حاضنة دمر التراثية تشغل فرن الزجاج اليدوي.. شكو: الحرفيون يعانون صعوبة استيراد المواد الأولية وعدم فاعلية القانون الناظم لعملهم
تشرين- لانا الهادي:
ضمن ما تسعى إليه حاضنة دمر التراثية للحفاظ على ما تبقى من شيوخ كار الحرف التراثية من خلال دعمها وتشجيعها على الاستمرار بعملهم لضمان نقل موروث سورية التراثي إلى الأجيال القادمة، استكملت الحاضنة التجهيزات الأخيرة لتشغيل فرن الزجاج اليدوي..
وفي تصريح لـ”تشرين” بيّن مدير حاضنة دمر التراثية لؤي شكو آلية عمل هذا الفرن، حيث قال: يعمل عن طريق التحريض الكهرومغناطيسي بما يوفر 70% من المحروقات اللازمة لتشغيل الفرن العادي كما يوفر الوقت اللازم للصهر والاستواء والنقاوة في المنتج.
وأوضح شكو أنّ نجاح هذا الفرن سببه الحاجة الماسة لإعادة إحياء حرفة الزجاج في ظل ارتفاع أسعار الوقود والأحجار النارية وندرة اليد الماهرة في هذه الحرفة.
وأشار شكو إلى أنه من حوالي شهر وبسبب التجارب التي تمت لتناسب آلة التحريض مع سعة الفرن فإن الصعوبة تكمن في عدم التوصل للطريقة المثلى والتي لن تستغرق للأفران القادمة أكثر من أربعة أيام، لافتاً إلى أنه لم يقم ببناء الفرن حرفيون باختصاص الزجاج فقط بل حرفيون من تشكيل المعادن والإلكترونيات واختصاصيون في دارات التغذية.
وذكر شكو أنه لم يتم احتساب التكلفة النهائية الإجمالية للفرن حتى الآن ولكنها تتناسب مع سعة الفرن المطلوب.
أما عن صعوبات التي تعوق عملهم فأوضح شكو أنه كصناعة الأدوات الموسيقية نلاحظ أنه ممنوع استيراد أوتار العود ولا توجد آلة موسيقية من دون أوتار، وهذا ما يجعل الحرفي يلجأ إلى السوق السوداء لشرائها.
وهنا تساءل شكو: كيف نشجع على المشاريع الصغيرة ومستلزمات إنتاجها ممنوع استيرادها؟
وأضاف شكو” المصادفة أن تبلغ جمركته 30% من سعره لأنه موضوع على تصنيف المرجان والعاج والمجوهرات وهذا لا يشجع الإنتاج لأن الصدف يستورد ثم يعالج ثم يثبت على الأخشاب وليس من الكماليات كالعاج والمجوهرات.
وبعد عرض أهم مشكلة تعوق عملهم والتي تتجلى في عملية الاستيراد قدم شكو حلولاً قائلاً إنه يجب وضع خطط عمل لكل حرفة من الحرف التراثية المهددة بالزوال لإعادة إحيائها وتصحيح الأخطاء التي ساعدت على ذلك
وطالب شكو بضرورة تعديل المرسوم التشريعي الناظم لعمل الحرفيين والذي صدر في عام ١٩٦٩ منذ أكثر من خمسين عاماً، وعاد متسائلاً: هل هذا يسهم في توسع المشاريع الحرفية الصغيرة ؟
وتابع شكو: إنّ مدة إجازة الاستيراد للصناعي سنة أما للحرفي فستة أشهر، فهل يجوز أن يعامل الحرفي معاملة التاجر؟
كما أن خيوط الحرير ممنوع استيرادها فكيف سيعمل نول البروكار ؟
وشدد شكو على أنه يجب السماح باستيراد مستلزمات إنتاج الحرف التراثية للمنشآت القائمة بالإضافة إلى ضرورة تعديل تصنيف الحرف الصادر عام ١٩٥٥ من وزارة الصناعة .
وأما عن التشاركية مع الجهات المعنية فقال شكو: إنّ الجميع معني بالحفاظ على التراث ومنها الإنتاج للصناعة والترويج والتسويق للسياحة والاقتصاد وغيرهم، بالإضافة إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من مكتب المنظمات الشعبية في القيادة المركزية وخطط عمل يجري تفعيلها كإقامة دورات تدريبية للتعريف على هذه الحرف و يجري الاستبيان والإحصاء عن أعداد المنشآت الحرفية القائمة لتكون المعالجة وفق الحرف المهددة خاصة أن ما يميز هذه الحرف أنها من المنتجات ذات الشغف العالمي أي أنها تدخل مردوداً هاماً من القطع الأجنبي من خلال التصدير مؤكداً ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية بالحفاظ على التراث وتطوير مناهج التدريب الحرفي.
وبالنسبة لخدمات الحاضنة تابع شكو أنه تمت إقامة دورات التدريب والتعليم للجنة الوطنية السورية لليونسكو، ومؤسسات المجتمع الأهلي، وتشجيع خبراء الحرف للعودة إلى منشآتهم للإنتاج والتعليم لضمان نقل الموروث التراثي للأجيال القادمة من خلال منحهم الميزات خاصة أن هناك ندرة في اليد الخبيرة في الحرف التراثية وهي في تناقص متصاعد.
وشدد على ضرورة الاهتمام وتشجيع هذه الحرف لكونها تحقق ملايين الدولارات سنوياً من عوائدها كالصدف، الموزاييك، .. بروكار حرير قيشاني “تكفيت” سيوف دمشقية، مؤكداً أن هذه الحرف لا تعتمد على خطوط إنتاج بل تعتمد في سعرها على إبداع الحرفي السوري .