محافظة دمشق تواصل حملة إزالة البسطات..أصحابها يسألون عن البديل..وآخرون يبحثون عن مصداقية “هيبة المؤسسة الرسمية”
دمشق- بشرى سمير:
يبدو أن محافظة دمشق لا تزال مستمرة في حملتها لإزالة البسطات والتعديات على الأرصفة في عدة مناطق وأحياء مختلفة بذريعة إزالة المخالفات وإشغالاتالمخالفات وإشغالات الأماكن العامة، والتي بدأتها بداية الشهر الماضي وقبيل عيد الأضحى بيومين لتزيد معاناة الباعة البسطاء.
ورغم أن المطالب في مجلس المحافظة كانت دائماً لا تخلو من الدعوة لإزالة البسطات وإيجاد ساحات مخصصة لأصحاب البسطات للبيع، إلّا أنّ المثل الشعبي يقول “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”.
ولعلّ أكثر الأسواق الشعبية استهدافاً خلال هذه الحملة هو سوق “نهر عيشة” المخصص لبيع الخضار والفواكه والذي لم يمضِ وقت طويل على تأهيله من قبل المحافظة، ورغم حملة الإزالة إلّا أنَّ عدداً من الباعة عادوا وافترشوا الأرض من أجل تأمين قوت يومهم، لتعود شرطة المحافظة وتعمد إلى إزالة البسطات وإثارة الرعب بين الباعة الذين همّوا بحمل بضاعتهم بسرعة كبيرة وبشكل عشوائي قبل مصادرتها.
وخلال جولتنا في هذا السوق وقبل قدوم حملة المكافحة، أكد لنا أحد الباعة أنه خلال فترة عيد الأضحى كان بأمس الحاجة لليرة واحدة هو وأسرته، لأنه لم يتمكن من العمل بسبب حملة الإزالة، مستغرباً أن تقوم المحافظة بإزالة بسطات “نهر عيشة” رغم أنها بعيدة عن الشارع العام ولا تسبب الأذى لأحد ولا تعرقل الطريق أو تؤثر على جمالية المدينة لكونها تقع ضمن منطقة شعبية بعيدة عن وسط المدينة.
مديرة دوائر الخدمات: تفعيل الساحات التفاعلية الشهر الحالي
فيما لفتت المواطنة علا ربة منزل إلى أنّ السوق يخدم أهالي المنطقة الذين يجدون صعوبة في الذهاب إلى أماكن أخرى بسبب المواصلات، وأنّ أسعاره مناسبة لمختلف الشرائح الاجتماعية، مشيرة إلى أنّ إزالة السوق أو البسطات ألحقت الضرر بالباعة والمواطنين على حدٍّ سواء.
من جانبه البائع محمد، أشار إلى أنَّ المحافظة أعلنت عن تخصيص ساحات تفاعلية لأصحاب البسطاتالبسطات، ومن ضمنها نهر عيشة في الوقت الذي ترفض فيه طلبات الباعة المتقدمين للحصول على مساحات في الساحات التفاعلية التي استحدثتها المحافظة كبديل عن البسطات العشوائية.
مديرة دوائر الخدمات في محافظة دمشق ريمه جورية، بيّنت أن الحملة استهدفت الإشغالات في منطقة البرامكة وبالقرب من سور جامعة دمشق، إلى جانب ملاحقة البسطات في مناطق أخرى، مثل المزة- شيخ سعد، ونهر عيشة.
وأشارت جورية إلى الاستمرار بحملة مكافحة البسطات دونما توقف، مؤكدة أن الهدف من الحملات ليس مصادرة أي بسطة على الإطلاق، وإنما منع وجود هذه البسطات ضمن مراكز المدينة، لكونها تعوق الحركة المرورية في المناطق التي تشهد ازدحامات يومية.
ولفتت إلى أنه تمّ إعطاء مهلة لأصحاب الأكشاك حتى نهاية الشهر الجاري.
وذكرت جورية أنّ هذه الحملة تهدف إلى الحفاظ على جمالية مدينة دمشق من التشوهات التي تسببها البسطات، وتمهد لتفعيل الساحات التفاعلية.
وأوضحت أنه خلال يومين ستُزال جميع الأكشاك من مدينة دمشق، وسيتم خلال الشهر الجاري تفعيل الساحات التفاعلية التي أُعلن عنها سابقاً.
يبقى أن نتساءل: إن كانت المحافظة قد ضربت موعداً واضحاً للحسم ، فلماذا تكررت عمليات إزالة البسطات من دون أن يكون لديها بديل جاهز..؟
إزالة ثم عودة، ثم إزالة وعودة بما أنّ البدائل لم تكن جاهزة، ألا تعدّ مثل هذه الإجراءات العشوائية وغير المدروسة، إساءة لهيبة المؤسسة الرسمية التي هي هنا المحافظة ذاتها..يتساءل متابعون عن قرب ؟؟؟