عِيد «البقبشة»!

«زغردي يا انشراح» و«فرفشي يا امتثال» لأننا بتنا مرشحين أشدّاء لدخول «غينيس» في طول البال الذي بلغ عشر سنين من القهر، أي ما يعادل آلاف اللحظات من نشفان الريق، ومئات ساعات الركض مثل القطط خلف ربطة خبز أو كيلوين من السُّكر أي ما يساوي حبلاً جينيّاً من المشاكل الخدمية العويصة التي صارت أطول من حبل الجينات البشرية الـDNA ومكوناته الوراثية، وكأن قدرنا أن تستمر توافه المشكلات في ديارنا إلى أبد الآبدين.
وإن كان البشر يتسابقون ويتنافسون عادةً نحو اكتشافات جديدة تفيدهم في تحسين حياتهم، ويُقدِمون على فتوحات جديدة في علوم «الإنسانيات» التي تُغير وجه العالم مثل الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس… لكننا -نحن السوريين- حيّرنا علماء الأنثروبولوجيا وأطبّاء الدماغ مع دارسي الطبائع البشرية وباحثي الأنساب، إذ إنهم دُهشوا كيف استطعنا تحويل المهن وأسماء العائلات التي كانت دارجة أيام زمان وغيّرناها إلى مِهنِ عصريّة تستعصي على دماغ خيميائيي العالم، وأبو علم الاقتصاد “المغرور آدم سميث وصديقه «المتخلّف» كارل ماركس -«بذات نفسو»- فأصبح عِندنا: آل الصهاريجي أنسباء بيت البيدوناتي، وبيت الإنفيرتراتي أبناء عمومة آل الأمبيراتي والليدّاتي، وعشرات غيرها من حِرف لا تقل أهمية عنها في عِلم «الشنططة »، بل واخترعنا عيداً جديداً- نكايةً بكل مجانين عِلم الكهرباء بدءاً من مخترع التيار الكهربائي «نيكلون تِيسلا» مروراً بـ«جيمس واط», وذاك الشهير أبو الخزعبلات والمصابيح المتوهّجة «توماس أديسون»- نحتفل به كلما اختفت الكهرباء «سِتّ الحسن» وسميناه: «عيد البقبشة» -في بعض الحالات يسمّونه «عيد البقبيشة»- أي نعم.. وصرنا بفضله نستطيع إيجاد القِطّة السوداء في الليلةِ الليلاء حتى وهي مغمضة عينيها!.
ثم بعد كل الكتب والدراسات التي صدرت عن أكاديميات مرموقة مثل: فن الرسم، وفن الشعر، وفن الروبوتات… أسّسنا هنا معهداً عالياً لـ«فنّ الصبر» خاصّاً بنا نحن «أبناء الشمس اللي ما بتغيب», وكتبنا على بابه: ليس لدينا فرعٌ آخر…سجّلْ قبلَ أن يَنفد.!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار