بتراجع عن العام الماضي.. 69 ألف طن إنتاج السويداء من الخضار
تشرين- طلال الكفيري:
يبدو أن الحسابات الحقلية لمزارعي الخضار الصيفية” بندورة – كوسا- باذنجان- بطيخ- خيار إلخ” في السويداء، لم تنطبق هذا الموسم على حساباتهم الإنتاجية، وخاصة أن سقف الإنتاج المقدر وفق تقديرات مديرية زراعة السويداء يبلغ نحو 69 ألف طن، وهو متراجع قياساً بإنتاجهم الموسم الماضي الذي فاق الـ 80 ألف طن، ما أبقى ميزان مبيع المنتج، حسبما أشار عدد من أصحاب المزارع لـ”تشرين”، خاسراً بامتياز، لكون فاتورة تكاليف الإنتاج المسجلة عليهم جاءت مرتفعة.
فأول غيثها شراؤهم مادة المازوت من السوق السوداء بسعرٍ مرتفع وصل إلى 13 ألف ليرة للتر الواحد، وذلك لزوم مولدات الديزل لتشغيل آبارهم الزراعية، التي أخرجتها ساعات التقنين الطويلة للكهرباء من عملية الضخ لأكثر من أربع ساعات متواصلة.
يضاف إلى ما ذكر شراؤهم ” الفلّينة” الواحدة لزوم تعبئة المحصول بسعر 50 ألف ليرة، ناهيك بأن أجرة ساعة العامل الواحد لزوم قطاف المحصول 40 ألف ليرة، بينما الضربة المالية الأشد ألماً بالنسبة لهم، فهي تقاضي أصحاب السيارات الناقلة للخضار من مزارع الإنتاج في السويداء إلى سوق هال مدينة دمشق، لعدم قدرة سوق هال مدينة السويداء على استيعاب كامل الإنتاج ، مليوني ليرة، علاوة الكمسيون الذي يتقاضاه سماسرة سوق هال مدينة دمشق والذي يصل إلى ٧% من قيمة كل نقلة.
كما لم يغفل المزارعون فاتورة التكاليف أجور الرش وتسميد الأرض التي كانت لها أيضاً حساباتها المادية الكبيرة على المزارعين، كل ذلك مجتمعاً أخرج الفلاح من “المولد بلا حمص”، ليبقى الرابح الوحيد هم السماسرة والتجار، لكونهم يشترون الإنتاج من المزارعين بالسعر الذي يناسب جيوبهم، لتطرح فيما بعد بالسوق المحلية بأسعار مرتفعة، وخير مثال على ذلك مادة البندورة التي ما زال سقف مبيعها في هذه الأسواق يتراوح ما بين 6 و7 آلاف ليرة، وهي في ذروة موسمها، علماً أن مبيعها من الحقل للتاجر لا يتجاوز حدّه 2500 ليرة.
من جانبه، أشار مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لـ” تشرين” إلى أن إنتاج المحافظة من الخضار الصيفية يقدر بنحو 69600 طن.لافتاً إلى أنّ إجمالي المساحات المزروعة بالمحاصيل والخضار الصيفية للموسم الحالي، يبلغ 945 هكتاراً، منها 611 هكتاراً مزروعة بالبندورة، وبقية المساحات مزروعة بالخيار والفاصولياء الخضراء والكوسا والباذنجان وغيرها.
ونوه بأن تراجع الإنتاج هذا الموسم، مرده إلى موجة الحرّ التي أدت إلى تراجع كميات الإنتاج، لأن الارتفاع الحراري يحول دون إثمار الخضار بسبب سقوط نسبة كبيرة من الزهر عن النبتة وتلفه قبل انعقاد الثمار. مشيراً إلى أن الزراعات الحقلية سواء الصيفية والشتوية، أصبحت تشكل مصدر دخل للعديد من الأسر من جراء تأمينها فرص عمل لهم.