من إعلام العدو… مسؤول أمني إسرائيلي سابق: نتنياهو جرّنا إلى مستنقع عميق وإلى أخطر أزمة أمنية وجودية
ترجمة وتحرير ـ غسان محمد:
تحت عنوان “من كذبة النصر المُطلق إلى النصر على الكذبة المطلقة” قال الرئيس السابق لجهاز “الشاباك” الإسرائيلي يوفال ديسكين، إن مَن وُصف بـ “سيد الأمن الإستراتيجي” بنيامين نتنياهو، جر “إسرائيل” إلى مستنقع عميق وإلى أخطر أزمة أمنية، تنطوي على تهديدات وجودية تتطلب معالجة فورية، وأضاف، أن نتنياهو فعل ذلك بغطرسة لا نهاية لها، وانفصال عن الواقع، وبالاعتماد على مستشارين فاشلين، وجنون العظمة الذي لا نهاية له، وقيادة شخصية قائمة على الأكاذيب.
وأشار ديسكين إلى قائمة طويلة من الإخفاقات الأمنية التي وقعت خلال فترة حكم نتنياهو، ومنها أنه أقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ما سمح لإيران، بأن تصبح دولة عتبة نووية، كما راهن لسنوات طويلة على إمكانية منع قيام الدولة الفلسطينية، وشن ثلاث حروب عسكرية فاشلة ضد قطاع غزة، تبجح في نهايتها على نحو مثير للسخرية، مع وزراء الحرب ورؤساء الأركان، وفي بعض الأحيان رؤساء الشاباك، بإنجازات هائلة وبتغيير للواقع في القطاع، وهنا بدأ يتجذر مفهوم الكذبة المفضلة لدى نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية حول المقاومة المردوعة في غزة.
كذلك، وتحت إشراف نتنياهو، وصل الحكم داخل “إسرائيل” إلى مستوى غير مسبوق من التردي، بحيث بات يشكل بالفعل خطراً جسيماً على الأمن، ويزيد الوضع سوءاً، وتحت قيادته، أصبح الوضع الأمني في الضفة الغربية والقدس خارج نطاق السيطرة.
وإلى جانب كل هذا، يتزايد فقدان السيطرة على المتطرفين اليهود، الذين شكّل نتنياهو معهم ائتلافاً حاول من خلاله القيام بانقلاب ضد القانون، كما ازداد الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين بشكل كبير، بدعم علني من المسؤولين في حكومة الفشل بقيادة نتنياهو.
وقال ديسكين، إن نتنياهو ألحق ضرراً غير مسبوق بـ”إسرائيل” على الساحة الدولية، حيث وصلت “شرعيتها” على الساحة الدولية إلى أدنى مستوياتها، كما أساء للعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والدول الغربية، وقد وصف أصدقاؤنا وحلفاؤنا الطيبون، نتنياهو بأنه الشخص الذي يقود “إسرائيل” إلى الدمار.
والأسوأ من ذلك كله، أن نتنياهو يواصل الكذب على الجمهور في “إسرائيل” إلى ما لا نهاية، والحقيقة أن ثقافة الأكاذيب التي أصبحت رمزاً لحكم نتنياهو، سيطرت بالكامل على الرواية الإسرائيلية وعلى تصرفات الحكومة، وكما تسربت ثقافة الكذب والعجرفة، سريعاً إلى الأنظمة المهنية أيضاً، ما أدى إلى تقديس المفاهيم الباطلة التي يروج لها زعيم الكذب.
والكذبة التي يروج لها نتنياهو هذه الأيام هي كذبة “الانتصار الكامل في غزة”، وهذه الرواية الكاذبة لها تأثير كبير على القدرة للخروج من أزمة الأمن القومي الخطرة.
وتابع ديكسين: إن فحص نتائج الحرب في غزة بعد خمسة أشهر من القتال، يُظهر أننا بعيدون عن تحقيق “النصر الكامل” كما زعم نتنياهو، فقد كان ينبغي للحروب السابقة في غزة أن تجعلنا نفهم أن الشرعية الأميركية والدولية سوف تتلاشى في غضون أسابيع من بدء الحرب، كما أنه من المستحيل الحديث عن “النصر الكامل” من دون التعامل مع “اليوم التالي”.. المقاومة سترهقنا في حرب عصابات، وليس لدى نتنياهو وحكومته خطة واقعية لليوم التالي.
وبناء عل ذلك فإن رواية “النصر الكامل” هي وهم خالص، والشخص الذي قادنا باستمرار إلى حافة هاوية الأمن القومي، لا يمكن أن يكون الشخص الذي يمكنه إجراء الإصلاحات اللازمة. فعندما يكون الفشل واسع النطاق، فإن الخطوة الضرورية هي استبدال رئيس الوزراء الفاشل.
وختم ديكسين قائلاً: ليس هناك سبب منطقي للاعتقاد بأن الذي كذب على الجمهور من دون أن يرف له جفن في نهاية كل عملية فاشلة في غزة، سيقودنا إلى “النصر الكامل”، لذلك، يجب على نتنياهو أن يعود إلى بيته على الفور، ويجب أن يذهب معه جميع رؤساء الأجهزة الأمنية المسؤولين عن الفشل الذريع.