في مسار غير متوقع.. أوربان يصل بـ «مهمة السلام» إلى بكين والرئيس جين بينغ يُثني: «لدينا تقارب» بشأن أوكرانيا

تشرين:
حطت «مهمة السلام» التي يقودها فيكتور أوربان رئيس وزراء هنغاريا (المجر) في الصين اليوم، في زيارة لم تكن متوقعة، حيث التقى مع الرئيس شي جين بينغ.
وخلال اللقاء دعا جين بينغ المجتمع الدولي إلى تهيئة الظروف من أجل استئناف الحوار المباشر بين روسيا وأوكرانيا ومواصلة المفاوضات من أجل تسوية الأزمة، مشدداً على أن «الوقف الفوري لإطلاق النار والأعمال العدائية في أوكرانيا، وكذلك البحث عن حل سياسي، يلبي مصالح جميع الأطراف».
وأكد جين بينغ أن الصين وهنغاريا «لديهما تقارب» بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية.
بدوره، أكد أوربان أن الصين دولة كبرى رئيسية وقادرة على خلق ظروف للسلام بين روسيا وأوكرانيا، ولذلك جئت للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين بعد شهرين فقط من زيارته الرسمية إلى بودابست.
ووصل أوربان إلى الصين قادماً من روسيا حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين. ولا تحظى «مهمة» أوربان برضا دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية التي أعربت عن انزعاجها منها.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إن الاتحاد الأوروبي لا يروق له أن يرى هنغاريا دولة ذات استقلالية لذلك نراه يزيد من ضغوطه على رئيس الوزراء فيكتور أوربان.
وتتولى هنغاريا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر بدءاً من أول تموز الجاري.
وكانت صحيفة «بينباي» الصينية نقلت عن مصادر دبلوماسية أن زيارة أوربان إلى الصين كانت غير متوقعة وبالغة الأهمية.
ويوم أمس الأحد، نصح وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو، الساسة الأوروبيين «بربط أحزمة الأمان» قبل«”مهمة السلام» التي يقوم بها أوربان، وقال في رسالة فيديو نُشرت على «فيسبوك»: اليوم هو يوم الأحد، ما يعني أن الأسبوع الأول من رئاسة المجر للاتحاد الأوروبي يقترب من نهايته ببطء، حيث أصبح من الواضح للجميع أنه خلال الأشهر الستة المقبلة ستكون هناك مهمة لحفظ السلام، ستقوم بها الحكومة المجرية.
وأشار سيارتو إلى أن أوربان واجه انتقادات من السياسيين المؤيدين للحرب في الاتحاد الأوروبي بسبب زيارته لموسكو. وقال: هذه الهجمات لا تردعنا أو تثبط عزيمتنا، فمهمة حفظ السلام مستمرة بل وتتكثف، لذلك أطلب من السياسيين العسكريين الأوروبيين ربط أحزمة الأمان والمراقبة عن كثب طيلة الأسبوع المقبل أيضاً.
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ، صرح بأن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، أبلغ الـ(ناتو) بزيارته إلى روسيا، ويتوقع مناقشة نتائج هذه الرحلة مع أوربان في قمة الناتو المقررة غداً الثلاثاء في واشنطن.
فيما اعتبر المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إريك مامر، في مؤتمر صحفي في بروكسل، أن زيارة أوربان، إلى روسيا «تقوض وحدة» الاتحاد الأوروبي، وقال: إنه يقوض الوحدة والالتزام اللذين نحتاج إلى إظهارهما.
وكانت صحيفة «أزفستيا» نشرت اليوم مقالاً تناولت فيه ما سمته الأسباب الحقيقية لزيارة أوربان إلى كييف وموسكو، وقالت: في الأول من تموز الجاري تولّت المجر (هنغاريا) رئاسة الاتحاد الأوروبي، وبدأت ولايتها بإعلان شعار «لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى». وفي إطاره، حدد أوربان هدفاً طموحاً للغاية وهو وضع نهاية للمواجهة المسلحة في أوكرانيا.
وما إن بدأت رئاسة المجر للاتحاد الأوروبي حتى زار أوربان كييف، حيث اقترح التفكير في وقف إطلاق النار.
وفي الخامس من تموز الجاري، أُثيرت ضجة كبيرة..«أصبح أوربان أول زعيم لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي منذ أكثر من عامين يأتي إلى روسيا في زيارة عمل».
وحول دوافع أوربان قالت ازفستيا: المجر ليست دولة كبيرة جداً ولا غنية جداً. والمجريون لا يريدون الذوبان في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ويدعو أوربان إلى الحفاظ على «الأنا» المجرية في عالم يحاولون فيه وضع الجميع في بوتقة واحدة.
ومن أسس هذه السياسة الدفاع عن حقوق المجريين الذين يعيشون في الخارج. وخاصة في أوكرانيا، حيث الوضع أصعب بالنسبة لهم اليوم. فهناك، قدرتهم محدودة على الدراسة بلغتهم الأم، ويجري نقلهم إلى الجبهة للموت، على بعد ألف كيلومتر من وطنهم. وهم لا يعرفون من أجل ماذا؟
وتضيف: اتضح أن أوربان، من خلال تصريحاته وأفعاله فيما يتعلق بروسيا وأوكرانيا، أنه يسعى في المقام الأول إلى تحقيق مصالح بلده. ولا حرج في ذلك، خاصة أنها لا تتعارض مع السياسة العالمية الكبرى على الإطلاق.. ومن الممكن تماماً التوصل إلى اتفاق مع مثل هذا السياسي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار