الأفكار المتطفلة تعطل حياتنا اليومية وتشعرنا بالقلق والإرهاق
تشرين:
الأفكار المتطفلة هي أفكار مزعجة تخطر على بالنا دون سابق إنذار، وغالباً ما تكون متكررة، ويمكن أن تعطل حياتنا اليومية، وتجعلنا نشعر بالقلق والإرهاق.. والأشخاص الذين يعانون من أعراض القلق أو الاكتئاب هم أكثر عرضة للأفكار المتطفلة، لكنها يمكن أن تحدث لأي شخص.
ورغم أن الأفكار المتطفلة غير ضارة في حد ذاتها، إلا أنه يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على نوعية حياتنا، وفي بعض الأحيان تؤثر في الطريقة التي نتصرف بها.. قد تظهر لنا هذا الأفكار السلبية على شكل صور أو أصوات أو عبارات.
ما أنواع الأفكار المتطفلة؟
أحد أكثر أنواع التفكير التدخلي شيوعاً يتعلق بالمخاوف المتعلقة بالسلامة أو المخاطر. وغالباً ما تأتي هذه الأنواع من الأفكار على شكل صور قد يتخيل فيها الشخص مواقف غير واقعية تسيطر على تفكيره لتصبح أشبه للواقع، والأشكال الأكثر اعتدالاً من الأفكار المتطفلة تأتي بشكل صوت ناقد للذات يحطّم الثقة بالنفس.
ما محفزات الأفكار المتطفلة؟
غالبَاً ما يسبب اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أفكاراً متطفلة تتعلق بتجربة سابقة مثل الطلاق، الاغتصاب، الموت أو حادث مؤلم يؤدّي إلى زيادة التوقعات السلبية.. وقد تأتي ذكريات الماضي على شكل أصوات أو صور تسبّب أعراضاً جسدية كارتفاع معدل ضربات القلب، التعرّق، ضيق في التنفس، وعقلية مثل التوتر والخوف والقلق.
ويؤكد المختصون أن الأفكار المتطفلة طبيعية تماماً وتعد آلة دفاعية ذاتية للحفاظ على سلامتنا من خلال مساعدتنا على توقع المشكلات والمخاطر ومنعها، لكنها تصبح خطرة عندما تتكرر بشكل مستمر لتسيطر على عقولنا وتعوق حياتنا اليومية. وفي هذه الحالة يمكن أن يكون للأفكار المتطفلة تأثير ضار على صحتنا العقلية، كما يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري.
ويضيف المختصون: السبب الأكثر شيوعاً للأفكار المتطفلة هو التوتر، الذي يمكن أن يتفاقم بحيث يؤدي إلى أفكار متطفلة عن طريق اضطرابات في الروتين العادي وقلة النوم والتغييرات الهرمونية، لافتين إلى أن العديد من الأشخاص يعانون من أفكار متطفلة عندما تحدث أشياء تجعلهم يشعرون بالضعف أو تغيير كبير في حياتهم.
وللإجابة عن السؤال المهم وهو هل الأفكار المتطفلة ضارة؟
يقول المختصون: تميل الأفكار المتطفلة إلى عكس مخاوفنا الكبرى أو معظم السيناريوهات غير المرغوب فيها، لذا يمكن التعامل معها كإشارة إلى شيء مهم بالنسبة لنا، وأضافوا: من الضروري تحديد محفزات الأفكار المتطفلة والمواقف المحددة التي تثير القلق، مثل القيام بوضع لائحة لهذه المحفزات وإنشاء تسلسل هرمي للمخاوف، وترتيب المحفزات من الأقل إلى الأكثر إثارة للقلق.. فهذا سيساعد هذا على تنظيم تمارين التعرض تدريجياً، بدءاً من المحفزات الأقل شدة.
وأثناء التعرض إلى الأفكار التطفلية، من الضروري محاولة استبعادها، وقد يكون هذا أمراً صعباً، لكنه ضروري.. وتساعد تقنيات اليقظة الذهنية على الاسترخاء والحد من القلق.
إضافة إلى ذلك، فإنه من المفيد التواصل مع الأهل والأصدقاء والتحدث معهم عن مخاوفك.. وستساعدك هذه الخطوة السهلة في التحكم بأفكارك بطريقة آمنة. ويمكن أن يوفر لك التحدث والتعبير الصريح الدعم اللازم وتغيير حالتك المزاجية وإدارة الأفكار المتطفلة ومنع استجاباتك المعتادة.. وقد يوفر لك طلب المساعدة الدعم والتوجيه اللذين تحتاجهما.