موجة الحر تلحق خسائر بمزارعي الشوندر في حماة
تشرين – محمد فرحة:
أن يخطئ الإنسان ولا ينجح بما يصبو إليه فهذا وارد ومحتمل، لأن تقديرات المواقف وحساباتها تؤكدها النتائج أو تنفيها، أما أن يحاول البعض إخفاء الحقيقة وإخفاقه، إن لم نقل تجاهلها فهذا هروب من المسؤولية.
فلم يعد خافياً على أحد أن الخطط الزراعية الصناعية أربكت إيقاع الإنتاج الزراعي وتصنيعه، وأدخلته في دوامة، ما بات يهدد بعدم جدوى المحاولات في السنين القادمة وهنا المشكلة أخطر وأعم، لاسيما إذا ما عرفنا أن جل قوة اقتصادنا كانت سابقاً زراعية ونفطية، واليوم فلا الأولى في ذلك الزهو والانتعاش، ولا النفط موجود بالشكل الكافي.
نعود لما بدأنا به ألا وهو محصول الشوندر الذي تمت زراعته هذا العام وما لحق به وبمزارعيه من أضرار، بل بما لحق بخزينة الدولة إذ بلغت قيمته حوالي ١٣ مليار ليرة وقدمناه علفاً للمواشي، وهكذا تغيرت الأمور من الوفرة والاكتفاء الذاتي إلى القلة، وإن وجد تتم الإساءة إلى تسويقه وتصريفه كالذرة الصفراء والشوندر.
عن ذلك أوضح مدير الإنتاج النباتي في الهيئة العامة لإدارة تطوير الغاب المهندس وفيق زروف أنه منذ أكثر من شهر ونصف الشهر وعملية تسويق حوالي ٣٥ ألف طن من الشوندر من الفلاحين لم تنته، والدونم الذي كان يعطي حمولة جرار تماماً، صار الجرار اليوم يحتاج إلى خمسة دونمات.. معللاً الأسباب باهتراء وتلف المحصول في الأرض من جراء موجة الحر الشديدة طوال الفترة الماضية، وإذا بنا الآن نشهد أمطاراً غزيرة قد تزيد طين المحصول ألف “بلة وبلة”، مضيفاً: لقد طالبنا منذ شهر حزيران أي قبل موعد تسويق المحصول وقلنا للمعنيين بعملية الاستلام إذا لم تكن هناك عملية تصنيع واستخراج السكر فاتركوا المزارعين ليسوقوا ويقلعوا المحصول مبكراً، مادام سيقدم علفاً للمواشي.
فماذا كانت النتيجة؟ لم يستجب أحد لمطالبنا فحصل ما حصل فكانت خسائر الفلاحين التي لا تقدر.
بالمختصر المفيد: ليس لوزارة الزراعة علاقة بكل ما سبق فقد انحصرت مسؤوليتها بإحضار البذار اللازم للمساحة التي زرعت، وأنيط باقي المسؤولية بوزارة الصناعة، مادامت هناك عقود أبرمت بين الفلاحين وشركة سكر سلحب، لكن هذا شكل من أشكال التخطيط الصناعي الزراعي، الذي كنا نريده مزدهراً وقوياً ينعش اقتصادنا المحلي لا أن يشده للخلف.. ويبقى السؤال: متى ننتهي من عملية قلع واستجرار محصول الشوندر الذي استغرق وجوده في الأرض حوالي السنة بدءاً من زراعته العام الماضي وحتى الآن؟.. إنه السؤال العقيم الجواب.