قمة شنغهاي الحالية والتحولات الدولية في عالم يمور؟
عقدت قمة (شنغهاي SCO) الرابعة والعشرون /24/ في العاصمة الكازاخية (أستنة) وليومي 3 و4/7/2024 في ظل تغيرات دولية كبيرة وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والجيوسياسية والعسكرية، وتتزايد المشاكل يوماً بعد يوم وكأن العالم يمورّ، ومصدر فعل يمور في اللغة العربية هو ( المور ) كما ورد في الآية الكريمة من سورة (الملك) بقوله تعالى :{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}، والمور أي الموج أما باللغة الإنكليزية تعني المزيد والمزيد ( More And More) فكيف ستكون تداعيات هذه الأمواج الدولية؟ وهل ستتزايد مستقبلاً في وضع حد للنظام العالمي السائد وولادة نظام عالمي جديد؟
تترافق قمة شنغهاي الحالية مع الانتخابات الإيرانية والأوروبية وفوز الأحزاب اليمينية في القارة الأوروبية العجوز ومع الانتخابات الأمريكية بين الديموقراطيين بشعارهم (الحمار)، والجمهوريين بشعارهم (الفيل) وإمكانية عودة (دونالد ترامب) إلى البيت الأبيض، وتداعيات الاعتداء على العرب وفلسطين والإبادة الجماعية في غزة، وزيادة التوترات في شرق المتوسط والبحر الأحمر..إلخ، وعالمنا العربي يراقب وينتظر علماً أن “إسرائيل” تتجاهل كل القرارات الدولية بحل الدولتين وشرعية الأمم المتحدة وتطبيق القرارات الأممية ومنها (242 و338 و497) وغيرها، وتزداد القيادة الصهيونية تعصباً وفاشية وتؤكد أنها قاعدة متقدمة لليبرالية المتوحشة وتسعى للسيطرة على المنطقة متجاهلة التحولات الإقليمية والدولية، ومنها أن أمريكا لم تعد قدراً تحدد مصير الشعوب، والدليل هو القمة الحالية لمنظمة (شنغهاي) بحضور أغلب رؤساء دولها العشر وهي: (الصين- روسيا- كازاخستان- قيرغيزيا- طاجيكستان- أوزبكستان- الهند – باكستان – إيران – بيلاروس العضو الجديد)، وهذه المجموعة لها بصمتها على الساحة العالمية، فهي تنتج أكثر من 30% من قيمة الناتج المحلي العالمي GDP، وحجم التبادل التجاري بين دولها أكثر من /6000/ مليار دولار، وتشكل أكثر من /18%/ من التجارة العالمية، وعدد سكانها أكثر من /4/ مليارات نسمة تشكل حوالي /51%/ من سكان العالم، وتشمل أكثر من /60%/ من مساحة أوراسيا، وفيها دول نووية ودائمة العضوية في الأمم المتحدة.. إلخ، وستزداد المنظمة قوة بعد انضمام الدول المراقبة وعددها دولتان (أفغانستان – منغوليا)، ودول تتمتع بصفة (شريك حوار)، وعددها /14/ دولة، وهي: السعودية – الكويت- الإمارات- البحرين – مصر- قطر – جزر المالديف – أرمينيا- أذربيجان- كمبوديا- ميانمار- نيبال – سريلانكا و تركيا، وتركيا عضو في حلف الناتو NATO ، وعقدت القمة بحضور الدول الأعضاء والمراقبين والشركاء واعتمدت شعاراً لها “تعزيز الحوار متعدد الأطراف – السعي لتحقيق السلام والتنمية المستدامين”، وناقشت /24/ وثيقة وحددت سنة /2025/ سنة التنمية المستدامة، وفي حال انضمام هذه الدول ستصبح المنظمة من أكبر المنظمات العالمية وأقواها، وركز البيان الختامي للمنظمة على قضايا هامة للعالم وخاصة لمنطقتنا ومنها: وقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين والإبادة في غزة، وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية- التعاون لمواجهة العقوبات والحصار الاقتصاديين المفروضين من طرف واحد وبما يخالف ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية وتحقيق التنمية المستدامة والأمن العالمي، ومواجهة القطبية الحادية وإقامة نظام دولي عادل متعدد الأقطاب وتعزيز التعاون الدولي ومنع القيود التجارية- تعزيز الابتكار التكنولوجي والمحافظة على استقرار وحسن سير سلاسل الصناعة والتوريد- مواجهة الحركات الانفصالية والمافيات الدولية والتدخلات الخارجية والإرهاب العالمي والتهديدات السيبرانية والجرائم- زيادة الاهتمام بالمناخ ومشاكل البيئة والتصحر والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة والحد من الانبعاثات الكربونية- معالجة الأزمة الغذائية العالمية والطاقة المترافقة مع زيادة مستوى الفقر وعدد الجياع- تحرير الفضاء من الأسلحة النووية والبيولوجية والسميّة- الإصلاح الشامل للأمم المتحدة ومجلس الأمن وزيادة تمثيل الدول النامية فيها- انضمام الدول إلى مبادرة المنظمة حول الوحدة العالمية من أجل السلام العادل والوئام والتنمية- منع مخاطر استخدام وتطبيق الذكاء الاصطناعي من أجل التحسين المستمر لسلامة وموثوقية وعدالة هذه التقنيات..إلخ.
فهل تكون هذه القمة نقلة نوعية لولادة نظام عالمي جديد؟ وتقدم حلولاً لتجاوز الأزمات العالمية وسيطرة حالة عدم اليقين؟ ووضع حد لقرع طبول الحروب العسكرية، وأقلها الحروب التجارية وتخفيف التوترات العالمية وتحقيق الاستقرار وتطبيق ميثاق الأمم المتحدة؟
وهل تتوسع منظمة شنغهاي لتصبح مثل بريكس بلاس و أوبك بلاس؟، وهل يعلو صوت العرب في المنظمة الدولية ونسرع الخطا في سورية للانضمام إليها وخاصة بعد أن أصبحت /6/ دول عربية شريكة في الحوار؟.