“جرّة قلم” 

بعدأن ظهرت نتائج امتحانات الشهادات للدورة الحالية وخاصة للشهادة الثانوية بدا الاستغراب على الكثير من الطلاب للفرق بين ما توقعوه حسب سلم العلامات وبين ما كانت عليه نتيجتهم .

قد يقال: إن الطالب لا يكون دقيقاً في تقدير علاماته أو ربما وقع في خطأ ما أثناء الامتحان وهو لا يعلم، لكن نتائج الاعتراضات أظهرت استفادة عدد ليس بقليل من الطلاب، ما يعني أن هناك أخطاء وقعت بالفعل وهو ما أشعر البقية  بالندم لعدم الاعتراض على نتائجهم وربما أصبح الجميع يشككون في نتائج جمع علاماتهم، بعض المستفيدين لم يكن فارق درجاتهم كبيراً، لكن هناك من تغيرت نتيجته  بالكامل من راسب إلى ناجح بعد أن عاد إليه حقه الذي خسره نتيجة خطأ كان قد وقع أثناء إدخال ونقل البيانات أو بـ”جرّة قلم”، ولم ينكشف إلا بعد الاعتراض.

ولذلك فإن وجود الخطأ في أي من عمليات التصحيح والجمع والتنتيج مهما كان صغيراً يوقع ظلماً على الطلاب وقد يدفع أعداداً مضاعفة منهم  في الدورات القادمة إلى التشكيك بالنتائج والاعتراض عليها، ولا يخفى كم سيأخذ ذلك من العمل  والوقت.

لا يمكن نكران  الجهود التي  بذلتها الجهات المعنية في إنجاز الامتحانات   وكم بذل المصححون أيضاً من جهود وتعب للانتهاء من أعمالهم في الوقت المحدد، على الرغم من الظروف  الحالية من صعوبة في التنقل للوصول إلى مكان التصحيح و الانقطاعات المتكررة للكهرباء مع الحر الشديد وغيرها من الظروف، ولا يمكن تحميل أخطاء البعض في أي من عمليات التصحيح وصولاً إلى إظهار النتائج على البقية، ونكران جهودهم، لكن من أخطأ يجب أن يتحمل المسؤولية. ولابد من التدقيق أكثر في الدورات القادمة باختيار الكوادر وزيادة عدد اللجان للتدقيق أكثر، كما يجب تهيئة الظروف لمن سيقومون بعمليات التصحيح حتى يكون جهدهم منصباً فقط على التركيز  في مصير الآلاف من الطلاب الذين أمضوا عاماً كاملاً في التحضير لجني ثمرة اتعابهم وكلّفوا أهلهم الكثير من الأموال تحضيراً لتلك الامتحانات التي ستحدد مستقبلهم.

لا نبخس الجهود التي بذلت ولكن  أخطاء البعض ممن أرادوا التساهل والانتهاء من إنجاز أعمالهم  بسرعة يجب التوقف عندها وألا تمرّ مرور الكرام، فمصير  الطلاب وتعبهم طوال العام أمانة يجب المحافظة عليها والعمل بكل تركيز ودقة.

قد يقال: إن بعض الطلاب المعترضين استفادوا وأعيد إليهم حقهم وحصلوا على ما يستحقون من درجات  فعلاً، ولكن فرحة النجاح في وقتها وأوانها لاتعادلها أي فرحة، فكم من خيبة عاشها هؤلاء وذووهم وكم من توتر عانوا منه إلى حين إصدار نتائج الاعتراضات لتأتي فرحتهم  منقوصة ومتأخرة عن أقرانهم وترافقها غصة ؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار