في سينما الكندي.. فيلمان عن كارثة الزلزال وعمالة الأطفال في عرض واحد
تشرين- سامر الشغري:
الاحتفال بيوم الطفل العالمي كان مناسبة لأن تدلو فيها المؤسسة العامة للسينما بدلوها من خلال العرض الأول لفيلمها الروائي القصير الجديد (نجمة) وإعادة عرض فيلمها الآخر (أماني) في صالة سينما كندي دمشق بالتعاون مع النادي السينمائي في مؤسسة أحفاد عشتار.
الفيلمان اللذان كتبهما وأخرجهما الإعلامي الزميل محمد سمير طحان ينتميان فيما يمكن وصفه بـ “سينما الأطفال للأطفال”، فالبطولة المطلقة لممثلين صغار، بينما يدور في فلكهم الممثلون الكبار، ولكن الأطفال في الفيلمين مأزومون ومحرومون من أبسط حقوقهم في التعلم واللعب، وهم أيضاً مغرقون في الحلم والخيال بحثاً عن عالم أفضل.
وفي التفاصيل فإن فيلم (نجمة) وهو أول فيلم سوري يتناول زلزال شباط 2023 حيث يستعيد هذه الكارثة وكيف أثرت على حياة آلاف العائلات، فالطفلتان (شمس وقمر) ينتميان لأسرة يودي الزلزال ببيتها فتضطر للجوء إلى مسكن مؤقت، وفي وسط هذه المعاناة والآلام تستذكر الطفلتان لعبتهما نجمة، ويشرعان في البحث عنها بجوار البيت المهدوم، وتصل الأحداث إلى ذروتها الدرامية في حوار الطفلتين مع بعضهما وهما تتساءلان عن شكل الدمية بعد إخراجها من الركام، وهل ستتغير ويتبدل شكلها بعد العثور عليها؟.
وبموازاة فقد الطفلتين لدميتهما وحزنهما عليها يطلق مخرج الفيلم خطاً درامياً آخر موضوعه أيضاً الفقد، فالسيدة (ماري) فقدت ابنتها بسبب الزلزال، وبالتالي يصبح لدينا محوران في الفيلم عن أشخاص فقدوا أعزاء لديهم جراء الكارثة الطبيعية التي أثرت على الجميع، ولكنها لم تجعلهم يخلدون لليأس ويكفون عن التفكير والحلم.
في فيلم (أماني) يعرّج المخرج على ظاهرة عمالة الأطفال، فالصغير (كريم) يتيم الأب ويعيش عند زوج أمه، الذي يجبره على ترك الدراسة والعمل معه في جمع القمامة، وهناك يجد نفسه قد اكتشف جريمة ويحاول التصدي للفاعل، ولكنه يجد أنه كان مخطئاً، أو أن المخرج يحاول إيهامنا بذلك.
في الفيلم لقطة يمكن وصفها بالتاريخية في السينما السورية رغم طابعها التوثيقي، حيث وضع المخرج (كاميرا درون) فوق مكب القمامة شرق دمشق، بينما الأطفال من جامعي القمامة يهرعون لالتقاط ما تسقطه الآليات، في مشهدية صادمة تجسد مدى تفشي ظاهرة عمالة الأطفال في مجتمعنا.
عن هذه التجربة في تقديم أفلام أبطالها وموضوعاتها من الأطفال يقول مخرج العملين:” نجمة وأماني جزءان من مشروعي الثقافي الفني الذي أعمل عليه منذ بدء سنوات الحرب على سورية والذي التزمت به قضية التعبير عن الإنسان السوري ولاسيما شريحة الأطفال لأحكي عنها بوصفها الأكثر تضرراً من الحرب على بلدنا لكونها الأضعف، ولأنها أيضاً تمثل المستقبل”.
ويعتبر طحان أن الاهتمام بالأطفال ودعم قضاياهم واحتضان مواهبهم وتشجيعهم ليحققوا ما يصبون إليه، أفضل ما يمكن فعله لمواجهة منعكسات الحرب والزلزال، حيث أخذ على نفسه هذه الغاية في كل الأفلام التي قدمها مع مؤسسة السينما.
ويشير طحان إلى أن كلا الفيلمين كانا نتاج ورشة عمل متكاملة لفريق العمل قبل البدء بتصويرهما وخلال التصوير، للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة ضمن الإمكانات المحدودة المتوفرة.
بقي أن نشير إلى أن فيلم (نجمة) هو بطولة: مي مرهج، فراس الفقير، عبير بيطار، آيات الأطرش، والأطفال: يانا العائدي وشهد الشطة ونور الدين طحان.
أما فيلم (أماني) فهو من بطولة: القدير الراحل أسامة الروماني، جمال العلي، الطفل حمود أبو حسون، نجاح مختار، صباح السالم، عادل أبو حسون، مادونا حنا، مضر عساف والطفلتان روسيل إبراهيم وأليسار نعمان.