مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية يتصدى لأخطر حشرة فتاكة بموسم الحمضيات

تشرين- يوسف علي:
يقوم فريق من الباحثين في مركز البحوث العلمية الزراعية في اللاذقية بدراسة حشرة غازية لأشجار الحمضيات  بهدف التصدي لها، وذلك بالتعاون مع كل المديريات والجهات الإدارية والعلمية ذات العلاقة.

وأوضحت مديرة المركز الدكتورة ريم علي في حديث لـ”تشرين” أن هذه الحشرة  تعد من الحشرات الغازية غير المحلية، يتم دخولها أو إدخالها بصورة مقصودة أو غير مقصودة إلى بيئة جديدة غالباً من خلال الأنشطة البشرية عبر حركة التجارة الدولية أو مع المسافرين عبر الحدود، وغالباً ما يكون لتلك الأنواع تأثير سلبي على عناصر البيئة الجديدة، من خلال المنافسة المباشرة مع الأنواع المحلية على الغذاء والموائل والتغذية على الأنواع النباتية ذات الأهمية الاقتصادية في ظل غياب أعدائها الطبيعية، وبالتالي تؤدي إلى ضرر كبير على الأنواع النباتية.

وأشارت إلى أن الضرر الاقتصادي الناتج عن هذه الأنواع  يتناسب مع أهمية المحصول الذي تتغذى عليه، وعلى أعداد تلك الآفة، موضحة أن البيئة الزراعية  تحوي الكثير من العوامل الحيوية الغازية، أشهرها سوسة النخيل الحمراء التي توجد على أشجار النخيل، وحشرة “التوتا ابسلوتا” التي توجد على البندورة في الزراعات المحمية والمفتوحة، وحشرة “الكوشينيل” القشرية القرمزية على الصبار ودودة الحشد الخريفية على الذرة الصفراء بشكل أساسي و”بسيلا الحمضيات الآسيوية”، بالإضافة للكثير من الآفات على نباتات تزيينية أو ذات أهمية اقتصادية ثانوية، مدللة بـ”سيلا الكينا ” و”بق الكينا ” البرونزي و”البق المطرز على الياسمين”.

وبيّنت علي أن الضرر الناتج  عن الحشرة لا يتوقف على التغذية المباشرة على النبات، وإنما في دورها بنقل إحدى البكتيريا الفتاكة. فمن المعروف أن حشرة بسيلا الحمضيات الاستوائية تنقل البكتيريا المسببة لمرض الاخضرار على الحمضيات Huanglongbing (HLB) المرض الأكثر فتكاً في بساتين الحمضيات.
وتابعت: لا يعني وجود الحشرة كحالة ممرضة، إذ إن التأكد من وجود أو عدم وجود المسبب الممرض يحتاج إلى الكثير من الاختبارات الحيوية، إلا أن استخدام التقانات الحيوية يمكن من الحصول على نتيجة دقيقة خلال فترة قصيرة نسبياً، إلا أنها ذات تكلفة عالية في ظل ارتفاع أسعار المواد المستخدمة على الرغم من توفر البنية التحتية اللازمة في مخابر البحوث الزراعية.

وأكدت علي  أن الحشرة دخلت إلى البلاد بشكل غير معروف، وخاصة أن سورية لا تستورد بشكل رسمي غراس الحمضيات، وإنما تقوم بتأمين حاجتها من الغراس عبر المشاتل الحكومية، إلا أن الإدخال غير الرسمي وغير الشرعي هو الطريق الأكثر قبولاً، فيجب  العمل على وضع فرضيات عدة للدخول واختبار تلك الفرضيات في ضوء المعطيات الحالية حول الحشرة.

عن دور البحوث الزراعية، وخاصة مركز بحوث اللاذقية في مجال التصدي للآفة الغازية، أشارت علي إلى أنه يتمثل بإبلاغ  المركز بشكوك حول وجود بؤرة إصابة يشتبه أن تكون لـ”بسيلا الحمضيات” في منطقة ميعار شاكر بمحافظة طرطوس، فقد انضمت جهود الباحثين المختصين في المركز مع المختصين في مديريات الوقاية في محافظتي اللاذقية وطرطوس للكشف الحسي على تلك البؤرة، وجُمعت عينات نباتية مصابة من بساتين عدة في منطقة بؤرة الإصابة للدراسات التعريفية اللاحقة، كما عقدت اجتماعات يومية متلاحقة في كل من مديريتي الزراعة في اللاذقية وطرطوس بحضور فنيين من مختلف القطاعات ذات الصلة (وقاية نبات مركزية، بحوث زراعية اللاذقية وطرطوس، وقاية النبات، وخبراء من جامعتي دمشق وتشرين) للاطلاع على الواقع الحالي للإصابة، وتكليف خبراء مركز البحوث الزراعية في اللاذقية وجامعة تشرين بالتعريف الدقيق للآفة كمرحلة أولى، وتقييم واقع الاتتشار من خلال الجولات الحقلية ووضع برامج إدارة أولية للآفة.

وأكدت علي أن فريقاً من الباحثين يقوم حالياً، بالتعاون مع دائرة الوقاية في مديرية الزراعة باللاذقية، باختبار فعالية الكثير من مواد المكافحة طبيعية المنشأ ليتم اعتمادها في برامج المكافحة المستقبلية في ضوء نتائج الفعالية، وأضافت: هناك ثلاث نقاط أساسية يمكن للبحوث القيام بها  كاستكمال تجارب المبيدات الخاصة بإدارة الآفة، العمل على دراسة بيولوجية الحشرة وجداول الحياة لاستخدامها لاحقاً في برامج الإدارة المتكاملة للآفة، المراقبة المستمرة للحشرة في البساتين بشكل دوري وعزل الأعداء الطبيعية المرافقة لها وتعريفها لاختبار فعاليتها لاحقاً في السيطرة على مجتمع الآفة.

وبيّنت علي أن حشرة بسيلا الحمضيات الآسيوية  التي دخلت لن تكون الأخيرة في ظل تغيرات مناخية طارئة، جعلت الظروف المناخية المحلية مناسبة للكثير من الآفات، مشددة على ضرورة اتباع وسائل المكافحة المتكاملة، وتخفيف السماد الآزوتي وتقديم العمليات الزراعية المناسبة من ري وتقليم وغيرها، وإزالة النموات الحديثة المصابة ووضعها في أكياس مغلقة بإحكام، وإبلاغ مديرية

الزراعة بهدف إطلاق العدو الحيوي /أسد المن/، وعدم  رش المبيدات الحشرية، وإنما استبدالها بالزيوت  الصيفية والصابون البوتاسي والكاولينات، وحالياً يتم تقييم عدة مبيدات لاختيار المبيد الأكثر فاعلية من قبل عدة باحثين ومهندسين من مركز البحوث العلمية الزراعية ومديرية الزراعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار