د . فؤاد شربجي :
في الرابع من كانون الثاني الماضي أصدرت وزارة الخزانة في إدارة جو بايدن، تقريراً يؤكد أن تركيا تشكل ( قاعدة خلفية لجمع الأموال لتنظيم “داعش” الإرهابي) .. أي أن تركيا أردوغان, حسب التقرير الأميركي الحكومي، (تمول إرهاب داعش) وطالما أن إدارة بايدن, تقرر بهذه الحقيقة، فلماذا لا تصنف تركيا على قائمة الدول الممولة والراعية للإرهاب، وتتعامل معها بناء على نشاطها الإرهابي المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والمعادي والمهدد للمصالح الأميركية في كل العالم ؟
كما أن مؤسسة ( الدفاع عن الديمقراطيات) في واشنطن أوردت في تقرير لها أن تركيا ومنذ العام 2014 تشكل ( ولاية أساسية يستثمرها تنظيم داعش لتمرير الإرهابيين والأسلحة والأموال إلى سورية)، ومعروفة المكالمة المسربة لأردوغان مع رئيس مخابراته حقان فيدال، التي كشفت إصرار أردوغان على تسليح وتمويل الإرهاب والقيام حتى بالهجمات الكيماوية. وطالما أن بايدن ينوي عقد مؤتمر للديمقراطيات في العالم، فهل سيأخذ ما جاء في تقرير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات عن أردوغان بالاعتبار؟!. ومتى ستضيف الإدارة الأميركية أردوغان ونظامه, كمسؤول ومنظم ومدير للإرهاب الأسود في المنطقة والعالم ؟
أثناء حملته الانتخابية رفع بايدن الصوت معتبراً أن أردوغان حاكم مستبد وديكتاتور. وأن نظامه استبدادي وديكتاتوري. ويجب العمل على إسقاطه بكل الطرق. وتعهد بايدن بمساعدة معارضي أردوغان لإزاحته وإسقاطه .. ومنذ أيام وأثناء خطابه في وزارة الخارجية عاد بايدن وشدد على مبدأ إدارته في محاربة الاستبداد .. فهل سينفذ بايدن ما يتوجب على رؤيته هذه من مواقف وأفعال ضد استبداد أردوغان وتسلطه ؟
إذا كانت تركيا جعلت من (الذئب الرمادي) رمزاً لها فإن أردوغان لم يكتفِ بالرمادي، فجعله أكثر اسوداداً . وحول بلاده إلى رعاية الإرهاب وتمويله وإدارته, مهدداً العالم بهذيانات السلطان العثماني. معتبراً نفسه ( رجب الغازي أردوغان ) والمستبد العثماني الجديد. فهل يمكن للعالم احتمال مثل هذا الجنون الإرهابي ؟ وهل يستقيم لإدارة بايدن بعد كل ذلك أن تعود لتجد أبواباً للتعاون معه، أم أن اسوداد الذئب عملية أميركية، وسعار العثمانية الهستيري, سلاح إرهابي تعتمده الدولة الأميركية العميقة, لإخضاع المنطقة وتفتيتها, تاركة لبايدن مهمة الخطابات المنمقة؟. الأيام ستكشف الحقيقة.