إرهاب «البيجر» ومرحلة مقبلة خارج السيطرة.. بين المُعلن غير الموثوق والمخفي الأعظم ‏تضيع الحقائق والوقائع.. والترقب في أعلى مستوياته

تشرين-هبا علي أحمد:‏
تتدحرج كرة الخطر سريعاً في المنطقة وتكبر مع كل ساعة على مدار اليوم، مرتبطة بشكل ‏خاص- إضافة إلى العدوان على غزة – بالتفجيرات الإرهابية الإسرائيلية التي شهدها لبنان ‏على مدار يومين متتاليين، ما ينقل المواجهة مع العدو إلى مراحل أكبر وأكثر خطورة، ولا‏سيما أنّ الاحتلال عمد بتفجيراته إلى نقلها- أي المواجهة – إلى الداخل اللبناني مع ما ينطوي ‏ذلك على مخاطر وتداعيات كبيرة، وإن كان البعض يترقب حرباً موسعة/شاملة في أعقاب ‏العدوان السيبراني الإسرائيلي، والسؤال المطروح اليوم هو: إذا لم تكن هذه الحرب على شكلها ‏القائم فكيف تكون الحرب؟.. وهنا قد يُصدق أن الكيان غير قادر على الحرب بشكلها التقليدي، ‏لكن على ما يبدو أن الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة يريدانها حرباً موسعة ومختلفة، ‏ساحتها التكنولوجيا ووسائلها وأدواتها المرفقة، يخرجان منها بأقل ما يمكن من الخسائر ‏ويُخففان قدر الإمكان من حجم المآزق التي أنتجتها حرب غزة على كليهما.‏
إذاً، وبصرف النظر عن التفاصيل والحيثيات المرتبطة بالحدث، بات واضحاً أنّ كيان ‏الاحتلال يريد الحرب ويفرضها بطريقة غير تقليدية، وهذا يعني بشكل أو بآخر الدخول في ‏مرحلة استنزاف من نوع آخر، صحيح أن الحدث كان مؤلماً وصادماً وفاجعاً على جميع ‏المستويات اللبنانية، الشعبية والسياسية والحزبية، لكن ذلك لا يعني بأي حال الركون إلى حال ‏الصدمة والتسليم بالاختراق الذي حدث، في حين يعني ذلك ترقب طور جديد من المواجهة ‏تتجاوز قواعد الاشتباك التقليدية والمعمول بها وترقب إرساء قواعد جديدة من الاشتباك، ومهما ‏بلغ حجم الاستفزاز للمقاومة اللبنانية والذي يعمد إليه الكيان فلا يمكن بأي حال جر المقاومة ‏إلى عمل غير محسوب النتائج ولو بحدودها الدنيا. ‏

ترقب طور جديد من المواجهة تتجاوز قواعد الاشتباك التقليدية والمعمول بها ‏

اللافت أنّ التفجيرات حصلت بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق ‏الأوسط عاموس هوكشتين، وزيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى القاهرة مع ‏ترقب لزيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى المنطقة الأسبوع المقبل، أي بما مجمله ‏تحركات أمريكية داعمة ومساندة للكيان، لتأجيج الوضع وليس لتبريده.‏

‏- واجهة إسرائيلية
رغم عدم الإعلان الإسرائيلي عن الوقوف المباشر خلف تفجيرات «البيجر» الإرهابية إلّا أنّ ‏كل الدلائل تشير إلى التورط الإسرائيلي حتى وسائل إعلام العدو حللت وتداولت الحدث ‏و«احتفت» به، مع تكشف دلائل جديدة على اليد الإسرائيلية، إذ أشارت تقارير أمريكية، أن ‏شركة «بي إيه سي» المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة «البيجر» في لبنان، ليست ‏سوى جزء من واجهة إسرائيلية.‏
ونقلت التقارير عن مصادر استخباراتية وصفها أحد المطلعين، أن الشركة المجرية وشركتين ‏وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضاً لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين ‏ينتجون أجهزة النداء، وهم ضباط المخابرات الإسرائيلية، وقالت: يبدو أن شركة « بي إيه ‏سي» هي شركة مجرية لديها عقد لتصنيع الأجهزة نيابة عن شركة «غولدن أبوللو» ‏التايوانية، وفي الواقع، كان ذلك جزءاً من غطاء إسرائيلي، مشيرة إلى أن المصنع الحقيقي ‏لهذه الأجهزة هو الاستخبارات الإسرائيلية.‏
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إنّ شركة «بي إيه سي» تعاملت مع عملاء ‏عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة البيجر غير متفجرة، وزعمت أن العميل الأهم كان ‏حزب الله، وأوضحت أن أجهزة البيجر التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصاً كانت تحتوي ‏على بطاريات مخلوطة بمادة «بينت» المتفجرة.‏
وأشارت الصحيفة إلى أنه، بدأ شحن أجهزة البيجر إلى لبنان في صيف عام 2022 بكميات ‏صغيرة، لكن الإنتاج زاد بسرعة بعد أن حظر الحزب استخدام الهواتف المحمولة التي يمكن ‏تتبعها بسهولة وقرر الاعتماد على الأجهزة منخفضة التقنية مثل البيجر.‏
وفي وقت سابق، كشفت شبكة «سي إن إن» الأمريكيّة إنّ تفجير الآلاف من أجهزة ‏الاتصالات «البيجر» التابعة لحزب الله في لبنان، تقف وراءه جهتان في «إسرائيل» وهو ‏نتيجة عملية مشتركة بين جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» والجيش، ولم تكشف ‏الشبكة تفاصيل أخرى عن مسألة ارتباط «إسرائيل» بالتفجيرات.‏

