البسطات.. فرص عمل موسمية والمواطن يلاحق الأرخص
دمشق – دينا عبد:
مازالت البسطات تفترش الأرصفة، والمواطنون يجتمعون حولها لاقتناء الأرخص، بضاعة هذه البسطات في الغالب موسمية تجمع ما تتطلبه الأوقات والفصول .
تجمع كل شيء
اعتبرت فاطمة (موظفة) أن البسطات تجمع كل شيء وبعضها موسمي في الغالب، ففي الشتاء تعرض هذه البسطات الجوارب والقفازات والقبعات الصوفية وكل ما نحتاج وبنصف السعر الذي يباع في المحلات الفارهة وبالجودة نفسها، وتضيف: يلتقي الناس عند هذه البسطات لسبب وحيد وهو البيع بسعر زهيد يناسب عامة الناس.
أسعارها أرحم
غسان (عامل تنظيفات) أشار خلال حديثه لـ(تشرين) إلى أن الأسعار الموجودة على البسطات من المستحيل أن يحلم بشرائها من المحلات، فسعر القطعة على البسطة تكون ٥٠٠٠ ليرة، أما في المحلات تتجاوز ثلاثة أضعاف، ويبين: كل ما أحتاجه أشتريه من البسطة فمنذ يومين اشتريت جهاز تحكم ووصلة كهربائية بـ١٥ ألف فقط، بينما إذا اشتريتها من المحل ستكون كل قطعة تتجاوز ٢٥ ألف ليرة، وعبر غسان عن ارتياحه لوجود بسطات مازالت تبيع بأسعار مخفضة، معتبراً أن هذه الأسعار رحمة للمواطن في ظل الظروف الاقتصادية.
راتب شاب في مقتبل العمر يعمل على بسطة، ويببع عليها الجوارب ووصلات الشواحن والقرطاسية، ويشرح: هذا مورد رزقي الوحيد بعد أن فقدت الأمل في الحصول على وظيفة براتب ثابت، وعن مصدر البضاعة الموجودة على البسطات قال: نشتريها بالتصافي من محلات لم تتمكن من بيعها إما بالقطعة أو بالكيلو مع هامش ربح قليل جداً.
خبير تنمية بشرية: علينا أن نفكر بهؤلاء الشباب الذين لم يحظوا بفرصة عمل
ملاحقون
خبير التنمية البشرية أحمد أسمر أوضح أنه، و بالرغم من أن المحافظة تكافح هذه الظاهرة، إلا أن السؤال الذي يبقى حاضراً، ما ذنب هذا الفتى حتى يضيع رزقه، علينا أن نفكر أن هؤلاء الشباب الذين اختاروا العمل على البسطات لم يحظوا بفرصة عمل، أو ربما ليس لديهم رأس مال لفتح مشاريع خاصة بهم.
وكان عضو المكتب التنفيذي لقطاع الأملاك في محافظة دمشق مجد الحلاق قد كشف في تصريح إعلامي سابق عن صدور قرار من المكتب التنفيذي بتخصيص معظم المتقدمين بطلبات للحصول على الإشغال ضمن الساحات التفاعلية، وذلك بعد دراسة جميع الطلبات ومدى تحقيقها الشروط المطلوبة، علماً أن الطلبات التي حظيت بموافقة المكتب التنفيذي تعود للمواطنين العاديين المدنيين في حين هناك طلبات مقدمة لذوي الشهداء ومصابي الحرب تدرس عبر لجنة مشتركة.
وقال الحلاق بعد صدور قرار المكتب التنفيذي بتخصيص المقبولين بالمراكز التفاعلية ضمن الساحات، تم تحويل الموضوع إلى مديرية الأملاك ليصار إلى مراجعتها ومنه لدفع الرسوم المترتبة عليهم والبدء بتخصيصهم، ذاكراً أن عدد الطلبات المقدمة إلى المحافظة وصل إلى 670 طلباً تمت دراستها وصدر قرار بتخصيص المستوفين الشروط.
وأضاف الحلاق إن نصف البسطات في الساحات تخصص لذوي الشهداء ومصابي الحرب.