علامات غرافيكية فارقة في المعرض الاستعادي السادس

تُجمع آراء الفنانين على أن انطلاقة «الغرافيك» في سورية، تزامنت مع تأسيس كلية الفنون الجميلة عام 1960، إلا أن تجارب عددٍ من الرواد استطاعت أن تُصبح علامات فارقة في التجربة المحلية، عدّها البعض مرجعيات في حدّ ذاتها، لا بدّ من استحضارها لفهم مجموعة المسارات التي مر فيها «الغرافيك» فكراً وموضوعاً وتقنيات، إلى جانب التجديد الذي ما زال مرافقاً الحالة الأكاديمية.
هذه التجارب وجدت طريقها مؤخراً إلى المعرض الاستعادي السادس في صالة الشعب، والذي أقامته مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، ضمّ 32 لوحة، أقدمها الممهورة باسم الفلسطيني الراحل مصطفى الحلاج، صاحب مشوار تشكيلي غني، تتزاحم فيه الرموز المستمدة من الأساطير الكنعانية والفرعونية القديمة، تماماً كما في لوحته المُستعادة منذ عام 1970، بتقنية الحفر على خشب المازونيت، يرصد فيها جنازة ملكية الطابع باللونين الأبيض والأسود، في حين ترتكز تجربة الراحل نزير نصر الله في عدة مراحل منها على توظيف أشكال الحروف العربية على المساحات الفارغة، وهو ما تُمثله لوحته الموّثقة في عام 1978، ويمكن لنا أن نميّز عملين للراحل عبد الكريم فرج، يتمحوران حول بساطة الريف السوري والنقاء الذي يميز تفكير أبنائه، يستخدم فرج أكثر من تقنية، وهو مؤلف كتاب «تقانات فن الحفر والطباعة اليدوية» مع اهتمامه بإظهار حالة لونية صافية رغم التداخل الكبير بين الألوان.
ومن زمن الرواد كذلك استعادة لما قدمه الراحل نبيل رزوق، وفي معظم أعماله، كان الفنان يستوحي من الأمكنة، حتى إنه اختار البيئة الشعبية وأثرها في فن الغرافيك العربي المعاصر، موضوعاً للماجستير والدكتوراه، ثم مرّت تجربته بمراحل مختلفة، كان محورها الرئيس، البيئة الشعبية، وما فيها من مظاهر وعمارة وبيوت قديمة.
ضمّ المعرض أيضاً تجارب غرافيكية منتقاة لفنانين شباب، تجاورت جميعها في خط بياني، يمكن وصفه بالمتشعب، بموازاة اللوحات المعروضة، إذ إنّ لكل منها سماته وخصوصيته ومكانته لذا يصعب حصرها في توصيفات محددة.

تصوير- صالح علوان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار