تعددت الآراء واختفت الحقيقة… أكثر من مئة مزارع للكمون لم يحصدوا شيئاً وخسائرهم بالملايين
حماة – محمد فرحة:
رغم أن الحقيقة لا تضيع، بل تبقى راسخة واضحة، غير أن حقيقة ما جرى ولحق بمزارعي الكمون في مجال “زراعة حماة”، وتحديداً في قرى “اللطامنة ولطمين وكفر زيتا وخطاب” وغيرهم، يؤكد أن حقيقة وملابسات ما لحق بالمحصول بمثابة كارثة لزارعيه، كيف لا وسعر الكيلو يتعدى الـ ١٢٠ ألف ليرة، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه إنتاج الدونم لديهم الخمسين كيلو غراماً فقط.
برأي رئيس بلدية اللطامنة فادي القدور، إن المتهم الأكبر هو المتغيرات المناخية والرطوبة الزائدة، الأمر الذي حفز الأمراض الفطرية التي أصابت المحصول.
“تشرين” تسأل: لكن هناك من يتهم البذار الذي تم تسليمه وتوزيعه من إحدى المنظمات الدولية، فيجيب بأنه قد يكون أحد الأسباب، لكن تصوري بنسبة ضعيفة، بل يوضح أن جلهم استبدل البذار الموزع مجاناً ببذار آخر ولم تختلف النتيجة. في كل الأحوال ما لحق بالمزارعين بمثابة كارثة لهم حقيقة.
مصدر في المنظمة التي وزعت البذار كشف لـ”تشرين” أن المزارعين بدلوا البذار الموزع من قبل المنظمة ببذار آخر، وهذا هو السبب.
وزاد المصدر بأن البذار في أماكن أخرى لم يتعرض لما تعرض له في اللطامنة ولطمين وغيرهما.
من جانبه، بيّن مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير أن هناك عدة أسباب، من بينها قد يكون البذار غير معقم ، زد على ذلك عدم اتباع دورة زراعية، أي قد تكون الأرض مزروعة العام الماضي بالكمون أيضاً، وهذا يترك أثراً سيئاً لجهة نمو الإنتاج شكلاً ومضموناً.
وتابع المهندس باكير : منذ البداية كان من المفترض تحليل البذار وليس بعد زراعته بخمسة أشهر أو أكثر، فمن المعروف أن الظروف الجوية وارتفاع نسبة الرطوبة يتركان أثراً سلبياً على زراعة الكمون، كنمو الفطريات.
وختم مدير زراعة حماة بأن التجارب التي يتعرض لها المزارعون كثيرة، لكنها تجارب مربكة ومكلفة جداً، فالمزارعون ينتظرون مواسمهم سنوياً لجني الأرباح، وإذ بهم يتلقون الخسائر الشديدة.
بالمختصر المفيد: ضاعت الأسباب وبقيت نتائجها المؤسفة، وهي خسائر بالملايين على مزارعي المحصول، غير أن السؤال الأكثر إلحاحاً مؤداه: لماذا لم يتضرر المحصول إلا في هذه القرى دون سواها، في حين لم يتضرر مزارعو منطقة سهل الغاب؟ أسئلة كثيرة تدور حول كل ذلك!