امتناع الهند عن التصدير يؤجج التساؤلات عن تجارب زراعة الرز في سورية..”البحوث الزراعية” تؤكد نجاح التجربة ولا أحد زرع!

تشرين – حسام قرباش: 

تسبَّب قرار الهند حظر تصدير الأرز عدا أرز البسمتي النوعي، بانعكاس سلبي على السوق العالمية، كما ارتفعت أسعار أنواعه كلها بشكل كبير وخاصة في السوق المحلية، و رغم التطمين من بعض المصادر بوجود أسواق بديلة للأرز الهندي المستورد، إلّا أنّ الأسعار ارتفعت بشكل مبالغ فيه لتكوي جيب المواطن أسوة بكل السلع الغذائية الأخرى، فالكيلوغرام من الأرز المصري بأسواق دمشق سجل سعر 13 ألف ليرة، والتايلندي 17 ألف ليرة، والإسباني 22 ألف ليرة، والبسمتي بماركاته المختلفة من 25 إلى 32 ألف ليرة، حتى إنّ ما يُسمى أرز المعونة الرديء النوعية قفزت أسعاره من ٣ آلاف ليرة إلى 12 ألف ليرة في غضون شهرين.

نجحت تجربة زراعة الرز الهوائي في سورية منذ عامين لكنه لم يُزرع

منذ سنتين أطلقت هيئة البحوث الزراعية تجربة زراعة الأرز الهوائي الذي لا يحتاج إلى مياه وافرة في إنتاجه، وبالرغم من إعلان نجاح التجربة 100٪ إلّا أنّ تطبيقها على أرض الواقع لم يبصر النور بعد رغم الحاجة المحلية الماسة لإنتاجه بعد الإقرار بملاءمة كل الظروف البحثية لزراعته وإنتاجه.

مدير الموارد الطبيعية في الهيئة الدكتور منهل الزعبي في تصريحه لـ”تشرين” أوضح أنّه بعد الانتهاء من حصاد الأرز، تمّ تحقيق وحدة إنتاجية جيدة للمحصول، ووصف التجربة بأنّها كانت ناجحة تماماً، حيث أعطى الهكتار الواحد 5 أطنان، متمنياً تطبيقها على الأرض بعد التأكد من نجاح الهيئة البحثية في زراعته، مبيّناً بالوقت ذاته أنّ عملها ينتهي هنا كما ذكر، وقرار التنفيذ على الأرض يعود للسياسة الزراعية والتخطيط لها بما يتناسب مع الواقع الراهن.

ورأى أنّ ما يتميز به الأرز الذي أجريت عليه الدراسة أنّه لا يتطلب احتياجاً مائياً عاليا،ً إذ تكفي 8 آلاف متر مكعب لكل هكتار مثله كأي محصول زراعي آخر، وخاصة إذا تمت زراعته في المناطق التي تعاني ارتفاع نسبة الرطوبة في التربة، و من مشكلة الغدق (تسرب المياه وتصريفها في التربة وبالتالي قلة مخزون المياه)، لذلك تركز البحث في سهل عكار لحل هذه المشكلة، وتم اعتماد سلالات من الأرز لزراعتها في هذه المنطقة، التي تعد أنسب مكان لإنتاجه.

5  آلاف طن إنتاجية الهكتار الواحد

وعن الجدوى الاقتصادية فيما لو جرى عندنا إنتاج الأرز السوري، رأى الزعبي بأن ذلك كفيل بتقنين الاستيراد للمادة، وتقليل الاعتماد على السوق الخارجية، وبالتالي توفير القطع الأجنبي، مضيفاً بأنّه عدا عن الاستفادة منه كمادة غذائية رئيسية بأسعار أقل من المستورد، فسيتم الاستفادة أيضاً من القش وتحويله إلى مادة علفية، وكذلك يُستفاد من نواتج الغربلة من الأرز الكسر لصناعة أغذية الأطفال، وبتطبيقه ستتحقق نقطة مميزة في سياستنا الزراعية لفوائده الكثيرة لكونه محصولاً عالمياً كما قال.

وأشار إلى الصعوبة الوحيدة التي اعترضت البحث بتأمين آلة تقشير الأرز، ما جعل البحوث تقوم بتصميم الآلة و النجاح بتصنيعها.

يحتاج كمية مياه لا تتجاوز ما تحتاجه المحاصيل الأخرى

وكشف بأنّ هناك أبحاثاً زراعية متعددة يجري العمل عليها حالياً، وخاصة إنتاج أصناف قمح تحتمل الجفاف، بسبب التغيرات المناخية إضافة للتوجه نحو تقنيات الري الحديثة كالتسوية بالليزر، والعمل على إدخالها بالتعاون مع بعض المنظمات وتقديم الدعم لتأمين ثلاثة أجهزة تسوية يجري تطبيقها في منطقة الغوطة في ريف دمشق، ثمّ دير الزور وحلب وبقية المحافظات لاحقاً، لافتاً إلى أنها منظومة ري حديثة ليست مكلفة كثيراً على الفلاح، وهي جهاز تقني متنقل من أرض إلى أرض ومن فلاح إلى فلاح وهكذا..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار