أوبرا حلاق أشبيليا قصة حب في قالبٍ كوميدي

تشرين- إدريس مراد:

أوبرا حلاق أشبيليا هي إحدى أوبرات المؤلف الموسيقي الإيطالي جواكينو روسيني، ألفها عام 1816، عن نص للمؤلف سيزار ستيربيني “بومارشيه”، وتم عرضها لأول مرة في العام ذاته.

تدور الأحداث خلال القرن الثامن عشر في إسبانيا

الحكاية

تدور الأحداث خلال القرن الثامن عشر في إسبانيا، حيث تعيش فتاة جميلة اسمها روزينا ورثت عن والديها قدراً كبيراً من المال، تسكن في بيت الطبيب بارتولو وتحت وصايته، وكان يحاول الزواج منها للحصول على ما تملك، ولكن يقع في حبها الكونت المافيفا وهو ارستقراطي إسباني، ويفعل المستحيل للوصول إليها، وبدوره يتنكر بهيئة طالب فقير تحت اسم ليندورو، ويغني لها لكنه لا يستطيع مقابلتها بسبب سيطرة بارتولو الصارمة، يطلب الكونت ألمافيفا من فيغارو، وهو حلاق في إشبيلية، المساعدة لنجاح حبه، فيدخل فيغارو بصفته حلاقاً منزل بارتولو، ويقترح على ألمافيفا أن يتنكر في هيئة جندي مخمور يقيم في منزل بارتولو، لم تنجح الخطة ولم يلتق بحبيبته بسبب شكوك صاحب المنزل.

حصل المافيفا على حبه وحصل بارتولو على غايته

محاولة جديدة

في المحاولة التالية ينجح المافيفا للوصول إلى روزينا حينما يتقمص شخصية تلميذ مدرّس الموسيقا باسيليو.. باسيليو القريب من بارتولو، ويدّعي بانشغال أستاذه وإرساله ليحل مكانه اليوم وخلال الدرس يتمكّن المافيفا من الحديث مع روزينا ويعبر عن حبه الشديد لها.. ويعدها بخلاصها من بارتولو والزواج منها، وفي هذه الأثناء يستطيع الحلاق فيغارو سرقة مفتاح نافذة الشرفة بينما يحلق لبارتولو.

تناولت العديد من الأوبرات موضوع الحب، ولكن ضمن إطار الحزن والموت

بعد مغادرة ألمافيفا وفيغارو، أخبر بارتولو روزينا أن ليندورو يحاول بيعها للكونت ألمافيفا، تغضب روزينا وتقول إنها ستتزوج بارتولو أو أي رجل آخر. يسر بارتولو ويستدعي كاتب العدل، في نفس الليلة، تسلل ألمافيفا وفيغارو إلى منزل بارتولو عبر نافذة الشرفة، في البداية، ترفض روزينا “ليندورو”، ولكن عندما يشرح لها ألمافيفا أن ليندورو وألمافيفا هما الشخص نفسه، تتضح حيرتها، في تلك اللحظة، يصل كاتب العدل، فيتزوج ألمافيفا روزينا في الغرفة، يدخل بارتولو، ولكن يكون الوقت قد فات، فيطلب ألمافيفا من بارتولو أن يأخذ ميراث روزينا الكبير على أن يتركها وشأنها، وبذلك حصل المافيفا على حبه وحصل بارتولو على غايته وابتعد عن طريقهما تماماً.

زواج فيغارو هو الجزء الثاني من حلاق أشبيليا

عن الحب

تناولت العديد من الأوبرات موضوع الحب، ولكن ضمن إطار الحزن والموت، أي دراما مأساوية ولكن في أوبرا (حلاق إشبيلية)، تجري حواراتها بأسلوب كوميدي فريد، كوميديا صالحة لكل زمان ومكان لاسيما في الحوارات التي تجري بين بارتولو والمافيفا وطريقة تنكره في شخصيات مختلفة.

أوبرا “حلاق إشبيلية” مليئة بالألحان الرائعة التي أصبحت مألوفة بشكل كبير

ربما يسأل أحدنا عن علاقة شخصية فيغارو في حلاق أشبيليا بشخصية فيغارو في أوبرا زواج فيغارو، وفي هذا الإطار ذكر الكثير بأن زواج فيغارو هو الجزء الثاني من حلاق أشبيليا، الجزء الأول نفذ بموسيقا روسيني والثاني بموسيقا موتزارت.

تطور الافتتاحية

موسيقياً أوبرا “حلاق إشبيلية” مليئة بالألحان الرائعة التي أصبحت مألوفة بشكل كبير، بما في ذلك الافتتاحية السريعة والمرحة.. فمن أهم التجديدات التي استخدمها موسيقيو العصر الرومانسي، ابتكارهم نوعاً جديداً من الافتتاحية، بعيدة عن موضوع الأوبرا، أي تعزف وحدها، حيث لم تكن الافتتاحية قطعة موسيقية منفصلة عن الأوبرا في العصور التي سبقت الرومانسية، صحيح أننا قد اعتدنا سماع افتتاحيات موتزارت مثلاً تعزف منفصلة عن أوبراته في الحفلات السيمفونية ولكن الأرجح أن موتزارت نفسه لم يكن يتصورها إلا على أنها وسيلة فعالة تمهد لرفع الستار عن المسرح الذي يعرض أوبراته، وفي أواخر القرن الثامن عشر بدأ “كيروبيني” يضفي على افتتاحية الأوبرا طابعاً سيمفونياً، ثم أصبحت هذه القاعدة الثابتة بعد أن تطورت الافتتاحية على يد بيتهوفن لاسيما تلك الافتتاحيات الأربع التي وضعها لأوبراته “فيدليو وكوريولان وبروميثيوس وايغمونت”، وبعد بيتهوفن جاء روسيني ليكتب الافتتاحية بطابع مزدوج، وفي أوبرا (حلاق إشبيلية)، نفد الوقت لدى روسيني قبل العرض الأول المقرر للأوبرا، لذلك استعار الافتتاحية من أوبراه سيريا أوريليانو في بالميرا، التي عرضت قبل عامين من العرض الأول لحلاق إشبيلية، وكما يشير البعض بأن نفس القطعة يمكن أن تخدم في تقديم أوبرا جادة، وأوبرا هزلية، وأوبرا مأساوية تاريخية، حيث تجسد قدرة أسلوب روسيني الموسيقي على التكيف مع مجموعة متنوعة من المواقف الدرامية.

تبقى هذه الأوبرا لجواكينو روسيني واحدة من أكثر الأوبرا الكوميدية التي يتم عرضها بشكل دائم إلى اليوم

كما تضم أوبرا (حلاق أشبيليا) أجمل الآريات منها آريا الشهيرة “افسحوا الطريق للخادم الذي يفعل كل شيء”، التي يغنيها الشخصية. الرئيسية، “فيغارو”.

وتبقى هذه الأوبرا لجواكينو روسيني واحدة من أكثر الأوبرا الكوميدية التي يتم عرضها بشكل دائم إلى اليوم.

الأدوار الصوتية والممثلون:

فيغارو، حلاق وخادم “باريتون”

الكونت ألمافيفا، شاب نبيل “تينور”

روزينا “ميزو سوبرانو”

الدكتور بارتولو”باص”

دون باسيليو “باص”

فيوريلو، خادم ألمافيفا “باريتون”

بيرتا، مدبرة منزل بارتولو “سوبرانو”

أمبروسيو، خادم بارتولو “باس”

كاتب العدل، شرطي، موسيقيون، خدم، جنود.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
أكثر من 42 ألف مهجر دخلوا عبر معبر جديدة يابوس مع لبنان محافظة اللاذقية تشكل لجنة مؤقتة لإغاثة العائلات الوافدة من لبنان.. وتجهز 4 مراكز إقامة أكثر من ١٨٠ مهجراً لبنانياً بضيافة أبناء مدينتي حماة ومصياف في منازلهم جلسة حوارية حول  تغطية زلزال شباط وقانون الإعلام السوري مؤتمر رابطة الأطباء النفسيين يبدأ أعماله اليوم المقداد يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية السعودي هنأه فيه بتوليه منصبه الجديد الخارجية: عدوان الاحتلال على المنطقة يعكس استمرارية العقلية الإجرامية لديه واستهتاره بالقانون الدولي الوزير صباغ يبحث في نيويورك مع عدد من نظرائه التعاون الثنائي والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي  الـ22 لطب الأسنان الحديد: ركيزة مهمة لعرض مايستجد من أبحاث متخصصة في علاج الأسنان والترميم والجراحي وزيرة العمل: ضرورة جهوزية مديريات الشؤون في المحافظات المعنية لاستقبال الوافدين من لبنان