‏- اليابان بعد تايوان
وبعد أن تركزت الاتهامات باتجاه تايوان في تفجيرات البيجر باعتبار أن الشركة المصنعة ‏تايوانية ‏الجنسية، فإن انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي وجه الاتهام إلى اليابان باعتبار أن ‏الشركة المصنعة لأجهزة الاتصال اللاسلكي يابانية، صرحت الشركة اليابانية «آيكوم» أن ‏إنتاجها انتهى قبل 10 سنوات، ما يشير إلى أنه من الممكن أن تكون أجهزة الاتصال اللاسلكي ‏مزيفة.‏

مهما بلغ حجم الاستفزاز للمقاومة اللبنانية والذي يعمد إليه الكيان فلا يمكن بأي حال جرها ‏إلى عمل غير محسوب النتائج ولو بحدودها الدنيا

وقالت الشركة في بيان:«طراز ‏IC-V82‏» هو جهاز راديو محمول أنتجته شركتنا وتم شحنه ‏إلى الخارج، بما في ذلك إلى الشرق الأوسط، من عام 2004 إلى عام 2014. ومنذ حوالي 10 ‏سنوات، اكتملت مبيعاته، ومنذ ذلك الحين لم تقم شركتنا بشحنه كما تم بالفعل الانتهاء من ‏إنتاج البطاريات لضمان تشغيل الجهاز، ولم يتم لصق الصور المجسمة، المصممة للحماية من ‏التزييف، على الأجهزة، لذا لا يمكننا التحقق مما إذا كانت هذه المنتجات من تصنيع شركتنا أم ‏لا، موضحة أنّ البطاريات اللازمة لتشغيل الجهاز تم إيقاف إنتاجها أيضاً. وأن منتجاتها ‏المصدرة إلى الخارج تخضع لعملية تنظيمية صارمة وضعتها الحكومة اليابانية.‏
وتحقق الشركة في انفجار الأجهزة، متعهدة بنشر المعلومات المحدثة فور توافرها، على ‏موقعها الإلكتروني.‏
وقال راي نوفاك، مدير المبيعات في قسم اللاسلكي للهواة في «آيكوم أميركا»: يمكنني أن ‏أؤكد لكم أنها لم تكن منتجاتنا.‏
وفي الإحصاءات الجديدة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع عدد ضحايا العدوان ‏الإسرائيلي بتفجير أجهزة اتصالات لاسلكية إلى32 شهيداً.‏

‏- مستوى جديد من الإرهاب ‏
صحيح أن ما حدث خطر وعلى عدة مستويات وينقل الإرهاب إلى مستوى جديد، كما أشار ‏رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، على الانفجارات الإلكترونية في لبنان، وصحيح أن ‏ما حدث يشبه الإبادة الجماعية التي يمارسها كيان الاحتلال في غزة وينقلها إلى لبنان، لكن ‏القادم لا يقل خطورة من حيث الاتجاه إلى المعركة بلا سقوف ولا ضوابط ومن قبل جميع ‏الأطراف.‏
وبانتظار رد حزب الله على العدوان الإسرائيلي، والذي سيكون مغايراً وربما لن تكون الكلمة ‏للصواريخ، فإنّ معركة الإسناد لغزة تبقى قائمة ومنفصلة، أعلنت المقاومة لبنانية عن ‏استهدافها ‏نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي، في موقع المرج، بالأسلحة المناسبة، ‏وإصابتها بشكل ‏مباشر موقعةً فيها عدداً من القتلى والجرحى.‏

شركة «بي إيه سي» المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة «البيجر» في لبنان ليست ‏سوى جزء من واجهة إسرائيلية

وفي بيان صادر عن الإعلام الحربي في حزب الله، أشارت المقاومة إلى أنّ هذا الاستهداف ‏يأتي في إطار دعمها للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادها لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌‏‌والشريفة. ‏
وتحدثت وسائل إعلام عن سقوط إصابات في صفوف جيش الاحتلال باستهداف آلية إسرائيلية، ‏في مستوطنة «تل حاي»الواقعة ما بين «كريات شمونة» و«مسكاف عام» بصاروخ مضاد ‏للدروع أصاب الآلية بشكل مباشر.‏
كما أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، استهداف مركبة في الجليل الأعلى بصاروخ مضاد للدروع، ‏معترفة بمقتل جندي وإصابة 5 آخرين، في موازاة حادثة أخرى في مستوطنة «هار دوف» ‏وتداولت مقطع فيديو لسقوط صاروخ في منطقة مرغليون في إصبع الجليل المحتل صباح ‏اليوم.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
أكثر من 42 ألف مهجر دخلوا عبر معبر جديدة يابوس مع لبنان محافظة اللاذقية تشكل لجنة مؤقتة لإغاثة العائلات الوافدة من لبنان.. وتجهز 4 مراكز إقامة أكثر من ١٨٠ مهجراً لبنانياً بضيافة أبناء مدينتي حماة ومصياف في منازلهم جلسة حوارية حول  تغطية زلزال شباط وقانون الإعلام السوري مؤتمر رابطة الأطباء النفسيين يبدأ أعماله اليوم المقداد يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية السعودي هنأه فيه بتوليه منصبه الجديد الخارجية: عدوان الاحتلال على المنطقة يعكس استمرارية العقلية الإجرامية لديه واستهتاره بالقانون الدولي الوزير صباغ يبحث في نيويورك مع عدد من نظرائه التعاون الثنائي والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي  الـ22 لطب الأسنان الحديد: ركيزة مهمة لعرض مايستجد من أبحاث متخصصة في علاج الأسنان والترميم والجراحي وزيرة العمل: ضرورة جهوزية مديريات الشؤون في المحافظات المعنية لاستقبال الوافدين من لبنان