الانتخابات الرئاسية إظهارٌ لنصرِ سورية وتثبيتٌ لسيادتها وكرامة أبنائها

يقتربُ السوريون من اليوم المحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية 2021 وفي قلوبهم أملٌ بأن القادمات من الأيام ستُكلَّلُ بعملٍ على مستوى البلد كلّه، بعملٍ تتشابكُ فيه خيوطُ الصبر والعزّة بدمِ الشهداء الذين ارتقوا إلى سماوات الفخر وهم على يقين بأنّ ما ضحّوا بأرواحهم من أجله إنما هو سورية؛ كلُّ سورية بكامل أبنائها وجغرافيتها ومياهها وتاريخها ومستقبلها إلى أبد الآبدين.
«تشرين» سألت الباحث جمال عوّاد المعالج بالموسيقا في «منظمة آمال للأشخاص ذوي الإعاقة» فقال:
«حين طلبتَ رأيي كنتُ أتابع مجريات الانتخابات الرئاسية السوريّة وتفاصيلها في عواصم العالم، وكنت فخوراً جداً وسعيداً بتلك البلاد التي أتاحت إمكانية ذلك، باستثناء طبعاً الدول التي أبدت عِداءً تجاه سورية منذ الأيام الأولى للحرب على سورية وحتى هذه اللحظة. اللافتُ في الأمر هو الإقبال الجماهيري برغم كل الصعوبات والمسافات الطويلة التي يقطعونها للوصول إلى مراكز الانتخاب، ومن ثم بعضُهم يبصمون بالدم من أجل مرشحهم وفي هذا رسالة للعالم كلّه، خاصةً عندما يتزامن ذلك مع ما يحدث في فلسطين ومعارك الشرف التي تخوضها المقاومة المدعومة من سورية، وقد شاهد العالم أجمع أنه من الصعب النيل من قوة و كرامة وعزّة سورية بالرغم من مساعي كل دول العالم لمنع الانتخابات من الحدوث، إلا أن ما حصل ويحصل سيجعلهم جميعاً يعترفون بها وبنتائجها».
الباحث عوّاد من الأشخاص الذين آمنوا بالعمل واستمروا فيه بشكل أفضل حتى على الصعيد الشخصي إذ أصبح مفهومه للعمل نفسه وللوطن وللشراكة بالوطن مختلفاً بعد معاناة السنين الماضية.
يضيف عوّاد: «بل أصبح مفهومي لمعنى الاختلاف أكثر نضوجاً، وأعتقد أن وصولنا إلى هذه الانتخابات هو نصرٌ كبير للبلد، خصوصاً مع التغيرات الكبيرة في مواقف دول العالم تجاه سورية وتجاه فلسطين كقضية جوهرية ومركزية تخصنا جميعاً، وهذا ما يمكن أن نَعدّه إظهاراً للنصر في هذه الحرب الظالمة على سورية، سورية التي شبّهتُها مرةَ بأنها تبدو للآخرين «الطامعين- الجشعين» مثل فطيرةٍ شهيّة «مقرمشة» في طبقتها الخارجية لكنهم عندما حاولوا التهامها اكتشفوا اللبَّ الصلبَ والنواة الفولاذية المحشوة فيها».
أريدُ أن أضيف – يُكمل عوّاد حديثه – أنّ عشرَ سنين من الحرب على سورية وعلى مائها وأناسها وخيراتها وتراثها وآثارها وهويتها ومكوناتها الطبيعية كلّها… أنضجتْ القيادة بشكل جعلتها أكثر قوّة وحكمة وهذا ما يجعلني، بكل فخر، أقول لولا صمودها وقوّتها لما كنتُ اليوم أخوضُ هذه الانتخابات، ولما كان السوريون في المغتربات بقادرين على هذه الإمكانية أيضاً.
نسألُ المايسترو عدنان فتح الله قائد الفرقة الوطنية للموسيقا العربية فيقول: «الانتخاباتُ الرئاسية بالنسبة لي كمواطن عربي سوري واجبٌ وطني وحقٌّ نصَّ عليه الدستور السوري، فللدولة سيادتُها ومن حق كل مواطن فيها أنْ يدلي بصوته لمن يرى أنه كفؤ وقادرٌ على أن يأخذ بسورية إلى برّ الأمان».
المايسترو فتح الله يرى أن ممارسة هذا الحق بالنسبة له هو أيضاً احترامٌ لثوابتنا ومبادئنا التي تمسكنا بها طوال سني الحرب، تلك الثوابت والمبادئ التي من أجلها قدَّم شهداؤنا دماءهم رخيصة فداها… ولذلك احتراماً لهم سيمارس هذا الحق الانتخابي ويدلي بصوته».
نسأله ما الذي تعنيه الانتخابات له كموسيقيٍّ عايشَ أجواء الحرب على سورية منذ اللحظات الأولى وفقدَ بعض الزملاء والأصدقاء والموظفين الذين عملوا معه في المعهد العالي للفنون الموسيقية بدمشق، يقول بإصرار: «طوال سني الحرب البشعة التي شُنتْ على وطننا السوري ظلّ الموسيقي السوري مؤمناً بأن كل ما يقدمه في هذا المجال سواء في التدريس أو العزف أو التأليف والتوزيع وغيره ما هو إلا واجبٌ كبيرٌ لا يمكن التخلّي عنه، بل هو فعلُ مقاومةٍ لكل التيارات المشبوهة والسيئة والعنيفة التي حاولت اختراق ثقافتنا وعاداتنا وهويتنا، هو إثباتٌ أننا دعاة سلامٍ وحبٍّ لا دعاة قتل وتدمير…لذلك ومن أجل أن نستمر في عملنا وإرسال هذه الرسالة، ولنكون مقاومين ومدافعين عن ثقافة وموسيقا بلدنا، ولأننا نتطلع لمستقبلٍ أفضل لنا ولأبنائنا… فإني سأنتخب».

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار