مين اللي معو حق؟

بعضُ من يركبون في السرافيس يشتمون الماشينَ في الطريق لأن أولئك «الغافلين» يقطعون الشارع كيفما كان ومِن كلِّ مكان, من دون الانتباه إلى السيارات المسرعة والباصات المَدحلة، بل من دون مراعاة لخطورة ذلك في التسبب بحوادث وكوارث لهم قبل السائقين.!
هؤلاء أنفسُهم، حين يكونون هم الماشين في الشارع، لا يتردّدون لحظة واحدة في إطلاق الشتائم بحقّ السائقين وأصحاب السيارات, وكل مَنْ أخذَ شهادة سواقة بـ«هديك الطريقة اللي ما بتنذكر»!.
وهؤلاء أيضاً حين يجلسون في السرفيس في المقاعد الخلفية، أي ليس إلى جوار «الشوفير»، بإمكانكم حينها أن تسمعوهم, وهمّ ينمّون بكامل قهرهم ويتهامسون بغضبٍ مخنوق ويبدعون في «فلفلة» الجمل اللاذعة ضد السائق لأنه «أرعن» لا يعرف القيادة، و«جشع» يريد «تشليحهم» رواتبهم، و«أحوَل» لأنه «ما بيركّب» غير الصبايا فيما كبار السن والعجائز يتجاهلهم «بكل قلة احترام»… لكنّ هؤلاء أيضاً هم أنفسهم حين يركبون لزق السائق يتواطؤون معه ضدّ الركاب في الخلف، ويهزّون رؤوسهم موافقين على كل كلمة يقولها، وكل شتيمة يرميها مع اللعاب المتطاير ضد الركاب لأنهم لا يدركون حجم إرهاقه من الساعات الطويلة التي قضاها يتقلّز في الحرّ و«يُتكتك» من البرد على دور الكازية، وينسون أن كل قطعة غيار، وكل تبديل لزيت المحرك، وكل «شحطة فرام»، وكل مرحبا من شرطي مرور تكلّف «هديك الحِسبة» فيما “الركاب البخلاء” يجادلونه من أجل “مئة ليرة” يطلبها زيادة.!
هناك أيضاً مَن يكونون موظفين؛ هؤلاء يعيشون يومياتهم مثل الإخوة الأعداء في صراع مستمر مع المديرين لأن الأخيرين هم جحيم حياةِ الموظفين و«سبب كلّ علّة متل البرد»، فيما هم أنفسهم وحين يستلمون «مناصب رفيعة» لا يكفّون عن اتّهام الإخوة المواطنين بالجهل التام، وانعدام الحسّ الوطني، وفقدان الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، وبأنهم لا يتوقفون عن الشكوى والنقّ والتذمّر والمطالبة بالمستحيل حتى من دون أن يستحوا على دمهم ويقوموا بما هو واجبهم!
فعلاً المسألة «عويصة»… إذ يُقال:لا تحكمْ على شخص قبلَ أن تمشي مِيلاً وأنتَ تلبسُ حِذاءَه!… أي ضَع نفسك مكان الآخر قبل أن تُطلقَ عليه رصاصاتِ حُكْمِكَ لأنك يوماً ما ستكونُ «دريئةً» تُصوَّبُ عليها سهامُ أقواسِه… يا عفو الله!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار