مصر تكشف عن أول مرصد فلكي عمره 2500 سنة وساعة شمسية حجرية
تشرين:
خلال الأعوام القليلة الماضية كشفت مصر عن اكتشافات أثرية عدة في مختلف أنحاء البلاد، لكن أحدث هذه الاكتشافات الهامة هو الكشف عن “أول مرصد فلكي” عمره 2500 سنة، وساعة شمسية حجرية كانت من أبرز أدوات قياس الوقت في العصور القديمة.
إذ أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة الماضية، الكشف عن أول مبنى لمرصد فلكي يرجع تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، بمحافظة كفر الشيخ في دلتا النيل شمال مصر.
وأفاد بيان الوزارة بأن البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، والعاملة بمعبد بوتو بمحافظة كفر الشيخ، نجحت في الكشف عن أول وأكبر مبنى لمرصد فلكي من القرن السادس قبل الميلاد.
وأوضح البيان، أن هذا المرصد بُني من الطوب اللبن واستخدم لرصد وتسجيل الأرصاد الفلكية وحركة الشمس والنجوم بالمعبد في مدينة بوتو، التي كانت تعد عاصمة الوجه البحري في مصر قبل قيام الملك المصري القديم مينا بتوحيد قطري البلاد الشمالي والجنوبي، ويطلق عليها “تل الفراعين” وتقع قرب مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ وسبق أن شهدت الإعلان عن العديد من الاكتشافات الأثرية.
وبحسب البيان، وصف رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أيمن عشماوي مبنى المرصد الفلكي المبنى المكتشف في الركن الجنوبي لمنطقة المعابد بتل الفراعين، بأنه أكبر مرصد فلكي يتم اكتشافه من القرن السادس قبل الميلاد، إذ بلغت مساحته 850 متراً تقريباً.
وأشار عشماوي، إلى أن تصميمه المعماري تكون من مدخل ناحية الشرق حيث شروق الشمس، وصالة أعمدة وسطى مفتوحة على شكل الحرف الإنكليزي (L) و يتقدمها جدار ضخم ومرتفع من الطوب اللبن.
كما عثرت البعثة خلال أعمال الحفائر داخل المرصد على ساعة شمسية حجرية منحدرة”، والتي تُعتبر من أبرز أدوات قياس الوقت في العصور القديمة، وكتل حجرية لأخذ القياسات الخاصة بميول الشمس.
وعثرت البعثة أيضاً على عدد من التماثيل من بينها تمثال للكاهن “بسماتيك سمن” ويحمل تمثال المعبود أوزير من الغرانيت الرمادي يرجع إلى عصر الملك المصري “واح إيب رع” من الأسرة السادسة والعشرين في مصر القديمة.
كما عثر على تمثال لأوزير والنمس من البرونز، وتمثال تراكوتا للمعبود “بس”، وقلادة “المنيت” من “الفاينس”، وبعض بقايا لوحات حجرية عليها نقوش موائد قرابين، وبعض الأغطية لأمفورات من الملاط عليها بقايا أختام تعود إلى العصر الصاوي، بالإضافة إلى تمثال للمعبود “بتاح” من “الفاينس الأزرق” وبعض الرموز الدينية واللقى الأثرية من الفخار مختلفة الشكل والحجم.
وإلى جانب الاكتشافات الأثرية المعلنة، تأمل السلطات المصرية في افتتاح “المتحف المصري الكبير” رسمياً قرب أهرامات الجيزة خلال العام الجاري.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، كشفت مصر عن اكتشافات أثرية عدة في مختلف أنحاء البلاد، وخصوصاً في منطقة سقارة غرب القاهرة، وكان من أبرزها الكشف عن أكثر من 150 تابوتاً أثرياً في العام 2022 تعود إلى أكثر من 2500 عام.