إخفاق أم توريط
لعبة كرة الطائرة المحلية حالياً ليست اسماً على مسمى، فهي ليست طائرة ولا محلقة بالإنجازات، بل هي واقعة الآن في حيرة من أمرها بسبب إخفاقها الأخير في تحقيق أي إنجاز بعد احتلال منتخبنا الوطني لكرة الطائرة المركز الثامن والأخير في بطولة غرب آسيا لكرة الطائرة لمواليد ٢٠٠٥ ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تعدّ مشاركتنا بهذه البطولة الخارجية في الشارقة بالإمارات لازمة وضرورية وتسهم في زيادة الفرص التدريبية والتأهيلية لمنتخبنا من باب الاحتكاك و تعزيز الخبرات للاعبينا؟ وهي من صلب عملية التطور و الانفتاح على الساحة الرياضية الخارجية فقط؟.
ولا تعني لنا النتائج مهما كانت متواضعة شيئاً مهماً، ويكفينا شرف المشاركة والتواجد في هذه البطولة، وهل كانت جاهزية منتخبنا الوطني لكرة الطائرة كافية للدخول في هذه المنافسات مع الفرق السبعة المشاركة من دون خوف أو قلق؟ … و هل مرحلة التحضير والتدريب التي سبقت هذه البطولة والتي كانت أيامها تعد على الأصابع هي كافية ومستوفية شروط الإعداد العلمي والمنهجي حتى نراهن على النتائج الإيجابية؟ .
نحن نخشى أن تكون قربتنا مثقوبة والنفخ فيها لا يجدي ولا يعطي نتيجة ونسينا أو تناسينا أنّ المقدمات الصحيحة في الإعداد والتأهيل تكون نتائجها مضمونة النجاح والإنجاز، و إذا ما أسقطنا هذه المعادلة على بعض الألعاب الرياضية لدينا، وخاصة لعبة كرة الطائرة نجد أننا لا نزال نتهجأ أبجدية إعداد المنتخبات وتأهيلها ونجهل طرق و أساليب الوصول بها إلى ساحات المنافسة، مع العلم أن الإجراءات المطلوبة واضحة والتدابير ليست بمستحيلة و لكنها تحتاج إلى جدية وإصرار كبيرين من الجميع، إننا في موقع واحد إطاره التعاون و بذل الجهود الصادقة لتطوير هذه الرياضة واتساع قاعدتها الجماهيرية.
نتمنى أن يكون الدرس المستفاد من هذه المشاركة لمنتخبنا الوطني بالكرة الطائرة حاضراً بالبال وناقوساً يذكرنا دائماً أن هناك إجراءات و تدابير رياضية وتنظيمية وفنية أساسية لابدّ من اعتمادها وترجمتها إلى أرض الواقع عملاً وجهداً ابتداء من تأمين المناخ المناسب للتدريب واستمراريته، وإقامة البطولات الدورية والنشاطات الرياضية التي تخدم تطور وتقدم هذه اللعبة، كالمعسكرات ودوري الشباب والابتعاد عن تراشق الاتهامات بالتقصير تنصلاً من المسؤولية.