هل ستعيد إمكانية التجفيف في شركة سكر تل سلحب الأمل لمزارعي الذرة الصفراء ليتوسعوا بزراعتها؟
دمشق- غيداء حسن:
على مدى السنوات السابقة، تلقى مزارعو الذرة الصفراء، ولاسيما في منطقة الغاب، الكثير من التشجيع على التوسع بزراعتها، لكونها مادة أساسية في صناعة الأعلاف، وخاصة للدواجن، لكن هذا التوسع كان محفوفاً ببعض المخاطر والتخوّف من قبل الفلاحين في كيفية تجفيفه، إذ يحتاج إلى وجود مجففات للحفاظ عليه وتخزينه جافاً بما يحقق الاستفادة منه على مدار العام، ولا يخفى على أحد أن المجففات التي كانت تعمل في السابق دمرت خلال سنوات الحرب، وسعت مؤسسة الأعلاف لتأمين مجففات وأعلنت عن ذلك مراراً، لكنها واجهت صعوبات بالغة في ذلك، لأن معدات وآلات المجففات تعتمد على الاستيراد، وهذا صعب في ظل ظروف الحصار المفروض على بلدنا، لذلك كان مزارعو هذا المحصول يلجؤون إلى تجفيفه في العراء وتعريضه لأشعة الشمس والهواء، ما كان يعتبر مغامرة قد تودي بهم إلى تلف المحصول، وهذا سبب تراجع الكثيرين عن فكرة زراعته خوفاً من الخسارة.
بارقة أمل
اليوم ربما بات الوضع مختلفاً ومتفائلاً أكثر من ذي قبل، أو هي بارقة أمل للفلاحين مع التوجه لاستخدام مجففات “تفل” الشوندر السكري في شركة سكر تل سلحب لغرض تجفيف الذرة الصفراء.
جنيد: استخدامها لتجفيف الذرة الصفراء لا يؤثر في عمل المعمل عند الاستخدام لتجفيف “التفل”
إذ يؤكد مدير عام المؤسسة العامة للسكر المهندس عبد الحميد جنيد أن شركة سكر تل سلحب، إضافة إلى عدد من الشركات الأخرى في محافظات (حمص- دير الزور- الرقة- الغاب- مسكنة)، هي من الشركات التابعة للمؤسسة العامة للسكر.
وشركة تل سلحب ما زالت مستمرة بالعمل على إنتاج السكر الأبيض من تصنيع مادة الشوندر السكري، وبالتالي فإنها مستمرة باستلام محصول الشوندر السكري المزروع من الإخوة الفلاحين، وتقوم الكوادر الفنية في الشركة حالياً بإعادة تأهيل الشركة من خلال القيام بالصيانات الكهربائية والميكانيكية لخطوط الإنتاج، بحيث يكون المعمل جاهزاً لاستقبال دورة التصنيع الجديدة خلال موسم عام 2025.
ثنائي الاستخدام
بالنسبة للمجففات، يشير جنيد إلى أنه يوجد في شركة سكر تل سلحب مجفّفا “تفل” ، وهذان المجففان كانا متوقفين عن العمل منذ أكثر من أربعين عاماً، كون مادة “التفل” الناتجة عن تصنيع الشوندر السكري كانت تباع كما هي دون الحاجة إلى تجفيف، وكانت مسوّقة من قبل المؤسسة العامة للأعلاف أو مستجرّة من الإخوة الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية.
وهذه المجففات من الأقسام الخارجية للمعمل، وبالتالي فإن استخدامها لتجفيف الذرة الصفراء لا يؤثر في عمله عند استخدامه لتجفيف”التفل” أي إن المجفف يصبح ثنائي الاستخدام.
ومن خلال قيام الكوادر الفنية في شركة سكر تل سلحب والفريق الفني المشكّل من وزارة الصناعة بإجراء بعض التعديلات الميكانيكية والكهربائية والقيام بالصيانات اللازمة، وذلك ضمن رؤية وزارة الصناعة لإعادة الألق إلى القطاع العام على أحد المجففات الموجودة كخطوة أولى ليصبح جاهزاً للعمل على تجفيف الذرة الصفراء مع المحافظة على خط تجفيف “تفل” الشوندر عند قيام المعمل بإنتاج السكر من تصنيع الشوندر السكري. بحيث توصلت تلك الصيانات والتعديلات وتجارب التشغيل إلى الوصول بالمجفف إلى طاقة تصنيعية /800/ طن في اليوم وأكثر بقليل، وبنسبة مادة جافة تصل بين 10-13.9%.
تنشيط الدورة الزراعية والصناعية
ومن خلال العمل على تجهيز المجفف الثاني في الوقت الحالي -حسب جنيد- ستصبح المجففات جاهزة لاستقبال وتجفيف أي كمية من الذرة، سواء من منطقة الغاب أو المناطق المجاورة وبأسعار تشجيعية للإخوة الفلاحين. وهو ما يوفر كثيراً من الجهد والوقت والمال الذي كان يستهلك عند استخدام الطرق التقليدية في التجفيف، التي تؤدي في أحيان كثيرة إلى خسارة الفلاحين لمواسمهم الزراعية عندما تسوء الأحوال الجوية، لتسبّبها بتلف محصول الذرة، إذاً هذا الإجراء – برأيه – سيساهم في تنشيط الدورة الزراعية والصناعية في المنطقة.