الدورة العلفية في هذا التوقيت الموجود فيه الكثير من المادة العلفية كبقايا المحاصيل “والسفير أي التبن” وبقايا المحاصيل من الخضراوات، كان يمكن الاحتفاظ بهذه الدورة لوقت آخر، لكن نذكر جيداً أن عملية البيع لم تكن على ما يرام في فترة من الفترات السابقة نظراً لتحميل مادة الذرة مع المادة العلفية الآخرى وحتى الآن يجري ذلك، فشهدت فيها مراكز البيع ركوداً غير مسبوق أثر كثيراً في حجم المبيعات، وأن ركود بعض المواد لا يخدم المؤسسة، ويبقى السؤال الجوهري الكبير وغيره من الأسئلة لماذا أسعار الصويا والذرة لدى المؤسسة أغلى من أسعار التجار، ومع ذلك تدعي – أي المؤسسة- أنها فتحت دورة علفية حرصاً منها على المربين وثروتهم الحيوانية؟