دراسة تفسر ظاهرة انكماش أجسادنا عند الشيخوخة

تشرين

يتساءل الكثير من الناس عن سبب تآكل الجسم عند التقدم في العُمر، حيث يُعاني الكثير من الكهول من قصر القامة أو تراجع في الوزن، أو نحول في العضلات، وتتكرر هذه الظاهرة كثيراً، كما أنها تزداد وضوحاً كلما تقدم الشخص في العُمر، وهي الظاهرة التي لطالما أشعلت الكثير من الأسئلة في أذهان الناس وتسببت بكثير من التكهنات.
وحاول تقرير نشره موقع “لايف ساينس” الإجابة عن هذه الأسئلة وتفسير هذه الظاهرة، وذكر التقرير أن الأمر عبارة عن مزيج من أكل” عظامنا لأنفسها، وترقق غضاريفنا وتقلص عضلاتنا، لكن المعدلات التي تحدث بها هذه العمليات تختلف حسب الجينات والتغذية البدنية ومستويات النشاط عبر عمر الشخص”.
ويؤكد التقرير، أن الناس يصبحون أقصر دائماً مع تقدمهم في السن، حيث وجدت دراسة أجراها المعهد الوطني للشيخوخة والتي تابعت 2084 رجلاً وامرأة لمدة 35 عاماً أنهم بدؤوا في فقدان الطول في سن الثلاثين تقريباً وأن الانكماش تسارع بمرور الوقت.
ووجدت الدراسة التي شملت أشخاصاً تتراوح أعمارهم بين 17 و94 عاماً، أن الرجال فقدوا في المتوسط 1.2 بوصة (3 سنتيمترات)، وفقدت النساء 2 بوصة (5 سم)، بين سن 30 و70 عاماً. وبحلول سن الثمانين، فقد الرجال 2 بوصة (5 سم)، وفقدت النساء 3 بوصات (8 سم). ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن عظامنا تبدأ في الانهيار مع تقدمنا في السن.
وتبدأ العظام في التكون في حوالي الأسبوع الثامن من الحمل، وتستمر في النمو حتى يصل الناس إلى منتصف العشرينيات من العمر، ويتوقف نمو العظام عند حوالي سن 25 إلى 30 عاماً، وفي حوالي سن 40 إلى 50 عاماً، تبدأ في فقدان كتلة العظام تدريجياً، حيث تبدأ عظامنا في تكسير العظام القديمة بشكل أسرع مما يمكن للجسم أن يصنع عظاماً جديدة.
من جانبها، قالت ماريان هانان عالمة الأوبئة في كلية الطب بجامعة هارفارد والتي تبحث في الشيخوخة: نحن جميعاً نتقدم في السن بشكل مختلف بيولوجياً، مضيفة: إن العظام مثل مصفوفة متصلة ببعضها بعضاً، حيث تتكون مصفوفة العظام بشكل أساسي من بروتين الكولاجين ومعادن هيدروكسيباتيت، وعندما يفقد الناس كتلة العظام تضعف هذه الهياكل التي تشبه الجسر، ويمكن أن تتسبب الأحمال الصغيرة المضافة إليها في حدوث كسور مجهرية، ما يؤدي إلى انهيار جسور العظام الصغيرة والضئيلة، كما تتسبب هشاشة العظام بدورها في كسور عظمية أكبر، وهي شائعة في العمود الفقري والوركين والذراعين، ويمكن أن يؤدي هذا أيضاً إلى فقدان الطول.
ويمكن أن يحدث فقدان الطول أيضاً بسبب انحناء العمود الفقري أو انحنائه للأمام بشكل حاد، والمعروف أيضاً باسم فرط الحداب، إلى تقريب دائم للظهر العلوي ما يؤدي إلى إزالة بضع بوصات من الطول.
وأوضحت هانان أن الأقراص الغضروفية تتلف بين الفقرات أو تصبح رقيقة بسبب الإصابات أو الجفاف بمرور الوقت وهذا سبب آخر لفقدان الطول.
وقد تلعب عضلاتنا أيضاً دوراً مهماً في الانكماش المرتبط بالعمر، حيث يمكن أن تتلاشى العضلات لدى كبار السن، وهي حالة تُعرف باسم فقدان العضلات، ويرتبط فقدان العضلات بضعف بنية العظام وزيادة احتمالية فقدان العظام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار