فخ أبو زيد..!

حديثنا اليوم عن “بنك الأهداف” التي وضعت للتحقيق والترجمة على أرض الواقع، وتحقيقها بما يخدم الصالح العام، بعيداً عن حسابات “المصالح الشخصية وأهل المنفعة” وترجمة نتائجها، بمردود اقتصادي يحمل الهوية الاجتماعية كما يتمنون في كل خطوات برامج الدمج، وهذه إن لم تتحقق فإن العملية برمتها تسقط في حسابات مقولة يرددها الجميع ” كأنك يا أبو زيد ما غزيت” ..؟!
وحتى لا نقع في “فخ أبو زيد” لابد من جملة إجراءات هي بالأساس مطلوبة، وموجودة ضمن تراتبية أهداف الدمج، والسعي لتحقيقها غاية الجميع، وهذا لن يتم إلا بمفردات إجرائية يحكمها القانون وسرعة التنفيذ، لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصناعي في ظل ظروف صعبة، هي الأخطر من نوعها، منذ ولادة الصناعة الوطنية..!
في مقدمة ذلك إعادة هيكلة القطاع الصناعي وفق آلية جديدة، تنسجم مع التوجهات الجديدة، والتي تسمح بتحقيق مضمون الولادة الجديدة للمؤسسات الصناعية، والتي تحمل مفردات مهمة تبدأ بمكون، تخفيض كلف الإنتاج ومعالجة مصادر الهدر، والقدرة على استثمار الأصول الثابتة والمتداولة للشركات الصناعية، وتعظيم القيمة المضافة المحققة من المواد الأولية، ذات المصدر المحلي لاسيما النسيج، والشوندر السكري، والزيوت والخضروات والفاكهة والحمضيات وغيرها كثير..
وبالتالي هذا لن يمر إلا من خلال اجراءات تحمي ذلك، وتؤمن له مكونات التنفيذ الفعلية، والتي تبدأ بقاعدة بيانات شاملة عن القطاع الصناعي المتنوع، يمكن الاستفادة منها والبناء عليها، والاعتماد عليها أيضاً، في اتخاذ القرارات ورسم الاستراتيجيات الصحيحة لكل منتج، ومرافقتها بمكون آخر لا يقل أهمية عما ذكر، يكمن في فرض قانون جديد لحماية الصناعة الوطنية، وخاصة الناشئة والمولودة حديثاً بفعل إجراءات الدمج..
والجانب المهم أيضاً إمكانية الاستفادة من الأبحاث العلمية، وربطها بصورة مباشرة مع مواقع الإنتاج، من خلال آلية تعاون مع الجهات المعنية لاسيما وزارة التعليم العالي والجامعات ومراكز الأبحاث والاختبارات الصناعية وغيرها، والتي مازالت حتى تاريخه تفتقد آلية صحيحة تترجم هذا “التعاون” الذي يضيع في متاهات الإجراءات واتفاقيات قطف ثمارها بعيد المنال..!
من دون أن ننسى جملة إجراءات أخرى لا تقل أهمية عما سلف، أهمها التخلص من الورقيات وروتين الإجراءات، وحسابات المنفعة والمصالح الشخصية، عندها نستطيع تفادي الوقوع في “فخ أبو زيد” والخروج بنتائج ومردود اقتصادي، أهميته مساحة وطن بأكملها، وليس قطاع بعينه…
والسؤال هنا: هل سنشهد هذه النتيجة والتي هي حلم الجميع..؟
قادمات الأيام تحمل لنا الجواب، إما فخ أبو زيد، وإما مردود إنتاجي مفرداته تحاكي اقتصاد وطن بأكمله..
Issa.sami68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
من باب تشجيع المزارعين.. هل تتسوق «الأعلاف» الذرة الصفراء من زارعيها بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي أو عن طريق التجار؟ الضفة الغربية تُعيد الصراع إلى جذوره.. تصدٍّ للاحتلال وتصعيد في العمل المقاوم.. الكيان أمام تحدٍّ خطر والكوارث تتفاقم أسعارها أخرجتها من قائمة المأكولات الشعبية.. المعجنات تسجل ارتفاعاً جديداً بحجة أسعار المواد الأولية تجفيف الخضار.. خيار ربّة المنزل لمؤونة الشتاء في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء اليوم بدء صرف المستحقات المالية للمزارعين المتضررين في طرطوس ضمن إجراءات تحويله إلى مشفى.. «صحة الحسكة» تستعد للبدء بإعادة تأهيل الطابق الثالث في المركز الطبي بالمدينة «ورطة» الهدية في المناسبات.. أشخاص يقاطعون أقاربهم لعدم قدرتهم على أدائها وآخرون جابهوا واستمروا في علاقاتهم الغرفة الفتية الدولية تطلق بازار «حرفة وفنّ» في جبلة لتوفير دعم مستدام للشباب ألف مكتب سياحي رُخِص له خلال الأزمة لم يستطع تنظيم رحلة داخلية واحدة لدمشق من أساسيات المؤونة لفصل الشتاء.. "تين الهبول" حلوى تراثية شعبية ومورد رزق للكثير من العائلات في القرى الجبلية